الرجل المعروف باسم “عم عياد” حول بيته إلى مدرسة تخرج فيها المئات من المسلمين والأقباط، غير أنه رغم تقدم سنه، ما زال مصرا على إكمال مسيرة ورثها عن أبيه منذ 65 عاما.

فالرجل القبطي يتلو آيات من القرآن الكريم ويفسر معانيها ببساطة لتلاميذه رغم اختلاف ديانته، إذ يعطي الأطفال حصصا تعليمية تبدأ بعد انتهاء اليوم الدراسي يتعلمون خلالها أصول دينهم ومبادئ اللغة العربية والرياضيات مقابل مبلغ رمزي يبلغ 10 جنيهات لكل طالب شهريا.

ويقول عم عياد إنه حفظ القرآن مع زملائه المسلمين في المدرسة منذ صغره، واستطاع المعلم، الذي مازال يحتفظ بجزء كبير من ذاكرته، أن يعلم نحو 1700 تلميذ مسلم و800 مسيحي، وتتلمذ على يديه كثير من أبناء القرية بعضهم، تقلد بعضهم مناصب رفيعة.

وأوضح أنه بدأ رحلته منذ 65 سنة، وهو في سن العشرين عاما، ليواصل مسيرة أبيه.

فرسالة هذا الرجل المسيحي تجاوزت حدود بيته الصغير في قرية طهنا الجبل بمحافظة المنيا، وعلمت أبناء القرية كيفية التسامح بين الأديان وإرساء قيم المحبة بين المسلمين والأقباط.