fbpx
حكومة ” بن دغر “.. عودة إعلامية.. ووعود لم تغير من الواقع شيئاً.. وإنجازات لا تتعدى ” رقصة كورال” ..؟
شارك الخبر

 

يافع نيوز –  تقرير ( خاص):

عادت حكومة “بن دغر ” الى العاصمة عدن،  بوعود أطلقها رئيس الحكومة حينها، ووزراءها، في انتشال وضع الخدمات في المحافظات المحررة، وتفعيل دور الوزارات في القيام بواجباتها، لكن شيئا من ذلك لم يحدث حتى الان.

ومنذ وصول تلك الحكومة الى عدن، والتي ظن الناس فيها خيراً، وهي قابعة في دهاليز الغرف، والتقارير الورقية المرفوعة اليهم، والتي هي حبر على ورق..

لقد اعتقد الكثيرون، ان حكومة ” بن دغر” ستقوم بتفعيل عملها، لإنجاز ما ينتظره الناس في المحافظات المحررة، الجنوبية، وكذلك الشمالية، وخاصة في مجال ” الخدمات ” وتحسين أداؤها، والعمل على البدء في معالجة الملفات التي خلفتها الحرب الغاشمة.

وزاد اعتقاد الناس، بان تلك العودة، هي خطوة في الاتجاه الصحيح، وهو ما ظنه كثير من السياسيين والقيادات، إلا ان تلك العودة لم تنجز شيئاً حتى الان غير ” رقصة فندق كورال ” الشهيرة، وتجول وزراء في محيط قصر معاشيق.

 

مهام حكومية غائبة: 

أمام حكومة بن دغر، الكثير من المهام، التي يجب ان تبدأ بإنجازها، من خلال تفعيل فروع وزاراتها، المهمة، على أقل تقدير، ومعالجة المشاكل فيها، وخاصة وزارات ” الداخلية والكهرباء والمياه والصحة والتربية والتعليم والتخطيط والتعاون الدولي” وغيرها.

وبتحريك مهام  الحكومة، سيتم ولو بالحد الادنى، النظر الى جهود حقيقية قامت بها الحكومة، حيث يجب  تفعيل التنسيق والتنظيم ووضع الحلول الجدية، للمشاكل التي تؤرق المواطنين، وتقض مضاجهم في المحافظات المحررة، والتي جعلتهم يعيشون حرباً أخرى، بعد ان عانوا كثيرا من الحرب التي توقفت في محافظاتهم بطرد مليشيات الحوثي والمخلوع صالح، بفضل الله، وتضحيات جسيمة قدمها ابناء المحافظات المحررة، بمساندة قوات التحالف العربي.

وفي ظل الاوضاع المتفاقمة، من كل جانب، واستمرار جهود قيادات وافراد السلطات المحلية بالمحافظات المحررة، لم تقم الحكومة ووزاراتها حتى الان، بمعالجة اي من تلك المشاكل، او وضع التصورات والحلول للمشاكل، وما فعلته فقط، هو الوعود الوهمية عبر الاعلام، واعلان مشاريع، سئم الناس من سماعها طوال سنوات طويلة.

 

جمود حكومي ينم عن الفشل: 

من المفترض ان حكومة شرعية، تخوض تحدياً كبيراً، لإثبات نجاحاتها في إدارة المشهد، وتحقيق ما يهم الناس من الخدمات الاساسية، يجب ان تكون على قدر من المسؤولية، والتفاعل مع القضايا التي تهم المواطنين وتمس حياتهم.

لكن الجمود الذي تبدو من خلاله حكومة “بن دغر”، يظهرها وكأنها غير معنية بالامر، او انها تعيش خارج الواقع المزري الذي وجدت المحافظات المحررة نفسها فيه، منذ التحرير، وحتى الان،  وهو ما ينعكس سلبياً على سمعة الحكومة، ويظهرها بصورة الحكومة الفاشلة.

وما يحز في النفس من تصرفات الحكومة حالياً، هو التركيز فقط على إثارة الخلافات في الجنوب، من خلال التصريحات المستفزة، تارة وتارة بالتصرفات الغير لائقة، في ظل وضع حساس، وظروف معقدة، تحتاج حكمة في التصرف، وتاني في القول والفعل، وهو ما يدل على ان هناك صبيانية في النظر للأمور من جهة الحكومة، او انها لا تدرك تحديات الواقع، او لها نوايا في استمرار معاناة الناس واستعذابها لذلك.. وذلك بحسب حديث كثير المواطنين.

 

ماذا يعني استمرار الوضع المزري بالمحافظات المحررة..؟ 

الوضع المزري الذي يزداد سوءاً في المحافظات المحررة، ويتوقف فقط على جهود كبيرة تبذلها قيادات المحافظات وسلطاتها المحلية، يدل على ان حكومة ” بن دغر” فاشلة، وان هذا الفشل سينسحب على سمعة الشرعية بشكل عام، وكذلك على أداء وانجازات دول التحالف العربي.

كما لذلك الفشل، خطر استراتيجي، على سير المعارك في المحافظات الشمالية الغير محررة، وعلى نفسية المواطن والحواضن الشعبية في تلك المحافظات، والتي بالنظر الى وضع المحافظات المحررة، لن تكون عاملاً مساعداً او مؤيداً لقوات الشرعية التي تخوض معارك من اجل تخليص تلك المحافظات من سطوة مليشيات الحوثي والمخلوع صالح.

وبالنظر الى المحافظات المحررة، فتقاعش  الحكومة، وفشلها في تأدية واجباتها، يشكل آخر مسمار في النعش، ويزيد من هوّة عدم الثقة بين المواطنين والحكومة، وهو ما يعود  سلبياً على أداء الشرعية، وإدارتها وقدرتها على انقاذ المحافظات المحررة من جحيم التدهور والانهيار الذي اصابها، ويصيب كل الخدمات الاساسية للحياة، بفعل ايادي ربما لها ارتباطات بمشاريع او مخططات تستهدف المحافظات المحررة، والشرعية ودول التحالف في آن واحد.

 

الرئيس هادي.. هل يعلم بما يجري..؟؟

كانت توجيهات الرئيس هادي، واضحة الى الحكومة، بالعودة من فنادق الرياض، الى العاصمة عدن، لتأدية واجباتها، إلا ان ما يجري اليوم في المحافظات المحررة، من غياب حكومي ووزاري كبير، يجعل الرئيس هادي في ورطة مع حكومته التي اختارها لتكون الى جانبه في صنع تحولات ايجابية، عقب تحقيق النصر الذي جعل من الشرعية قوية سياسيا، وتفاوضياً.

ومع غياب اي دور للحكومة في المحافظات المحررة، يبقى السؤال.. هل الرئيس هادي يعلم بأن حكومة “بن دغر” لم تفعل شيئاً حتى الان، رغم الخطوات الكبيرة والقرارات الشجاعة التي اتخذها الرئيس هادي.. كخطوة نقل البنك واعادة تشكيل مجلس ادارته.. فإذا كان هادي يعلم بذلك فتلك مصيبة.. وان كان لا يعلم فالمصيبة أعظم.

أخبار ذات صله