fbpx
لا نجيد فن السياسة – بقلم :عوض العولقي
شارك الخبر

السياسة مهارة قبل أن تكون مهام ولذا الكثير من شعب الجنوب لا يجيدون هذا الفن ويدفعون ثمن تصرفاتهم بدافع العاطفة أو الحقد والأحداث شاهدة على ذلك ابتداء من الانقلاب على دولة اتحاد الجنوب العربي التي كانت دولة رائدة في المنطقة وسبقت الكثير من الدول في التطور السياسي والإقنصادي يأتي في مقدمتها توحيد السلطنات والإمارات والمشيخات تحت راية واحدة واقرار حكم برلماني وتشييد البنى التحتية وازدهار المرافق الخدمية .

والسؤال الذي يجول في الذهن عن حقيقة الهدف من اسقاط هذه الدولة وقيام نظام لا يتفق مع هوية الانسان الجنوبي ؟ ومالذي دفع بعض الناشطين السياسين المعروف عنهم بمصطلح الرفاق إلى تبني أفكار الإشتراكية والبعثية وفرضها بالقوة على شعب محافظ مثل شعب الجنوب ؟ وهل بالنسبة لهم دولة قاصرة يجب حل محلها بجهة تحت الوصايا الخارجية ؟ وماذا جنى به شعبنا من هذا التغيير السياسي غير الاغتيالات والمجازر والتشريد الذي طال على ثلث سكان البلاد ؟

فرغم استمرار الازمات السياسية إلا أن الجنوبيين غابت لديهم فكرة اعادة النظر في شكل الحكم و ذهبوا إلى الوحدة بلا أسس علمية تم على إثر ذلك تسليم الجنوب على طبق من ذهب إلى عصابة خُيّل إليهم أنهم أهل المدنية والتحضر وعدم إلمام بتاريخ الحكم في الشمال وحصل اعلان قيام الجمهورية اليمنية ليكون جسراً للعبور نحو احتلال الجنوب بفطنة ودهاء وفن السياسة الذي يجيدوه أركان النظام في صنعاء .

فاستفادوا من خلاف الجنوبيين واستغلوا الحرب الباردة بين قطبي العالم وكسبوا وقوف دول في صفهم المعادية للأنظمة الإشتراكية ولعبوا بورقة الدين وحرضو شعبهم على الفكر الماركسي ولم يفيد قرار الرئيس علي سالم البيض بفك الارتباط والسبب أن عصابة صنعاء استخدمت شعار الشرعية الدستورية و وصفت البيض بالمتمرد وقاموا بتحويل الجنوب إلى مصدر ثراء فاحش لهم دون الكشف عن حقدهم على الجنوب وهذا يدل على حنكتهم السياسية .

ومما يؤكد أن الجنوبيين يفتقرون إلى المهارة السياسية تفويتهم لفرصة الإنضمام إلى مجلس التعاون الخليجي عبر وعود حكام الخليج لقادة الجنوب قبل الوحدة حيث أن النزعة القومية مازالت تعشش في رؤوس البعض التي لم تحقق شي يخدم الجنوب وما وقع بعد الوحدة من ممارسات تعسفية ضد الفريق الحكومي في عدن حتى وصل إلى قناعة بالخطر الذي يحدق على الجنوب لم يوجه دعوة إلى القوات الجنوبية في صنعاء و المكونات السياسية والإجتماعية خارج البلاد بالعودة إلى الجنوب وطي صفحة الماضي والتوافق على مصلحة الدولة بل استمر في الممحاكات السياسية أسفرت عن ضياع الجنوب أرضاً وانسانا .

وعندما ظهر الحراك الجنوبي في 2007 وهم مجموعة من العسكريين المسرحين بعد حرب 94 سمحو لمن ضيعو الجنوب بركوب موجة الحراك أدى إلى تذمر اكثر الجنوبيين على قاعدة من كان جزءاً من المشكلة لا يمكن أن يكون جزءاً من الحل وتشتت الحراك إلى فصائل منها فصيل تاجر بالقضية الوطنية وتعاون مع ايران الأمر الذي جعل موقف دول الخليج تصرف النظر عن القضية الجنوبية وعمدت حكومة صنعاء على شراء ولاءات من ضعاف النفوس وخلق مجموعات صغيرة من عدن وحضرموت من أجل زرع المناطقية و ابعاد الجنوبيين عن قضيتهم الرئيسية كتطبيق سياسة فرق تسد .

وهكذا تثبت لنا الوقائع أن المافيا المتسلطة في الشمال سياسيين من طراز فريد ولم يرتقي الحراك الجنوبي إلى مستوى النضج السياسي حيث كان لابد منه جمع الشمل وتوحيد الراي تقتضي أولاً باعطأء حقائق عن استحالة تحسين جميع أمور الشعب في ايطار الوحدة اليمنية وتفويض شخضية نزيهة تعبر عن ارادتهم واعتماد نظام امارة دستورية لدولة بحكم الفشل الذريع لأنظمة الجمهورية .

وللأسف لا يجيد منا فن السياسة إلا ماندر ولا نستغل الظروف لصالحنا ولاندرس نتائج قراراتنا والشاهد هنا ما قبل اندلاع الحرب على الجنوب لم ينُجز اتفاق اللجان الشعبية في كل محافظات الجنوب على قيادة عسكرية والدفاع عن الجنوب بإسم الشرعية الدستورية ودول الخليج لا تريد أن تضع نفسها في موقع تهمة دعم الانفصال ولإدراك الرئيس عبدربه منصور هادي بصعوبة انقاذ الجنوب تعامل مع الأزمة سياسيا وتمسك بالمبادرة الخليجية وحذّر دول الخليج والمنطقة من التمدد الإيراني و طالبهم بتدخل قوات درع الجزيرة غيرت موازين القوى لصالحنا تمثلت في تدمير القوى الإنقلابية التابعة لعلي عبد الله صالح وعبد الملك الحوثي واعادة بناء مؤسسات العسكرية والمدنية في الجنوب .

ولو لا ضغط الرئيس هادي على افراد المقاومة الجنوبية بضرورة استلام مناصب في الجيش والأمن تحت مظلة الشرعية لربما أخذ جيش علي محسن المواقع العسكرية في الجنوب وأباد المقاومة الجنوبية بحجة القضاء على التمرد وهذا يعود على الجهل السياسي عند شعبنا وكل المآسي التي عصفت بالجنوب نتيجة العبث السياسي وتوكيل أمر الأمة لغير أهله والرئيس هادي يحمل صفة رئيساً لليمن لا يحق له بالحديث عن الجنوب فقط وقد نادى الجنوبيين أن يسيطروا على الأرض والثروة وبدوره يوفر كل سًبل نجاح مهامهم وعليهم اثبات كفاءتهم في ادارة البلاد ليحظوا باهتمام المجتمع الدولي .

وعلينا مسؤولية استغلال الواقع الجديد الي أفزرت إليه الحرب لترتيب البيت الجنوبي والإجماع على رؤية السلطان غالب بن عوض القعيطي السياسية التي تجمع بين الآصالة والمعاصرة وتضمن الأمان والرخاء لأبناء الجنوب وهذه فرصة إن لم نستثمرها سياسيا ً سيذهب الوطن من أيدينا ومن لم يتعلم من درس الامس ….فلايشكو خديعة الغد

أخبار ذات صله