fbpx
منصة ( أريد) صوت العقل العربي في العصر الجديد

تمهيد

في عالمنا المعاصر- عالم العولمة والمعرفة العلمية والبحث العلمي وعصر ثورة المعلومات والاتصالات – تواجه الجامعات ومؤسسات التعليم العالي والمشتغلين في حقول العلم والبحث العلمي في العالم أجمع تحديات حاسمة ورهانات خطيرة لم يشهد لها تاريخ المعرفة العلمية والتعليمية مثيل. إذ شهدت السنوات القليل الماضية احتدام المنافسات العلمية بين الفاعليين العلميين أفرادا ومؤسسات في مضمار السباق من أجل احراز معايير الجودة الأكاديمية وضمان الاعتماد الأكاديمي إذ أصبح تقييم الجامعات وتصنيفها أكاديمياً على المستوى العالمي من حيث جودة المدخلات والمخرجات والعمليات والبحث العلمي في صلب اهتمام الأكاديميين والسياسيين على السواء، ولم يقتصر هذا الانشغال على البلدان التي تحتضن أعرق الجامعات وأجودها أو ما يسمّى بـ “جامعات النخبة” بل امتد هذا الانشغال أيضاً إلى معظم جامعات البلدان النامية بما في ذلك الدول العربية والإسلامية.

جاء هذا التحول التاريخ في حقل الممارسة المعرفية العلمية العالمية بالاتساق مع بزوغ فجر (حضارة الموجة الثالثة) حسب اولفين توفلر، التي تتميز بهيمنة المعرفة العلمية بوصفها الرهان الجوهري في صراع الحاضر والمستقبل، وهذا ما أكده الفيلسوف الفرنسي فراسوا لويتار في كتابه المهم، (الوضع ما بعد الحداثة: تقرير عن المعرفة) إذ قال: “أن المعرفة ستظل تمثل رهاناً رئيساً في المنافسة العالمية على السلطة فمن المتصور أن الدول القومية ستحارب بعضها يوماً من أجل السيطرة على المعلومات، مثلما تقاتلت في الماضي من أجل السيطرة على الأرض وبعدها من أجل التحكم في الوصول إلى واستغلال المواد الخام وقوة العمل الرخيصة ..لقد تم فتح مجال جديد أمام الاستراتيجيات الصناعية والتجارية من جهة والاستراتيجيات السياسية والعسكرية من جهة ثانية”.

أن الإحساس المتزايد بسطوة التقدم المعرفي العلمي النظري والتطبيقي وما أفضى إليه ذلك التقدم من نتائج مذهلة على صعيد التفوق التقني وثورة المعلومات والاتصالات والإنترنت كان إحساساً عاماً بين الشرائح المثقفة في مختلف الدول والمجتمعات عبر القارات. إذ يتفق الجميع على أن المعرفة أصبحت على نطاق واسع القوة الرئيسية للإنتاج والثروة والتوزيع والمنافسة، وإن كانوا يختلفون في تشخيص هذه الظاهرة في نتائجها القريبة والبعيدة وابعادها المختلفة. في هذا السياق يمكن النظر إلى ” مبادرة الاتحاد الأوربي الموسومة ب (الوصول المفتوح (OA) والتي تفتح المجال أمام الجميع للحصول على الأوراق والبحوث الأكاديمية بشكل مجانيّ، بعيدًا عن جعلها سلعة ماديّة يحصل عليها الباحث لقاء مبلغ ماليّ.. وتأتي مبادرة الاتحاد الأوروبي بالتزامن مع توجه العالم نحو الاعتماد بشكل أساسيّ على اقتصاد المعرفة، في وقت يرتفع معدل الإنفاق السنوي على البحث العلمي بشكل لافت، إلى جانب انطلاق العديد من المبادرات المنظمة لدعم الواقع البحثي. فعلى الصعيد العالمي، يعتبر موقع ORCID أحد أضخم المواقع الإلكترونية المخصصة لدعم الباحثين، يتيح لهم نشر أبحاثهم الأكاديمية، حيث يحصل الباحث عند إتمام عملية التسجيل في الموقع على رقم تعريفي خاص به، يمثل هويته الأكاديمية الحقيقية، ومشروع منصة أريد العربية يحاكي منصة اوركيد العالمي ولكن بطرق أكثر تطويرا.

