لإني و الله يشهد أظن انهم يبحثوا لك عن وقيعة بينك و بين أهلك في الجنوب، بعد ان فشلوا في تكسير مجاديفك في الشمال.

لهذا جاءوا اليك بحديث التقسيم، و أقحموا الجنوب في فكرة التقسيم، حتى تقوم بينك و بين أهلك في الجنوم خصومة و العياذ بالله.

من قال لك اننا في الجنوب ندعوا الى التقسيم؟
من قال لك اننا في الجنوب بيننا خصومة و لهذا فالتقسيم سيحل المشاكل؟
الجنوب ذهب الى الوحدة موحدا بأبنائه، قويا بجيشه، ثريا بخيراته، فجاء ابناء الشمال و بإسم الوحدة سرقوا كل خيراتنا، و دمروا و سرحوا ابناء جيشنا، و يريدون ان يقسمونا، لن يحدث ذلك يا ابو جلال.

مؤتمر الحوار لم يقر الاقاليم الستة، مؤتمر الحوار وضع موضوع التقسيم كفكرة، و طلب منكم يا فخامة الرئيس ان تقرر بالاقاليم.

فنصيحتي لك ان تترك الجنوب لأهل الجنوب اقليما واحدا، و لا تثير النزاعات بالتقسيم.
لقد عرف اجدادنا الجنوب بأنه اصلا للتاريخ، وانه عبق الحضارة و به عاش الاجداد يتنقلون من شرقه في اطراف المهرة الى غربه في اطراف باب المندب، مؤكدين رسوخ الهوية الجنوبية، و اختلطت دماء ابنائه في النظال من أجل ان نتحرر و نستقل من الاستعمار البريطاني ، و توحدت كل سلطناتنا و مشيخاتنا و قبائلنا كلها تحت شرعية حقنا الماجد ، و هدفنا المرتبط دائما بالجذور ، انها هوية جنوبية لشعب عظيم.

يا فخامة الرئيس النخب التي تحاول ان تقودك الى تقسيم الجنوب هي النخب التي تكرهك، فلا تصدقهم، الجنوب و الشعب الجنوبي هم من أذلوا الحوفاشيين، و لهذا اعدائنا يريدون طمر تاريخنا و ارضنا و جغرافيتنا.

يا فخامة الرئيس جنوبنا ليست نبتة شيطانية حتى تقسمه ، فتأريخنا يرتبط ببطولات الثورة ، و انتصاراتنا يعرفها القاصي و الداني، و يعرفها العالم كله.

قبل الوحدة و رغم الحكم الشمولي القذر الا ان الحياة كانت افضل مما هي عليه بعد الوحدة، كانت الحياة بسيطة، و كان الجميع في أمان، و كنا نحب بعض، و كنا الأقوى، و كنا نحترم القوانين، و كان الانسان في بلده كريم مكرم، بإختصار لولا الحكم الشمولي لكان شعب الجنوب يعيش في اغنى دول الجزيرة العربية.

يا فخامة الرئيس النخب التي تنصحك بتقسيم الجنوب، هدفهم اضعاف قوة الجنوب، هذه القوة التي أخافتهم في 2007 عندما انتفضت على الباطل حتى ازهقته، خرجوا مطالبين بحقهم كله “الجنوب”، هتفوا، و ثاروا و ناضلوا و دحروا اعداء الجنوب الى دون رجعة ان شاء الله في 2015.

يا فخامة الرئيس هويتنا و شعبنا و دولتنا من اطراف المهرة شرقا حتى اطراف باب المند غربا هي دولة الجنوب…

خلال سنين الوحدة المشئومة كانت أمنية من يكره الجنوب من أهل الشمال هو استهداف الشعب الجنوبي و هويته اللذين هما أصل في كيان الدولة.

هذه هي الحقيقة التي نراها و لا نرى غيرها، ان من يريد تقسيم الجنوب الى اقليمين فهو عدو للجنوب الواحد، و إن كنت لا تصدقني فأطلب استفتاء شعب الجنوب حول تقسيمه الى اقليمين.

اللهم اني بلغت … اللهم فأشهد
علي محمد جارالله