fbpx
إندكو…الكلمة التي قتلت الحوثي!

جمعتني أجمل الفرص يوم أمس بلقاء غذاء مع أخ سلفي عرفته منذ كنا أطفال..
هو من أبطال المقاومة  الذين هبوا للذوذ عن الحبيبة عدن منذ أول ساعات هجوم الحوافيش..
و هو من جموع الذين مثلما قاوموا بصمت عادوا إلى منازلهم و مساجدهم و اعمالهم بذات الصمت..
كأن لصاحبي دوره الأكبر في الإستطلاع المتقدم لخطوط العدو القادم من الشمال و الإبلاغ إلى قيادة المقاومة عن أي تحركات للعدو، بالإضافة إلى أخرى..
مقاومة عدن تشكلت تلقائيا دون تنظيم، حيث توافد الناس بمختلف أعمارهم و كأنهم مجموعة أنهار تتجه بتلقائية لتتجمع في مصبها النهائي..
حيث التقت الجموع، ملبية نداء واحد أنطلق من أعماق كل محب للحبيبة عدن الجهاد في سبيل الدين و الذوذ عن الارض و الغيرة على العرض…
مقاومة سارع إلى تشكيلها أبطال مدنيين دون خبرة و لا تخطيط،
ليتكون خليط من المجاهدين الأبطال، خليط بدأ للوهلة الأولى غير متجانس لإختلاف  توجهات و مشأرب أفرادها…
و لكن تلك الغيرة على الدين و العرض و الأرض كانت كافية و كفيلة لتذيب كل تلك الخلافات فتشكلت كتلة مقاومة واحدة متناغمة و منسجمة !
الملفت للنظر كان في الأعداد الهائلة الغير متوقعة من المتطوعين الذين إنخرطوا  للذوذ عن الحبيبة عدن خاصة، كانوا من شباب عدن الغيور و الذين إستهان الاعداء و أستخف بهم..و عمد إلى أنهم غير ذو قدرة و لا همة و لا غيرة…
و كذلك الرقم الصعب الأخر هو الأعداد الغفيرة من أخوتنا السلفيين الذين قدموا التضحيات التي لا يستطيع أحد منا أن يتخيلها و لا يستطيع حتى حاقد من إنكارها..
تدفق الأعداء فرحين بأعدادهم و عتادهم الضخم و ماحققوه في اجتياح و إسقاط كل مدن و قرى الشمال ختى وصلوا الى مشارف عدن، حينها لم يكن طيران التحالف قد قرر التدخل بعد!
و بينما  كان سيل العدوان العرم القادم من الشمال يتقدم حتى تجاوز العند يجرف كل من يقف امامه..
يقتلع بكل حقد تتاري الأشجار و الحيوان و الإنسان..
مغترا بان لن يقدر عليه أحد و ان لا شئ يتجرأ أن يقف أمامه..
في تلكم الأثناء إجتمع أسودنا في عدن للتشاور في الأمر، و الطريقة التي يجب ان تتخذ للتصدي له..
كان هناك من المرجفين من أراد أن يتردد و يشق الصفوف معللا خوفه بالحرص على الأرواح في خوض حرب خاسرة محتومة النتيجة ضد جحافل كبيرة ترافقها مجنزرات مخيفة عدة و عتاد!
نسوا ان النصر إلا من عند الله،  اقترحوا عدم مقاومة العدوان و تركهم يبسطون سيطرتهم على عدن فليس هناك فائدة!
قلوب مرجفة ضعيفة الإيمان غاب عنهم بأن كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة بإذن الله،
تلك الأصوات الناشزة إستمرت في البلبلة حتى وفق الله من اوقفها عند حدها..
صوتا مزلزلا لشيخ سلفي،أعرفه حق المعرفة..
كأن ذلك الصوت كفيلا بان يخرس اولئك المرجفين و يعيد الحماس إلى قلوب الشباب..
