fbpx
لن تتحول عدن الى دبي بايدي شلال او عيدروس

بقلم : اوسان الوجيهي

يصيبنا التردد وربما الخوف حين تقتادنا اقلامنا جهة السياسة ونعمل للكلمة الف حساب ،ودائما ما نواري الاشخاص خلف مسميات والقاب ونستخدم التلميح لا التصريح مع اننا جميعا  متكلمون ومستمعون ،كتابا وقراء نعرف المقصود  ونعرف اسماء من تواريهم السطور ولا تواريهم افعالهم على ارض العيان .ولست ادعي هنا الشجاعة لمجرد تصريحي بذكر اسم من الاسماء لانني ببساطة لست ذاهبة لقول شي عجيب عن تلك الاسماء ولا لكشف حقائق عنهم فما انا الا مواطنة  ..مواطنة فحسب .

ليس من حقنا  التشكيك في مقدرة الرجال فالرجال تتحدث عن نفسها بفعالها فمدحنا لن يزيدها لمعانا وذمنا لن ينقص بريقها ،ونيران الزمن ستحرق كل معدن وسنرى حينها من يحافظ على بريقه ومن يحال الى رماد . وليس من حقنا ان ننتقد المواطن البسيط على براءته وعفويته حين يمنح سمة القدسيه لشخص ما ويجله بقام المليون منا. كما انه ليس عيبا ان رفعنا رايات الحب والولاء لاشخاص راينا انهم يحاولون على الاقل ان لا يخدعونا كما فعل غيرهم كثير . ولكنه العيب ان نعول الكثير على من لا يملك الا القليل  والمشين ايضا ان نضع الايدي على الخدود منتظرين متى تمد العصى السحرية التي في ايدي شلال او عيدروس او في ايدي دول الخليج لتحيل عدن الى مدينة الاحلام  في غمضة عين .

دول الخليج ان منحتنا شيئا فلن تمنحنا اكثر من واجب الاخوه والصدقة هذا ان افترضنا حسن النوايا واستبعدنا منطق المصلحة واليد باليد. وشلال ان افترضنا انه البطل المنتظر وانه بالفعل يعمل جاهدا لمصلحة الوطن فهو ليس الا رجل واحد بعقل واحد وساعدين اثنين ليس الا ؛ومثله عيدروس وغيرهما ممن يتفائل فيهما الناس خيرا على الاقل  .

عيدروس لن ياتي ليراقب الخالة مريم هل  وضعت كيس القمامة  في مكانه ام رمت به من نافذتها.  وشلال لن  يفتش جلابيب النساء في الحافلات وسيارات الاجره ليرى هل هن بالفعل نساء ام انهم ذكور _ولا اقول رجال _يحملون تحت جلابيبهم قنبلة لحصد الارواح ..ودول الخليج لن تشحن الطائرات والسفن بالريالات والدراهم وتقول للبنوك اليمنية لا تحزني سنصرف على الشعب كله ولن يجوع بعد اليوم  .

نعم لان الحمل ثقيل ..ثقيل …ثقيل ..كجبال الارض مجتمعة.لان الفساد طغى على الهواء الذي نتنفسة وطوقت جذوره وسيقانه ارجلنا وايدينا جميعا ؛من اكبر مسوؤل في الدولة الى ابسط عامل نظافة .ولان الجهل اختلط بدمائنا  جميعا من اقصى الريف الى اطراف المدينة .ولاننا استنزفنا وامتصت دمائنا- ومعها روح العمل والابداع – وخطف رغيف الخبز من افواهنا _ومعه الرغبة في العيش الكريم –ورضعنا الذل منذ الولادة .لاننا ضحايا لانظمة جلادة سارقة خائنة وفوق هذذا كله متخلفة .

حتى وان فرحنا  بهلاك ظالم فسيعود ظالم اخر ,وان ازيح جلادا  ولدت الارض الف جلاد .اذ ان ليست المشكلة في حكامنا وسادتنا فالارض هي من تلد الطغاة .وبالمقابل فان الطغاة سيروون هذه الارض بمزيدا من الفساد ويبذرون فيها الشر ذاته ليستمر الحصاد المثمر ويستمر معه قهر الانسان المغلوب على امره في ظل سيادة  منطق القوة وتطبيق قانون الغاب .

مع ذلك فلا يعني هذاكله ان لعنة الطغاة حلت ولن تفك الى الابد ولا يعني ان الارض لا تلد سوى الطغاة ؛فالارض لا تثمر الا بما يبذر فيها .ونحن نستطيع  ان نبذر الخير لكننا لا نظمن ان حاكمنا سيبذرون الخير مهما بدت على وجوههم تباشير الخير فقد خُدعنا كثير بالمظاهر والوجوه. وان ظمنا خيرهم  فلا نظمن انهم سينجحون بمفردهم  في ظل غابة تجذرت فيها الاعشاب الضارة وتستطيع ان تلتهم بذرة الخير في أي لحظة .فلن يكتب النجاح لشخص واحد يبني في وجود الملايين ممن يهدمون .لكن ان كانت الملايين تبني فلن يكون امام الهدام-وان كان اكبر اعوان ابليس قوة وجبروت  – سوى الجحيم لتقبل به  .نعم نحن من يصنع الفرق ويستطيع ان يغلب المعادلة…انا وانت..وهذا وذاك ..واخي واخوك …وجاري وجارك …وصديقي وصديقك…وحارتي وحارتك …ومدينتي ومدينتك .

اذن فليس مستحيلا على عدن ان تحال الى دبي يوما ولكنها لن تحال بيدي افراد ولا على حساب صدقة من هذه الدولة او تلك ولكنها تستطيع ذلك بايدي ابنائها جميعا ؛الصغير قبل الكبير والمراة قبل الرجل والمواطن البسيط قبل صاحب القرار .وما نذوقه اليوم من ظلم وعذاب ليس من فعل طغاتنا وحدهم ولكنه عقاب مستحق  لمخالفات  وسلوكيات خرجنا بها عن منهج الحق الذي علمنا اياه خالقنا  “ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي النايس ليذيقهم بعض الذي صنعوا ”  ..رفعت الاقلام وجفت الصحف .