fbpx
موعدنا أكتوبر، أليس أكتوبر بقريب؟!

ثارت موجة من الغضب الشارع الجنوبي بسبب إحتفالات الحكومة الشرعية وبعض الوزراء الجنوبيين بثورة سبتمبر، وخاصة تجاه الوزير نايف البكري عندما أوقد شعلة الإحتفال في محافظة مأرب، وأظن إن سعادة الوزير لم يذهب من تلقاء نفسه بل كلف بمهمة من قبل رئاسة الجمهورية، وعادة من يقوم بإشعال الشعلة في مثل هذه الفعاليات والمناسبات في أي بلد من بلدان العالم هم وزراء الشباب والرياضة.

 

فاستهدف البكري كان مبالغا فيه إلى حد كبير، إذا ما قارناه بباقي الوزراء والمحافظين الذين يتبعون للشرعية ويتلقون كل أوامرهم وتحركاتهم من الرئاسة ومن حكومة بن دغر مباشرة!.

موضوعي هنا لا يتحدث عن الوزير نايف البكري بل سوف أتطرق إلى كيفية الرد على الذين احتفلوا ورقصوا بمناسبة ثورة سبتمبر المجيدة، والتي كانت للأمس القريب يتم الإحتفال بها شمالا وجنوبا، بل كنا ندرس عنها في مدارسنا قبل الوحدة وكانت تسمى الثورة الأم، وتغنى بها أكبر الفنانين والشعراء من الجنوب، وقد شارك فيها الكثير من الثوار من كل محافظات ومدن وقرى الجنوب، واستشهد الكثير منهم على أسوار صنعاء، أي إن هذه الثورة كانت تأريخ لأولئك القوم، وبطولة تحسب لهم، والذين قد رحلوا من عالمنا وهم رافعين الهامات وأبطال في نظر أغلب اليمنيين شمالا وجنوبا.

 

وأظن إن الشعب في الجنوب لم يكن على خصام أو رافضا لسبتمبر وثورته لذاتها كما أسلفنا سابقا، ولكن الظرف المستجد على الساحة الجنوبية وما تعرض له من العذاب والتنكيل على يد عفاش ومنظومة حكمه، وكذلك خروجنا من حرب ظالمة دمرت كل شيء، تولدت عند شريحة كبيرة من أبناء الجنوب العقدة من كل ما يأتي من جهة الشمال حتى وإن كانت ثورة تحظى بإحترام شديد إلى الأمس القريب.

 
حكومة بن دغر في عدن فضلت إن تحتفل بطريقتها داخل الغرف المغلقة ولم يحضر الا بعض الوزراء والإعلاميين التابعين والموالين لها، وهي رسالة سياسية لا أقل ولا أكثر تريد الحكومة الشرعية إن توصلها لمن يهمه الأمر، وعلينا أن لا نعطيها أكثر من حجمها الطبيعي ولا نهيج الشارع ونألبه على بعضه او الدخول في تصادم مع الشرعية والتحالف، بحيث نكون نحن الخاسرون أمام العالم، ونعطي عفاش والحوثي الحجة كي يروج إن ما يحصل في عدن هو صراع قديم متجدد بين أقطاب جنوبية تتسابق للسيطرة على عدن وغيرها، والكثير من الإشاعات التي سوف تطالنا إن لم نحسن التصرف.

 
الحل المناسب لنا كجنوبيين هو التعبير والإحتجاج بطريقة حضرية مقبولة لجميع الأطراف وخاصة الأشقاء في السعودية والخليج، فموعد ثورة أكتوبر على الأبواب ولم يتبق الا أياما معدودة، يمكنا إن نحشد الشارع ونعبر عن الإرادة الجنوبية الحقيقية والتي تجسدت منذ زمن طويل بعدة فعاليات ونشاطات ومليونيات، وتكون رسالة قوية للداخل والخارج وتحمل رسالة سلام بأننا شعب نكره العنف والإرهاب ونعشق الحرية ونحب الحياة، وترفع الأعلام الجنوبية وأعلام دول التحالف العربي وهي أبلغ رسالة، وعلى الأشقاء والعالم الحر إن يتفهموا المزاج الشعبي المحتقن وحجم التضحيات التي قدمها شعبنا، وإن يقفوا مع إرادته وإن تراعى المصالح المشتركة بين الجانبين.