هذه الحرب الهوجاء لم تطرق يوماً بابكم ،بل أنتم من طرق بابها واستدعى ويلاتها ،برفضكم لحوار العقل وتقبّل , الرأي الآخر واستبدالكم ذلك بحوار البنادق , وعياراتها وطلقاتها , نعم ألا فذوقوا فتنتكم فإنها الحرب التي جهلتم مدى فاعليتها واستسهلتوا تعاطيها وتناولتموها ببساطة غبية وكأنها بنظركم مُجرّد سحابة صيف وستنجلي.
لكن كان الأمر خلاف ما رتبتم عليه توقعاتكم أيها الأوغاد فالحرب مانزلت منزلاً إلا وأردته قاعاً صفصفا لاترى لمفاصل الحياة فيه معلم , هذه الحرب التي ما حلّت على بلد إلا وسلبته أمنه وأمانه وهناءه ورخاءه هاهي اليوم تتحكم بمفاصل الحياة لديكم بعد أن امتصت دماء الأبرياء , وخظّبت أزهار الطفولة بالدّماء وتسللت إلى كل منزل فسلبته أفراحه وابدلته بالبلاء والشقاء والأنيين.
هاهي اليوم لازالت تُفتت مابقي من بقايا الدولة بعد أن أهلكت الحرث والنّسل وأكلت الأخضر واليابس , بسبب سياستكم المُتخلّفة وعقولكم القاصرة , ألا فذوقوا فتنتكم فإنها الحرب التي رحبتم بها , بتمردكم على الوطن وتكالبكم على المواطن , فواجهوها فإنها قد لبّت دعوتكم فجاءت تشُدّ الخُطى لتشارككم الجنون وتزور موائد العوائل لتلتهم من أفراد هذه العوائل من مال حظُّه وانتكس بلا رحمة ولاشفقة , هاهي باقية ولازالت تجلب لكم الخسائر والأضرار وتسوقكم نحو الهاوية في طريقها المُنحدر , ولن تنتصر اليمن إلا إذا تغلبت على عواطفها المذهبية والحزبية , واحترمت الدم اليمني , وتجنبت المشاغبة مع الجار.