اوسان الوجيهي
حيثما ينتشر الجهل يسهل تصديق أي حكاية وحيثما تعلو سلطة الفقر لن يقهرها الا سلطة المال ويصبح شراء العقول والقلوب ممكنا في مقابل اشباع البطون هذا مايحدث في بلداننا العربية وفي اليمن بالتحديد .فالناس بسطاء … جهلة .جياع …يمكنهم تصديق أي شي ..والاعلام هو دوما مفتاح لكل الشرور يولف ويزور ويضخم ولاينقل الا ما يحقق مصالحة ولا يكترث ان كان ماينقله سيسبب التناحر بين من يمتلكون نفس العقيدة وتجري في عروقهم نفس الدماء .
نحن في خطر حقيقي وكل منا يضرب رقبة اخيه المسلم الذي ينطق بلا اله الا الله …وكله باسم الدين …والدين برئ منا جميعا.لقد حكمنا على بعضنا البعض بالكفر ولا ندري متى اعطانا الله الحق لنكفر في خلقه ونوزع عليهم بطاقات المرور بعضهم الى الفردوس والبعض الاخر الى الجحيم .ولا ندري من اجل ماذا يحرق السنة اخوانهم الشيعه ويستبيح الشيعة دماء اخوانهم السنه ؟ امن اجل الله ورسوله ؟ ام من اجل رفع راية الاسلام ؟واين هي راية الاسلام ؟اليست تحت اقدامنا ؟ رميناها وحملنا بدلا عنها السيوف لقطع رقاب بعضنا بعضا ؟
كلا لسنا –جميعنا سنة وشيعة –سوى كالقطعان الغبية نسير خلف اشخاص ودول ونقاتل تحت راياتهم ولا ندري الى اين يسيرون بنا هل الى الفردوس ام الى ابواب جهنم ؛بعيدا عما يعتقده كل منا وبعيدا عن الاعيب السياسة وتحالفات الدول ومن المحق والمخطئ وبعيدا عما يقوله الاعلام مهما كان يبدو مواليا لنا ومتحدثا باسمنا ..ومهما كانت المبررات فلا يحق ان نستمر في اشعال فتيل الحروبات الطائفية وتفريق شمل المسلمين رغبة في ارضاء هذه الدوله او تلك فالدول لن تنفعنا وهي دوما مخلفة لوعودها ومن تحرضنا على حربهم اليوم ستضع يدها في ايديهم غدا .
نعم فليذهب كل الزعماء الى الجحيم ولتعلق رؤوسهم على ابواب المدن لكن فلنحذر من تاجيج الصراع بتكفير هذه الطائفة او تلك .او نختلق الاكاذيب عنها لمجرد انها معاديه لنا او تختلف عنا في الراي ولنتعامل بشرف حتى مع خصومنا ولا نستغل الدين باحقر السبل لنحقق مكاسب سياسية اوحربية .ولنتق الله الذي نردد اسمه حين نضرب رقاب بعضنا بعضا ولنجمع شملنا لبناء بلداننا وانتشال انفسنا من حياة الخراب والجوع اما من هو المخطئ ومن المصيب ومن هو اكثر قربا من الجنة فلندع الامر الى الله ليحكم بيننا يوم القيامة بدلا من الخوض في جدل عقيم لن يثمر سوى مزيدا من بحور الدم والدموع .
