fbpx
14 أكتوبر العشق الجنوبي

قد يبالغ الكثير و ربما يعتقد البعض إن زوال الإحتلال البريطاني هو زوال أحد النعم..
إعلان هولاء البعض و ترحمهم على أيام الانجليز و نظام الإنجليز حتى و إن وجد مايبرره بسبب مالحقت بنا من أهوال منذ خروجهم في الثلاثين من نوفمبر إلا أن هذه الرغبة ربما هي فقط لمجرد النكاية و التعبير عن مالحق بما من أذى و اضطهاد و اقصاء من الوظائف و الحرب النفسية القذرة التي مورست ضد كوادرنا
و رفضا لما لحق بعد تلك الحقبة من تفشي الفساد و سوء الإدارة..الذي توج ب اسوء مراحل الفساد و النهب و البسط و القمع و الإقصاء التي دشنت في الثاني و العشرين من مايو 1990 حيث عاد الإحتلال بثوب متخلف و اشد تعجرفا و ظلما..
و مع ذلك ننوه أنه مهما يكن ما قدمه الإنجليز من نظام إداري و مؤسساتي إﻻ أنه يظل دخيل أجنبي و أن نخضع لحكم الغريب في عقر دارنا فذلك أمر مرفوض..
الأمر ببساطة شبيه بهذا المنظر..إن كان شخص في بيته فقير معدم ثم جاء رجل ليحتل غرفة من غرف داره، دعنا لا نقول كل الدار، فقط غرفة!
و اغدق عليه بالأموال و العطاء فهل يقبل ذلك الإنسان أن يعيش الدخيل معه و بين اهله؟!
الجواب الطبيعي يرفض هذا الوضع..
فلا شئ نملك جدير بأن يعوضنا حريتنا و كرامتنا و ديننا و عرضنا و ارضنا اشياء دائما ما نكون على إستعداد ان نضحي بارواحنا و فلذات اكبادنا و أموالنا للذوذ دون المساس بها!
و لذلك كانت إنطلاقة الثورة الشعبية في 14 أكتوبر 1963م!
بالنسبة لنا أبناء عدن فهو يوم نستشعره في كل سنة في جوارحنا..
بشعور جميل، أليف، يسري في خلايا اجسامنا،،
لا أكتب هذا للمبالغة كما يفعل العشاق و المحبين..
و لكني أقول حقيقة لازمتنا سنيين طويلة حتى و إن لم نعلنها للملئ و كثير منا يعرف عمق معاني الكلمات التي ذكرتها..
14 اكتوبر يوم تشعر بلطافته و نكهته الجنوبية..
هو يوم صديق، ترغب به، و عندما يصادف هذا اليوم من أكتوبر من كل سنة تحس بذلك الشئ العجيب، إستكانة و راحة نفسية مناسبة لتلك الأجواء الإحتفالية.
ربما يراودني هذا الشعور و كذلك يفعل لمن هم في عمري،
لاننا تقريباً توأم لهذه الثورة المجيدة!
و أن ذلك الشعور هو ناتج طبيعي لهذا التلازم و التعود،،،
و لكن الأكيد مما زاد من تعلقنا بشهري اكتوبر و نوفمبر هو ظلم مايو و سبتمبر لنا..
المعاناة و ماتعرض له شعب الجنوب من إقصاء و تهميش للكوادر، و في أحسن الظروف تحويل كوادرنا و خبرتهم إلى صنعاء..و بذلك مع مرور كل سنة تعمر صنعاء يقابلها تدمير لعدن حتى وصلنا إلى هذا الحال المرعب…
فكان رد الفعل الطبيعي أن نتعلق بحب و شغف ب كل شئ يرمز لكياننا الجنوبي المستقل بمنظر مشابه للغريق الذي يرى ولده يغرق بجانبه فيتمسك به و يتمسك بكل مايمكن ان ينجيهما…
في حالتنا قلوبنا أصبحت تهيم بكل مايذكرنا بدولتنا المسلوبة..
عملتها الشلن، الدينار،علمها علم الجنوب، اسماء منتجاتها القطيب و الثريب فان زين مصنع الطماط و غيرها و كل ما يرمز ل عدن…
أصبحنا نعشق نوفمبر و أكتوبر!
لذلك لا نستغرب ذلك الطوفان الجماهيري العاشق للجنوب القادم من كل فوج و من كل جبل و وادي و من الحضر و البدو، برا و بحرا و جوا..
سيل عرم من البشر كبر و تعملق مع مرور السنين و صار يطغي على كل متخاذل لازالت تقييده سلاسل وحدة كانت وسيلة لنهب كل ثروات الجنوب..وحدة إنتهت مع الزمن و أصبحت تخلو منها كل القلوب تقريباً!

نبيل محمد العمودي