منصة (أُريد) والفتح الجديد

في سياق هذه المتغيرات التاريخية العاصفة التي شهدتها ولازالت تشهدها اللحظة التاريخية الراهنة من حياة الإنسانية وصيرورتها التحولية الانتقالية إلى حضارة المعرفة العلمية والثورة الرقمية في عالم الاتصالات والمعلومات وتجليها الأبرز (الانترنت) الذي يفضي على المدى البعيد إلى توسيع أفق العلم والبحث العلمي خاصة والمعرفة الإنسانية عامة وتحريرها وتبادلها وتعميق الروابط الثقافية بين البشر، ويسعى إلى تكوين المجتمع العالمي أي شبكة التواصل الاجتماعية المعاصرة. يمكن لنا النظر إلى مشروع منصة (أريد)_ الذي أسسه الدكتور سيف السويدي مع ثلة من العلماء والباحثين والمهتمين بجامعة ملايا – ماليزيا يوم 25-4-2016م_ وتقييمه بوصفه فتحاً جديداً في حقل الممارسة المعرفية العلمية والأكاديمية العربية كأول منصة إلكترونية تجمع العلماء والخبراء والباحثين الناطقين بالعربية، إذ جاء إطلاق هذه المنصة (أُريد) بما تحمله من تسمية ورؤية ورسالة وآلية وأهداف وغايات ووظائف بالغة الاهمية والدلالة. يقول د. داتو محمد يعقوب ذو الكفل المستشار الدولي للمنصة “إن تواصلي مع مؤسسي منصة “أريد” ومعرفتي الدقيقة بهم تجعلني أجزم بأهمية مشروع المنصة، وأنه سوف يمثل نقطة انتقال بين مرحلتين من مراحل مسيرة الحركة العلمية بالنسبة للناطقين بالعربية وهو تحول سيلقي بظلاله على الحركة العلمية العالمية حتما”.

تجدر الاشارة ان هذا المشروع الواعد لم يخرج النور إلا بعد مخاض طويل وجهود شاقة بذلت من قبل المؤسسين ونمت وتبلورت في سياق ممارستهم العلمية والصعوبات التي واجهتهم اثناء انجاز مشاريعهم العلمية وهذا هو ما تضمنته كلمة افتتاح المبادرة والإعلان عنها إذ جاء فيها :”لقد خرجَ هذا المشروع من رحم معاناة الباحث الناطق باللغة العربية منذ نشوء الجامعات والمعاهد والبرامج التعليمية المختلفة بصيغتها المُعاصرة قبل قرابة قرنٍ من الزمن، فبعد أن كانت اللغة العربية هي اللغة الرسمية لواحدة من أعظم الحضارات الإنسانية وأكثرها تقدمًا لأكثر من اثني عشر قرنًا من الزمن؛ أصبحت عبئًا على الباحثين الراغبين بالإسهام في بحث العلوم والمعارف الإنسانية المتنوعة وتطويرها ونشرها بوساطتها”. وقد استغرق العمل على انجاز موقع أريد اكثر من عام بين التخطيط والتنفيذ إذ تم تشكيل فريق عمل يضم أكثر من 80 شخص، بين باحث، مبرمج، مصمم ومستشار.

منصة (أُريد) والإعلام الجديد.

من نافل البيان إن تأسيس واشهار منصة (أريد) “كأول مبادرة عربية غير ربحية، تهدف إلى توثيق مسيرة الباحث الأكاديمي العربي، وتعزيز تواجده الافتراضي بأسلوب منظم، يسعى إلى تطوير منظومة البحث العلمي في العالم العربي، بهدف مواكبة التطورات التقنية الحاصلة، وتحقيق الفائدة للمجتمع العربي” قد جاء متسقا مع ثورة الإعلام الجديد بما هو تعبير عن مجموعة تكنولوجيات الاتصال التي تولدت من التزاوج بين الكمبيوتر والوسائل التقليدية للإعلام، والطباعة والتصوير الفوتوغرافي والصوت والفيديو، وما أحدثه من ثورة كاملة في عالم الناس الراهن بما يمتلكه من وسائل وادوات وسائط وطرق جديدة كلية في مجال التواصل والاتصال فعلى صعيد البنية التقنية لمؤسسة الإعلام الجديد يمكن تمييز أربعة عناصر اساسية هي :

اولا: شبكة الانترنت أو ما يسمى بالشبكة العنكبوتية بمختلف تطبيقاتها بوصفها الملمح الثوري الابرز في الإعلام الجديد، فضلا عن كونها رمز التجديد والجّدة ليس في مجال الميديا الجديدة فحسب بل وللحضارة الراهن.

