fbpx
في ذكرى رحيله الرابعة.. محمد عيدروس.. على العهد رغم الوجع

فهد البرشاء
يمضي العام تلو العام, ويأبى الوجع إلا أن يمارس طقوسه,وجع الحنين والشوق إلى تلك الأرواح التي توارت وترجلت عن جواد الحياة, لتمكث بين ثنايا الثراء, وقبلها في سويداء القلوب التي عشقتها وتعلقت فيها حد الثمالة والجنون,وجعا لا يجيد سوى لغته التي أعتاد أن يطعن بها القلوب بخناجره المسمومة لتنكي لحظات الذكرى التي تمر أطيافها بين الفينة والأخرى,فتهيج المشاعر وتذكي نار الحنين والشوق لمن غادر الدنيا ولم يغادر القلوب والحنايا..
في ذكرى الوجع الرابعة لرحيل صاحب (البحة) التي تتمايل لها الأجساد وتطرب لها الأسماع وتحن لها القلوب, الفقيد الذي أفتقده كل شيء, البشر, الشجر, الحجر, وحتى حبات المطر,وبكاء لرحيله من يدركون (حجم) الرجال, وثمن الأبطال, ومعنى الإنسانية التي كانت تسكنه وتكتنفه حتى في لحظات (شدته) وألمه ومحنته,وربما شعوره بالضياع بين لعلعة الرصاص, ودوي المدافع ونبضات القلوب الوجلة الخائفة من براثن (المجهول) الذي سرقه منّا دون إستئذان..
محمد عيدروس.. الفقيد الذي أستجدي (لغتي) وكلماتي, وأحرفي أن تخط بدماء (وريدي) وعلى صفحات قلبي كلمات لا تشبه الكلمات, بل مشاعر وأحاسيس تسوقها لحظات الحنين والشوق له رغم مرور أربعة أعوام على رحيله في ذلك اليوم الذي كم تمنيت أن يتوقف الزمن (لحظة) وتعود عقارب الساعة للخلف قليلا كي أجد متسع من الوقت لأستوعب أن (رحيله) بات حقيقة مؤلمة وموجعة, ليست ككل الحقائق وربما (المصائب) والأوجاع التي أثخن الزمان بها جسدي وقلبي..
وأجد حزن كافِ ودمعاتِ وآهاتِ وأناتِ كافية لتعبر عن ذلك (الشرخ) والزلزال الذي أحدثه رحيله في دواخلي إن لم يكن في (لودر) برمتها, بشوارعها, وأزقتها, ونسائمها, وجبالها, وفجاجها,فكل مافيها يدرك أنه (بترجّل) هذا الفارس عن جواد الحياة ستوصد الحياة أبوابها في وجه البسطاء, وستجلد الأمل (سياط) الألم, وتلوح في أفق المدينة التي (سادت) ثم (بادت) أطياف (الضياع) والتشرذم والشتات و(التيه), فمعركة (الحياة) لا تحتمل أن يسقط (قائدها) أو يتعثر (جواده)..
للحظة واحدة لم يستطع (الزمان) بصروفه وتقلباته وأوجاعه التي (انهالت) على قلبي أن تنسيني أياك, ولم يفلح كل الذين عبروا محيط (القلب) وحدوده أن يأخذوا تلك (المكانة) التي أوصدتها بعد (رحيلك) لتظل مغلقة حتى يجمعنا الله بإذنه في (جنات) الخلد, عليّ أفصح حينها عن مكنوناتي وما تكتنزه جوانحي من (حب) سرمدي لكل تلك المبادئ والأخلاق التي نشّأتها بداخلي منذ كنت (تلميذك) في الثانوية, وأكمل بعدك مشوار (الكفاح) والتحدي لكل من تجردوا من المبادئ والأخلاق والضمير ومخافة الله..
بإذن الله سنظل على العهد, لا نهادن, لا نجامل, لا ننافق, ننبش بين صفحات الفساد, ونعرّي أهله, ونحارب من أجل لودر التي (دس) معظم أهلها رؤوسهم في التراب كالنعام،وآثروا الصمت على قول كلمة الحق، وسنقول بملء الفم (خسئتم) ستظل أطياف وروح محمد عيدروس تلاحقكم..