fbpx
ثانوية النهضة..ثانوية نموذجية !!

في يومين متتاليين و منذ الصباح الباكر تشرفت بالتواجد في ثانوية النهضة الرابضة على أطراف الشيخ عثمان اثناء طابورين صباحيين ..
تدب الحركة و النشاط منذ الساعة السابعة صباحا للحاق بالطابور الذي يبدأ بإنضباط الطلاب الرائع و حرصهم على التواجد و الإصطفاف في تمام الساعة السابعة و الربع…
حضوري طابورين صباحيين كانا كفيلان ليبددا مخاوفي المغرطة و نظرتي التشاؤمية تجاه جيل المستقبل الذي وقع فريسة و ضحية لمرضى نفوس تعددت طرقهم في كسب الثروات من خلال إفسادهم و تجهيزهم لجعلهم سوق استهلاكية لمنتجاتهم القاتلة..
و ذلك من خلال العمل على إنتشار أسواق القات و الترويج لتجارة الحبوب و الحشيش و أنواع المخدرات..
منها مايحقن…
و منها مايجرع..
و منها ما يستنشق..
و منها ما يمتص…
في عملية هدم لا إنسانية لصرح يعتبر ركيزة في بناء الأوطان..
التقت مصالح فاقدي إنسانيتهم اللاهثون خلف كسب الأموال بشتى الطرق، من تجار الموت و سياسين و سماسرة الأراضي و غيرهم، فوحدوا نواياهم الخبيثة..
السياسون هدفهم إخماد قوة هولاء الشباب و إضعاف صحتهم و قدراتهم و تجهيلهم حتى يتسنى لهم تمرير مشاريعهم المختلفة..
و البسط على الأراضي و تنفيذ مآربهم دون خوف من مقاومة أو إعتراض، بعد أن يضمنوا تحييد قوة اساسية بواسطة تجار المخدرات..فكأن التركيز على ضربهم في أخلاقهم و تعليمهم!
اما الآخرون فهدفهم جمع الأموال…
و مع كل هذا التأمر استطاع هولاء الشباب الذين يصطفون امام ناظري بالعشرات و هم يؤدون تمارين الصباح بكل رشاقة و إنضباط لينجوا بأنفسهم من الضياع و السقوط المريع الذي وقع فيه اندادهم من شباب تركوا و اهملوا من قبل ذويهم ليواجهوا ذلك المصير الكارثي..
في ثانوية النهضة عشت ما أنعش في قلبي الأمل..
فلقد رائت شباب في قمة الادب و الأخلاق و النشاط متشوقين لعام دراسي جديد..
حتى أولئك الطلاب الذين كانوا ضحية لجدية ادارة المدرسة في الحزم المطلوب لتربية الأجيال، فتعرضوا لعقاب الجري حول ميدان الثانوية لانهم تأخروا عن موعد الطابور فذلك لا ينتقص منهم بل هو في صالحهم لتصحيح السلبيات و تجاوزها…
ثم سمعت الكلمات و رائت كيف ألقاها مدير المدرسة و نائبة بكل مهنية و قدرة على التواصل مع أبنائنا الشباب..
و باقتدار كان برنامج الصباح الذي يعده و يقدمه الطلاب أنفسهم بمساعدة مربي الفصل بالتناوب بين الفصول..
ثم التقيت بالصدفة ب زميل دراسة قديم أنفرجت أسارير وجهي حين رأيته لأننا كنا نرى في هذا الأستاذ مشروع أستاذ منذ كان زميلا لنا لرجاحة عقله و ذكائه فكيف حاله الأن و قد إزداد خبرة و تجربة و وقار…
ودعت ثانوية النهضة مرتاح البال و قد ولد في داخلي الأمل مرة أخرى..
لقد أفرطنا في التشكيك بإمكانية صلاح جيل المستقبل..
و مؤكد بإذن الله لو أن كل المدارس حذت حذو مدرسة النهضة التي لا يميزها عن النموذجيات إلا زي طلابها باللون الكاكي خلافا لزي النموذجية الأبيض و الأسود..
بل إنها تتفوق على بعضها…
و لو إن كل المدارس حذت حذو ثانوية النهضة و أضطلعت بدورها في التربية قبل التعليم لساعدنا في تأهيل جيلنا الذي كان ضحية فساد نخر جسد الوطن و من أهمها التعليم لربع قرن من الزمن…
انه أمر هم يجب العمل به ان كنا فعلا نريد إعادة تأهيل ابنائنا أن يعيين مختصيين في علم النفس في كل مدرسة لزرع بذور الأمل في قلوب طلابنا و إعادة تأهيلهم و توجيههم إلى طريق الرشاد و الصلاح..
فقد لمست بوضوح أن التربية الحسنة و الأخلاق و السلوك متأصلة في قلوب أولادنا فقط هم يريدون أيدينا تمتد إليهم لتساعدهم و السير بهم حتى يبلغون الطريق الصحيح لوضع قدمهم عليه..
من المدارس بإذن الله نستطيع أن ننتج جيل متعافي سليم مؤهل للإمساك بدفة القيادة و الإبحار بنا إلى شواطئ الأمان،
و من ثانوية النهضة انبثق شعاع الأمل!

نبيل محمد العمودي