ثانيا: الأجهزة المحمولة الجوالات بمختلف انواعها وتطبيقاتها بما في ذلك أجهزة قراءة الكتب والصحف.

ثالثا: منصات الإعلام التقليدية بعد ان اعٌيد تجديدها وتطويرها وتأهيلها بما يتسق مع استراتيجيات الإعلام الجديد ووظائفه واهدافه ومنها الصحافة والراديو والتلفزيون والسينما والقنوات الفضائية المتصلة بالأقمار الصناعية، إذ بات ربع عدد الأقمار الصناعية (13000) حول العالم في خدمة الإعلام الجديد، حيث بلغ عدد القنوات التلفزيونية الفضائية في العالم حوالي (31500).

رابعا: الإعلام الجديد القائم على منصة الكمبيوتر ويتم تداول هذا النوع إما شبكياً أو بوسائل الحفظ المختلفة مثل الاسطوانات الضوئية وما إليها وتشمل العروض البصرية وألعاب الفيديو والكتب الالكترونية وغيرها.

لقد ادرك القائمون على مبادرة أريد تعقيدات اللحظة الراهنة وممكناتها الواسعة عبر العالم الافتراضي والتنامي المضطرد للمعرفة الرقمية وتوظف الانترنت كأداة قوية للتواصل والتفاعل والانتاج والنشر والتأثير، إذ تشير الدراسات إلى إن هناك نحو مليوني مستخدم ينضمون إلى شبكة الأنترنت كل شهر، وإن عدد مستخدمي الأنترنت في العالم حوالي في عام 2010 وصل إلى 1،966،514،816 شخصا.

في خضم هذا الواقع الجديد بما يشهده من صعود وسائط وشبكات الإعلام الجديد، ولدت منصة أريد بوصفها استجابة واجابة خلاقة لتحديات اللحظة، وربما كان سر ميلادها الميمون ونموها وازدهارها في مدة قياسية انما يعود إلى امتلاكها ناصية الإعلام الجديد وتوظيف ممكناته التقنية المتعددة والفاعلة، إذ يُعيد سيف السويدي، المؤسس والمدير التنفيذي للمنصة، انطلاقة هذه الفكرة، إلى ازدياد توجه الباحثين العرب نحو المواقع الإلكترونية الأجنبية، والتي تتيح لهم توثيق أبحاثهم باللغة الانجليزية فقط، كموقع ORCID العالمي.

  فما هي منصة ARID (أُريد)؟

ثمة براعة وتميز وإبداع يستحق التقدير والثناء في صياغة أسم المنصة (أُريد) لما تنطوي عليه هذه الترجمة العربية للكلمة من معاني ودلالات متنوعة ومثيرة للعقل والروح والجسد، بما تحمله من تداعيات نفسية وخيالات ذهنية إذ هي مشتقة من الارادة، أرادة الذات الفاعلة، وترمز إلى الرغبة والحلم في الكينونة، أريد أن أكون ذات معنى وجدير بالاعتبار، أريد أن يُعترف بي، أريد أن اتعلم واعرف المزيد، أريد أن أنفع وأفيد، أُريد أن أساهم بما تعلمته وبما أحمله من معرفة في حل مشكلات المجتمع وتنميته وفي تنمية وتأهيل العالم الجديد وأبادر في صناعة المستقبل المجيد، أُريد أن اتواصل واتفاعل مع أندادي ونديدتي وأفيد وأستفيد، أُريد أن للعلم والمعرفة أن تتكلم باللغة العربية، أُريد أن أسُمع صوتي كما استمع إلى اصوات الاخرين في هذا العالم الافتراضي.. الخ من المعاني والدلالات التي تثيرها كلمة (أُريد) في الأخيلة والنفوس، أحيي كل من فكر وصمم ونحت وصاغ هذه المفردة الرائدة واعاد بعثها من القاموس العربي التليد.

