fbpx
( تقرير خاص) لماذا تزداد الخدمات في عدن تردياً مع بروز نجاح القيادات الجنوبية والشرعية والتحالف العربي..؟
شارك الخبر

يافع نيوز – تقرير ( خاص):

لا تبدو الاوضاع الخدمية في عدن جيدة، خلال الفترة الأخيرة، وخاصة بعد النجاحات التي تحققت في مختلف المجالات وعلى رأسها ( الأمن ).

فمع كل نجاح وتقدم في العمل والاستقرار، والذي ياتي بفعل المساندة الدائمة من دول التحالف العربي للشرعية والقيادات الجنوبية، والتضحيات المستمرة من الجنوبيين، تظهر مشاكل جديدة، وتزداد وطأة المعاناة لدى السكان، جراء تدهور الخدمات الاساسية، في عدن وحتى المحافظات الجنوبية المحررة، كما لو ان هناك أيادي تحرك هذه المعاناة، وتتلاعب بها..

 

صراع الكواليس:

لعل الاوضاع التي لا تزال تشهد مرحلة ما بعد الحرب، قد القت بتبعاتها على المواطنين، جراء انهيار الدولة مع بدء الحرب، حيث تعد هذه المرحلة مرحلة استثنائية، تحتاج من المواطنين للمزيد من الصبر، إلا أن هناك خدمات لا يمكن ان يكون ترديها داخلا في إطار مرحلة ما بعد الحرب وغياب الدولة واجهزتها، خاصة بعد التحسن الأمني والاستقرار الذي تحقق في عدن.

فمشكلة الكهرباء، التي باتت كأنها ( سر المرحلة ) وغيرها من الخدمات، يمكن معالجتها إذا ما وجدت الإدارة الحقيقية، والاخلاص الوطني، والضمير الحي، من قبل المسؤولين في الحكومة، كما يقول مواطنون كثيرون.

ويضيفوا، هناك بالتأكيد اسباب تقف خلف التردي، المتعمد، معتقدين ان هناك ( صراعا) خلف الكواليس، بين عدد من الاطراف، منهم هوامير الفساد، وبقايا النظام السابق، وخلايا تابعه للدولة العميقة التي اسسها عفاش على مدى عقدين ونيف من الزمن، وجميع هؤلا ينظرون الى مصالحهم، وانها باتت مهددة، في حال اي اصلاحات جديدة تقوم بها السلطات المحلية والتنفيذية، مما يجعلهم يلجأون الى اساليب ( التعطيل)، حتى وإن كانت تمس حياة المواطنين الأبرياء.

كما يعتقد اخرين، ان هناك اسبابا أخرى، وهي ان بعض المسؤولين الفاسدين، الذين دأبوا على نهب وسرقة أموال الدولة، والمشاريع، والدعومات المقدمة، من الدول، والذين ينتمون لــ( الشرعية) والمنضويين في إطار احزاب، سياسية كانوا يعتقدون انهم الأولى بالحكم والمناصب، وباتوا اليوم يعملون على وضع العراقيل أمام قيادات المحافظات الجنوبية، الذين انتجتهم الثورة الجنوبية، وذلك لكي يتسنى لهم فيما بعد، الامساك بزمام الامور في عدن ومحافظات الجنوب الأخرى.

أي أن، هناك صراعا متداخلاً، في وقت تحاول جهات ومسؤولين مرتبطين بالاحزاب، ان يظهروا القيادات التي حققت نجاحات امنية، وكانها فاشلة إداريا، من خلال تعطيل الخدمات، وخاصة بعد ان باتت هذه القيادات محل ثقة لدول التحالف العربي.

 

تردي الخدمات

تزداد الخدمات الاساسية، ترديا في عدن،  في ظل واقع تتعدد فيه المشاكل التي تمس المواطنين، وحياتهم، مثل  ( انقطاع الرواتب) او تاخرها، وهو ما يزيد وضع المواطن تعقيداً، ويخرجه عنه طوره، ويدفعه للجوء الى خيارات غير اعتيادية تعبيرا عن غضبه، وهو ما تريد قوى سياسية احداثه، في إطار مخطط الفوضى الذي كان يراد لعدن الدخول فيه، لولا إحكام الأمر، وافشاله، من قبل قيادة محافظة عدن وقيادات المحافظة الاخرى، وإدارات الامن، والجيش، وبمساندة دول التحالف العربي، وفي مقدمتها ( الامارات العربية المتحدة ).

لكن الاستمرار في تردي الخدمات، لن يكون محصوراً بالضرر على جهة واحدة، او قيادات بعينهم، بل انه يشكل خطرا كبيرا على كل الجهات بما فيها حكومة الشرعية والتحالف العربي.

إذ انه من غير المنطقي، ان يكون الفشل في انعاش ومعالجة مشاكل الخدمات الاساسية في حياة المواطنين، دافعا لمواطني المحافظات الغير محررة، في القبول بفكرة ( التخلص من مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح)، والوقوف الى جانب الشرعية وقواتها، كون المعاناة التي باتت تعانيها المحافظات الجنوبية المحررة، تظهر لدى المواطن الشمالي بسلبية كبيرة، مع فشل كل الحلول والطرق لتحسينها، وهذا ما يؤثر على العمليات العسكرية في المحافظات الشمالية.

وتبقى الخدمات الاسياسية، لدى المواطن، هي الهم الاكبر، وخاصة في وضع أمني افضل من ذي قبل، ومستقر ايضاً، حيث لم تعد أي ظروف امنية او اقتصادية تهدد الخدمات وتتسبب في انهيارها، بعد خطوات استتاب الامن، وخطوة نقل البنك المركزي، وعودة الحكومة الشرعية، لكن تلك الحكومة لا تزال الى اليوم  ماكثة في معاشيق، ولم تحرك ساكناً امام التردي الكبير في الخدمات وانقطاع رواتب الموظفين .

 

ما الذي يمكن فعله..؟

تستطيع الشرعية، وحكومتها، ودول التحالف، والقيادات التنفيذية بالمحافظات المحررة، ان يضعوا حلولا عدة لمعالجة تردي الخدمات، ومراقبة أداء الاجهزة والادارات، ومحاسبة اي من تثبت عليه عمليات اخلال بالعمل داخل اجهزة الخدمات.

كما يستطيعوا ان يقوموا بعملية انعاش للخدمات، من خلال المراقبة المستمرة لها، وانجاز المشاريع العاجلة والاسعافية، الخاصة بالخدمات، بدلاً من الاعلان فقط عن مشاريع وهمية روتينية، مل الناس سماعها، منذ سنوات خلت.

وتبقى حكومة الشرعية ووزاراتها، هي المسؤول الاول عن اي اوضاع وتردي في الخدمات، او تمس المواطنين، الى جانب مسؤولية السلطات التنفيذية بالمحافظات، غير ان الاخيرين باتوا يعملوا في ظل انعدام اي من الامكانيات التي تمكنهم من معالجة التردي في الخدمات، في حين يبقى دور التحالف العربي، اشرافيا، ويجب ان يكون فاعلاً، لحث الشرعية على ايلاء خدمات المواطنين الاهمية القصوى في هذه المرحلة العصيبة، التي بات المواطنين غير قادرين على تحمل اي معاناة اضافية الى جانب معاناة الحرب وما خلفته .

أخبار ذات صله