fbpx
من يعلق الجرس على رقبة المجلس السياسي ؟!!

———-

هناك قصة جميل تحكي عن قرية يعيش فيها الكثير من الأرانب الأليفة والتي تسرح وتمرح ولا يعكر صفو حياتها أي مكروه، إلى إن جاء هر لهذه القرية وكدر على الأرانب معيشتهم، وضيق عليهم حياتهم، وحد من تحركاتهم، وما يمر يوم الا وتكون ضحية منهم يتم إصطيادها من الهر، وعاشت القرية في خوف ورعب وإرهاب،! فاجتمعت الأرانب لتدارك الوضع وتدارس الحالة التي وصلوا لها، وإيجاد الحلول والخروج من المأزق الذي تمر به قريتهم، فاشتد الحوار وارتفعت الأصوات وكثرت الأراء والمقترحات، إلى إن جاء أحد الأرانب والذي عرف بالذكاء والفطنة فأشار إليهم إن يتم تعليق جرس على رقبة الهر، حتى إذا ما هاجم القرية سوف يقومون بالإختباء والهروب قبل وصوله إليهم، فصفق الجميع لهذه الفكرة الرائعة، ولكن أشار إليهم إن هناك مشكلة عويصة قد تفشل الخطة وتعيدهم إلى نقطة الصفر، وهي : من هو الأرنب الشجاع الذي يذهب إلى الهر كي يعلق الجرس على رقبته،؟ وخاصة والطريقة محفوفة بالمكاره، فقبل وصوله إلى رقبته سوف يمر على فمه وهو يعني الموت المؤكد، فحزنت الأرانب من جديد ولم يجدوا من ينقذ الموقف وينفذ المهمة لحماية السرب وحقوقهم المهدورة، واستمرت الأزمة ولم يتغير شيء حتى انتهت القرية ومن عليها.

 

لو أنزلنا هذه القصة على واقعنا السياسي المعقد في الجنوب فإنه يشابه إلى حد بعيد حياة هذه الأرانب، حيث عجز الجنوبيين في إيجاد توافق سياسي يلتف حوله الجميع، فبعد دعوة المحافظ الزبيدي إلى تشكيل مجلس سياسي يكون بمثابة الحامل الذي كثر الحديث عنه من سنوات للقضية الجنوبية، ويمثلها في كل الإستحقاقات القادمة من التفاوض والحوار مع الأطراف الداخلية أو الخارجية، وقد لاقت هذه الدعوة إرتياحا واسعا وقبولا شعبيا كبيرا، فبدأت المكونات الجنوبية المختلفة الترحيب بالفكرة والقبول بها، حيث دعى المهندس حيدر العطاس الجنوبيين إلى المسارعة في تكوين هذا المجلس لما له من أهمية كبرى على مستقبل القضية الجنوبية وحاضرها، وتلاحقت التصريحات والمباركات لهذا المجلس تباعا حيث رحب رئيس ما يسمى البرلمان الجنوبي الدكتور عبدالرحمن الوالي بهذه الدعوة وعرض بعض النقاط المهمة التي تساعد المجلس على النهوض والإستمرار، وبدوره السيد علي سالم البيض رحب بالقرار واعتبرها خطوة صحيحة ودعى الجنوبيين إلى التفاعل والإلتفاف حول المجلس السياسي باعتباره مطلب جنوبي، وبالمقابل رحب حزب الرابطة ودعى كل القوى الثورية التحررية وكافة القوى الوطنية للإحتشاد دعما للمجلس السياسي، وبدوره رحب الشيخ عبدالرب النقيب ومجموعة لم الشمل الجنوبي في الخارج والتي تضم في عضويتها عددا من القيادات والدكاترة والأكاديميين ورجال المال والأعمال أعلنوا تأييده الكامل والمطلق ودعمها اللامحدود للمبادرة وانجاحها، والوزير عبدالرب السلامي وحركته أعلن تأييده وترحيبه بهذه الخطوة والذي كان ينتظرها الجنوبيين بفارق الصبر منذ زمن طويل، وأعلن تأييده الكامل للمبادة والتعامل معها بما يخدم تطلعات الشعب الجنوبي وتقرير مصيره، والكثير من الشخصيات والقيادات والمكونات ومنظمات المجتمع المدني والقبلي أبدت الموافقة لهذه الدعوة باعتبارها البديل الوحيد والمطلب القديم المتجدد الذي عجز عن تحقيقه الحراك وفصائله المختلفة.

 
ولكن يبقى السؤال وهو كيف يمكن بعد هذا الترحيب والتأييد الواسع إن يبدأ العمل وتحويل الفكرة إلى واقع عملي ملموس وتحديد برنامج محدد وتعيين الشخصيات التي تعمل على التحضير وإختيار الشخصيات التي تشارك في المجلس وهل يكون مجلس محاصصة حسب التواجد على الأرض أم إنها تمثيل نسبي يشمل كل القوى الفاعلة والمؤثرة بغض النظر عن حجمها في الشارع، ويبقى السؤال من هي الشخصية الشجاعة التي تعلق جرس التفاؤل والأمل للشعب الجنوبي ونخرج الجنوب من أزمته التي يعانيها وخاصة في شقه السياسي؟ ولا تخاف أو تخشى من المخاطر المحدقة والإقتراب منها مهما كانت النتائج، إذا حبينا إن نعيش في أمن وسكينة ونحافظ على ما تحقق ونظهر أمام العالم بأننا أقوياء ومتحدين يمكن الوثوق بنا والتعاون معنا ومع قضيتنا مستقبلا.