أما على صعيد الدلالة اللغوية للكلمة ARID فيمكننا القول: إنها تتكون من شقين الأول (AR) اختصار للحرفين الأولىين للجملة الأسمية Arab Researchers) ) بمعنى منصة الباحثين العرب أو الناطقين بالعربية، في حين إن الحرفين ID)) يرمزا إلى الرقم المعرف للباحث، وهو أيضا اختصار للكلمة Identification بالإنجليزية. هو مصطلح شائع ومتداول بين المهتمين بالتقنية المعلوماتية وشبكات الأنترنت.

وفي التعريف الاصطلاحي للمنصة يمكن ايراد جملة من التعريفات منها: منصة أريد هي أول موقع الكتروني عربي مخصص للباحثين الناطقين باللغة العربيّة، يهدف إلى توثيق مسيرة الباحث الأكاديمية، فيما تعتبر أول مبادرة عربيّة فريدة من نوعها، تخدم مجال البحث العلمي. أو هي مجتمع متكامل، يلتقي فيه المتخصصين الناطقين بالعربية والمهتمين من جميع المجالات ومختلف التخصصات في برنامج واحد فعال ومتفاعل بطريقة تسهل على الجميع معرفة اختصاصات ومهارات بعضهم البعض لمناقشة الأعمال والرؤى المشتركة.

وإذا ما أردنا صياغة تعريفاً عاماً للمنصة فيمكننا القول: بإن منصة (أُريد) هي مؤسسة افتراضية ثقافية علمية أكاديمية عالمية تنظم نشاط وجهود الفاعليين العلميين من الناطقين باللغة العربية حول العالم، بالاستفادة من ممكنات الإعلام الجديد، بما يلبي وظائف متعددة، في التنظيم والتنسيق والتواصل والتفاعل والتبادل والتوثيق والحفظ والانتاج والنشر والإعلان.. الخ

أهداف منصة (أريد)

تنطلق أهداف منصة أُريد من الرؤية الاستراتيجية العامة التي استندت عليها منذ تأسيسها، والتي خلاصتها: توطين المعرفة العلمية في اللغة العربية، واعادة استئناف الفعل والمبادرة الخلاقة في صناعة الحضارة. بالاتساق مع الرسالة الإنسانية للمعرفة العلمية بوصفها أنبل مساعي العقل البشري في تحسين شروط حياة الإنسان ونموه وتقدمه وازدهاره في كوكب الأرض. وهناك جملة من الأهداف الرئيسة والفرعية للمنصة يمكن الاشارة إلى بعضها فيما يلي:

1- توثيق مسيرة ونشاط الباحثين الأكاديميين العرب، وتعزيز تواجدهم في العالم الافتراضي بأسلوب منظم، يسعى إلى تطوير منظومة البحث العلمي في العالم العربي، بهدف مواكبة التطورات التقنية الحاصلة، وتحقيق الفائدة للمجتمع العربي.

2- تفعيل وتعزيز دور المؤسسات الأكاديمية العربية في النهوض بوظائفها الاساسية الثلاث المتمثلة في نقل المعرفة خلال وظيفة التدريس، أو في إنتاج وتطوير المعرفة وظيفة البحث العلمي أو في استخدام وتطبيق المعرفة وظيفة خدمة وتنمية المجتمع.

ج- فتح آفاق التعاون العلمي المستمر ومشاركة الطاقات والأفكار والقدرات والعلاقات تحقيق إنتاج علمي أعلى جودة وأكثر إتقانا ونفعا للإنسانية.

د- مد جسور واقعية فعالة لتلاقي وتعارف الثقافات العالمية المتنوعة لأثراء البحث العلمي والثقافة الإنسانية.

ه-التعاون والبحث المستمر في الصعوبات والتحديات التي تواجه الباحثين الناطقين بالعربية والعمل على معالجتها بطرق احترافية خلاقة.

و-تحديث معيار خاص لتقيم وقياس فعالية الباحث وعدم الاعتماد فقط على المعايير العالمية مثل مؤشر جي ومؤشر إتش التي تقيم عمل الباحثين العالميين وتساعدهم في النشر لأبحاثهم العلمية في دور النشر العالمية.