حيث ذكرهم بحوار موسى عليه السلام مع قومه
حيث قال له قومه:
…..فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ
فلم يبقى بيد موسى عليه السلام من شيء إلا أن يرفع يديه إلى الله تعالى ويدعوه بقلب منكسر مخذول فقال: (قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين)
و بذات الصوت القوي طالب شيخنا من من هولاء أن يكفوا عن إحباط همم و عزم الشباب و شق الصف..
و اشار لمن لا يريد الثبات فالباب أمامه واسعا، فليغادر في تلك اللحظة…
قال صاحبي بأنه يتذكر لذلك الشيخ هذا الموقف العظيم، و قد كانت لكلمته مفعولا قوي ثبت بها قلوب الكثيرين!
فكأن القرار الذي تحمس له الجميع، بعدم التسليم بكل بساطة و إنهم سيضحون بالغالي و النفيس و إن أرادها العدو فلن ينالها إلا بخسائر كبيرة..
و حينها فليأكلها، مرة كالعلقم..
ثم باشروا في تشكيل جيوب مقاومات لضرب أرتال العدو في عمقه مابين لحج و حتى عدن..
ذكر لي كيف أن هناك أبطال تصدوا لدبابة حوثية تمكنوا من ضرب جنازيرها على مرتين..
و عندما فتحوها بعد ايام عديدة بعد أن تم الإستيلاء غلى الموقع وجدوا أجساد عفنة متخشبة لمن كانوا بداخلها..
ظلت الدبابة المعطوبة رابضة في موقعها تحكي ملحمة أسطورية لإبطال دارسعد..
قصص كثيرة لا ترأها إلا في أفلام الخيال، حفرت في قلوب من حضرها، منها ما توثق بالفيديو أيضا،
و كثيراً  منها لم يتسنى للشباب المنهمك في كونه بطلها الرئيسي، بتصويرها..
لكنها حفرت في قلوبهم و ذاكرتهم ليحكونها لقادم الأجيال…
حتى أن هناك من المواقف البطولية التي لم تخلو من روح النكتة و الدعابة و خفة الدم التي تميز عيال عدن الطيبين المرحين مهما كانت ظروفهم..
تذكر إحداها رفيقي و هو يضحك فانتقلت عدوى الضحك إلي حتى قبل ان يسردها،
أجزاء منها موثقة بفيديو لأحد الحوثيين حيث كأن يركض هاربا في شتى الإتجاهات..
فجأة، صرخ أحد أطفال دار سعد مشيراً اليه: إندكو..إندكو..إندكو الحوتي
فبدأت معالم الحيرة و الخوف واضحة على وجه ذلك الفار الحوثي كان يتلفت يسارا يمين بين صاحب الصوت و بين من يناديه…
إندكو..إندكو
و فجأة تنطلق رصاصة اخترقت راس الحوثي لترديه صريعا..
قال لي بقينا حتى الفجر لا نعلم مايدور حولنا ننتظر قدوم تلك الأعداد المهولة…
ثم جاء إتصال يحمل بشرى سعيدة قفز لها الجميع يكبرون و يحمدون الله عليها..
جاءت بشرى الخير تزف و تتناقلها الرسائل و الإتصالات…
طيران التحالف بدأ بقصف صنعاء..
طير أبابيل الذي قال احد قادتهم محمد البخيتي قبل تدخل طيران التحالف و هو يتمارى بقوة ميليشياته مستهزئيا متحدياً:
إن كان الله معهم فليرسل علينا طير أبابيل!!
مساندة طيران التحالف ألهب حماس المقاومة الجنوبية و حقنها بدفعة حماس إضافية،  لتبدأ بعدها رحلة أنقلاب الموازين..
رحلة نضال و صمود أسطوري تكللت بنصر مؤزر من الله، لم يكن يتوقعه أصحاب القلوب المتشككة و لا الاعداء…
الله اكبر !
اللهم لك الحمد!

نبيل محمد العمودي