fbpx
ما الذي تعنيه عودة الحكومة الی عدن ؟

العميد ثابت حسين صالح

ليست هذه هي المرة الأولى ولا الأخيرة ، رغم أنه يراد لها أن تكون العودة الأخيرة للحكومة اليمنية لممارسة وظائفها من عدن عاصمة الجنوب .
بالتأكيد عودة الحكومة هذه المرة تأتي بعد تطورات وتحولات كبيرة في الصراع الدائر لصالح التحالف والشرعية ، بدأت مؤشراتها في عدم قدرة الحوثيين علی الاستمرار في ممارسة وظائف سلطة حاكمة في صنعاء وخاصة بعد وصول الأوضاع المعيشية الی حافة الإنهيار وافلاس مالي وإداري غير مسبوق شجع الشرعية علی اتخاذ قرار نقل أنشطة البنك المركزي الی عدن وإعادة تشكيل مجلس إدارته في ظل ضوء أخضر من الدول الراعية والمؤسسات المالية الدولية جاءت عشية زيارة الرئيس هادي الی الولايات المتحدة الأمريكية…
وهذه التطورات ترى فيها الحكومة أداة هامة وفعالة وربما حاسمة للضغط علی الحوثيين وغيرهم لوضعهم أمام خيارات احلاها مر .
ومن ناحية أخرى فقد اشتدت وطأة أزمة حرب الخدمات في عدن خلال الأيام الأخيرة التي سبقت عودة الحكومة في مؤشر واضح لا يخفى علی لبيب اتجه نحو خلق مبررات مؤثرة علی الرأي العام الجنوبي وعوامل ضغط اخری اضافية علی قادة المقاومة الجنوبية وفي مقدمتهم محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي للتعامل الايجابي مع عودة هذه الحكومة والعمل في إطار سياسات التحالف والشرعية ذات الأبعاد الاستراتيجية .
هذا ما يمكن قراءته في ضوء عودة الحكومة الی عدن … لكن الأهم من كل ذلك هو مدی تأثير هذه العودة علی مسار الصراع الدائر منذ مطلع العام 2015م وخاصة علی صعيد التعامل مع حكام الشمال المسيطرين علی الارض وكيف سيتعاملون ويتصرفون في ضوء هذه التطورات .
وما تاثير ذلك على صعيد الوضع في الجنوب المحرر والتواق علی إستعادة دولته وسط حرب اقتصادية وخدمية غير مسبوقة حادة وظالمه علی شعبه تخاض في ظل صمت وإهمال التحالف والحكومة تجاه هذه الأوضاع ، مترافقة مع سعي قوی الفساد والبلطجة استغلال هذه الأوضاع استغلالا بشعا للابتزاز وتحقيق مكاسب أنانية خاصة بها غير ابهة بمعاناة وآلام سكان عدن وكل الجنوب .
وعلى أي حال أعتقد أن علی الجنوبيين أن يتعاملوا مع عودة الحكومة بإيجابية وبعد نظر كشركاء وحلفاء الی جانب قوات التحالف والمقاومة الجنوبية في هذه المرحلة بالغة التعقيد والخطورة .
وعلى الحكومة من جانبها أن تدرك جيدا أنها في عدن عاصمة الجنوب .