وظائف منصة (أُريد)

لما كانت منصة أريد تعد بالنسبة لنا تجربة وخبرة جديدة وغير مسبوقة في سياقنا الثقافي العربي الإسلامي، جديدة جدة شبه كلية من حيث الفكرة والتصميم والآلية والادوات والعناصر والبنية والمحتوى والأهداف فما زلنا حتى الأن غير مدركين للوظائف النوعية التي يمكن أن تنهض بها هذه المبادرة الواعدة التي لم يمر على ميلادها الميمون غير بضعة اشهر، منذ 25إبريل 2016م، وهي مدة قصيرة جدا بالنظر إلى ما حققته المنصة من نجاحات وشيوع وازدهار وانجزته من وظائف ومهام يمكن الاشارة إلى بعضها:

اولا: وظيفة مؤسسية تنظيمية تتمثل في إتاحة الفرصة الكاملة لكل من أراد من الباحثين والباحثات العرب/ أت/ المشتغلين في المجال الأكاديمي والعلمي البحثي التخصصي والمهتمين للتسجيل في المنصة عبر إسناد رقم معرف لكل باحث بعد عملية تسجيل مجّانية ميسّرة للغاية لا تستغرقُ أكثر من عشرِ ثوانٍ، مع عمل نظام تصنيف لكل باحث وكذلك لكل مؤسسة علمية؛ جامعة كانت أو كلية جامعية أو معهدًا أو مركزًا علميًا معنيًا بالبحث والنشر العلمي والتدريب في المجلات ذات العلاقة بالمؤسسات المذكورة وذلك على غرار أعرق المصنفات العالمية المُعتمدة.

ثانيا: وظيفة اتصالية وتواصلية إذ تتيح المنصة لكل المشتغلين في المجالات الأكاديمية والعلمية من مختلف المجتمعات والدول والمؤسسات العربية وغير العربية الاتصال والتواصل مع بعضهم والحوار وتبادل الرأي فيما يشغلهم من موضوعات وقضايا.

ثالثا: وظيفة التوثيق والحفظ، توفر منصة أريد فرصة للباحثين والباحثات الأكاديميين العرب في منح كل شخص منهم صفحة شخصية ثابتة ودائمة برقم معرف خاص ورقم سري، تكون بمثابة مدونة وموقع فهرسة وتوثيق ونشر وحفظ لكل مسيرته العلمية والشخصية.

رابعا: وظيفة معرفية، تتمثل في تمكين أعضاءها المنتسبين من الحصول على معارف ومعلومات جديدة ومتجددة في تخصصاتهم وفي التخصصات العلمية.

خامسا: وظيفة منهجية تعليمية، إذ أن المنصة تكسب الاعضاء المنتميين تجربة جديدة في طريقة انشاء الصفحة وتنظيمها وتنسيقها وتعبئتها وفهرستها وتزودهم بخبرة منهجية متميزة في التعاطي المنهجي مع الفضاء الافتراضي عن طريق اجابتهم على الاسئلة المتكررة.

سادسا: وظيفة قيمية، منصة (أريد) تساعد الفاعليين العلميين على تعزيز قيم التواصل والتفاعل والحوار العقلاني، وترسخ قيم رحابة الأفق والتسامح والتضامن والانفتاح الثقافي الإنساني بوصفها قيم تطور العلم وازدهاره. وهناك عدد اخرى من الوظائف والفوائد العامة والخاصة إلى تعود بالفائدة على الباحثين وعلى مؤسساتهم وعلى مجتمعاتهم وعلى الإنسانية أجمع لا يتسع المجال لذكرها هنا.

أُريد الحلم الذي يحقق

بدأت الفكرة حلماً فتحولت إلى مشروع ومن ثم إلى مبادرة ومخاض إعلان ميلاد مؤسسة، في 25إبريل 2016م جامعة ملايا- ماليزيا، وما اروع ان يرى الحالم حلمه يتحقق كما كان يتوقع، وقد اختتم المؤسسون بيان تأسيس المنصة بهذه العبارة الرائعة (أنّ المستقبل يملكه هؤلاء الذين يؤمنون بجمال أحلامهم واعتقادهم وبقدرتهم على تحقيقها، وأن صعوبات اليوم وكفاحاته ليست إلا الثمن الذي يجب أن تدفعه من أجل إنجازات الغد).

وها هي (أريد) اليوم وبعد مضي خمسة أشهر فقط على ميلادها الميمون قد أضحت تشغل الفضاء وتؤكد حضورها المستمر في الدوائر الأكاديمية والإعلامية والثقافية العربية والعالمية، خطاباً عاماً لم يعد يقتصر على الحلم والرغبة أو الدلالة اللغوية للكلمة (أُريد) بل بات يتجسد في جملة واسعة من الابعاد والمستويات والعناصر والفاعلين والافعال والممارسات والادوار والعلاقات والتفاعلات المؤسسة المادية والمعنوية.

وهاكم أريد بالأرقام إذ بلغ عدد المسجلين في المنصة : 8300ومجموع الزيارات لصفحات الباحثين : 89426وعدد الحاملين لوسام باحث مبادر : 910وعدد المتابعات بين الباحثين : 5302وعدد الابحاث المنشورة : 2234ونتائج البحث عن منصة اريد في محرك البحث جوجل : 9,960وترتيب أليكسا لموقع المنصة عالميا : 340,577وعدد الجامعات التي تم تصنيفها في المنصة : 4532 .

ختاما اقول، أنني سعيد في التسجيل في منصة (أُريد) وحصولي على رقم المعرف الخاص ومنحي وسام مبادر ومنذ تسجيل في المنصة منذ قرابة شهر واحد فقط، تعرفت على عدد متميز من الزملاء والزميلات من مختلف البلدان والجامعات وبات عندي 46 متابع وبلغ عدد زوار صفحتي اكثر من 700 شخص واشعر بان هذه التجربة القصيرة في منصة أريد قد استفدت منها الكثير وربما قد كان حضور مفيدا للبعض.

واتمنى للمنصة ومنتسبيها المزيد من التقدم والازدهار وادعو الزملاء الاعزاء والزميلات العزيزات إلى المبادرة في التسجيل والحصول على رقم المعرف للاستفادة من هذه الفرصة الجديرة بالقيمة والاهمية والاعتبار ودمتم بخير وسلام.

المراجع والهوامش

– سعيد الصديقي، الجامعات العربية وجودة البحث العلمي، قراءة في المعايير العالمية، مجلة المستقبل العربي ، عن مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، العدد 350 نيسان/أبريل ،2008

– الفين توفلر Alvin Toffler، ولد في 4 تشرين الأول 1928 – 27 يونيو 2016، فيلسوف تاريخ أميريكي معاصر، أهتم بالدراسات المستقبلية وثورة الاتصالات والمعلومات وأشتهر ب(نظرية الموجة الثالثة) نشر عدد من الكتب المثيرة منها: صدمة المستقبل 1970وخرائط المســتقبل 1975وكتاب، الموجة الثالــثة ، 1980م، وكتـــاب تحول السلطة: المعرفة والثروة والعنف في بداية القرن الواحد والعشرين) 1985م، وكتاب ” بناء حضارة جديدة” 1994م، وغير ذلك من الكتب والمقالات والدراسات الأخرى.

– ينظر، قاسم المحبشي، الفين توفلر، وحضارة الموجة الثالثة، مجلة العلوم الاجتماعية والإنسانية، الصادرة عن جامعة عدن، العدد 13، اكتوبر 2008م.

– ينظر، جان فرانسو اليوتار، الوضع ما بعد الحداثي، تقرير عن المعرفة، ترجمة أحمد حسان دار شرقيات، القاهرة ط 1994، ص 25.

– ينظر، سميرة بيطام، منصة “أريد”.. جسر للتواصل العالمي بين الأكاديميين والباحثين، موقع وصحيفة، الجزائر الجديدة, 17 سبتمبر 2016م.

– ينظر، نسرين حسونه، الإعلام الجديد :المفهوم والوسائل والخصائص والوظائف، مدونة الصحافية، نسرين حسونه، جوجل، نوفمبر 2012.

– سميرة بيطام ، المعطيات السابقة.

– ينظر، بيان تأسيس منصة أريد في 25إبريل 2016.