fbpx
عامان على اجتياح الحوثيين صنعاء.. كيف أصبح اليمن اليوم؟
شارك الخبر
عامان على اجتياح الحوثيين صنعاء.. كيف أصبح اليمن اليوم؟

يافع نيوز – ارم نيوز

يصادف اليوم الأربعاء، الذكرى الثانية لاجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في 21 سبتمبر من العام 2014، وهو اليوم الذي غيّر ملامح اليمن، وأدخلها في حرب متصاعدة، أسفرت عن مقتل أكثر من 6600 شخص ونزوح 3 ملايين نسمة، وفقًا لإحصائيات أممية.

ويحتفل الحوثيون بيوم 21 سبتمبر باعتباره ” ذكرى ثورة” أطاحت بخصومهم، ومن أجل ذلك أعلنوا، اليوم الأربعاء، إجازة رسمية في العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتهم، فيما تعتبر الحكومة وأنصارها هذا اليوم “يوم النكبة”، الذي تم فيه انقلاب الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، على حكم الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي.

ومنذ اجتياحهم للعاصمة صنعاء قبل عامين، أجبر الحوثيون الرئيس هادي على تشكيل حكومة جديدة يشاركون فيها، ترأسها المهندس خالد بحاح، لكنهم بعد ذلك طالبوا بشراكة في كافة مؤسسة الدولة، بما فيها تعيين منصب نائب رئيس للجمهورية من الموالين لهم، وإشراك نحو 20 ألفًا من مقاتليهم في القوات المسلحة والأمن، وهو ما رفضه الرئيس هادي.

قدّم الرئيس هادي استقالته من الرئاسة بالتزامن مع استقالة جماعية للحكومة في 19 يناير 2015، وبعد تمكنه من الإفلات من الإقامة الجبرية في صنعاء إلى عدن في 21 فبراير من ذات العام وتراجعه عن الاستقالة وإعلان”عدن عاصمة مؤقتة للبلاد”، تحرك الحوثيون عسكريًا لاجتياح محافظة عدن، جنوبي البلاد، لكن تحالفًا عربيًا بقيادة السعودية تدخل عسكريًا لإيقافهم بناء على مناشدة من”هادي”، تحت مسمى” عاصفة الحزم”.

ونستعرض، تاليًا، شكل اليمن، بعد عامين من اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء.

اقتصاديًا

انهار الاقتصاد اليمني إلى مستويات غير مسبوقة، حيث هوت العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، ليصل سعر الصرف 310 ريالًا للدولار الواحد، في السوق السوداء و 250 ريالًا حسب السعر الرسمي، بعد أن كان 215 ريالا للدولار الواحد قبل اجتياح صنعاء.

كما انتشرت السوق السوداء لبيع المشتقات النفطية، ووصل سعر جالون البنزين سعة 20 لترا، في بعض الأشهر نحو 40 دولار، قبل أن تستقر جميع الأسواق السوداء، حاليًا عند 4 آلآف ريال (16 دولارًا ).

وبسبب سيطرة الحوثيين على البنك المركزي، واتهامات حكومية لهم باستنزاف الاحتياطي النقدي الأجنبي الذي تراجع من أربعة مليارات دولار إلى مليار و100 مليون دولار، والسحب على المكشوف ومراكمة الدين المحلي، أقرت الحكومة، تغيير قيادة البنك ونقل مقره الرئيسي إلى العاصمة المؤقتة عدن.

ورفض الحوثيون ذلك القرار واعتبروه شيئا من العدم، ودعوا المؤسسات النقدية الدولية لرفض القرار، كما دعا زعيمهم للتبرع للبنك بالمال، للحيلولة دون نقله إلى عدن.

وأكد مصدر حكومي للأناضول، أن قرار نقل البنك لا تراجع عنه، لكنه أقر بأن الأيام القادم ستشهد”معركة مالية” بين الحكومة والحوثيين.

وأضاف” سنرى كل طرف كيف سيستخدم أدواته (..) الحوثيون كانوا يراهنون على الغرب بأنه لن يعترف سوى بصنعاء، لكن كافة الإيرادات متوقفة عن العاصمة”.

ومن المرجح، أن ينقسم البنك المركزي إلى نصفين، حيث سيعمل البنك في صنعاء على تغطية نفقات المحافظات الخاضعة للحوثيين، فيما سيعمل البنك في عدن على تغطية نفقات ورواتب موظفي المحافظات المحررة الخاضغة للحكومة.

سياسيًا

تسيطر الحكومة الشرعية على محافظات عدن، وأبين ولحج والضالع وشبوة، جنوبي البلاد، وحضرموت والمهرة وسقطرى (شرق)، وأجزاء من محافظات مأرب والجوف وتعز، فيما يسيطر الحوثيون على غالبية المحافظات الشمالية بما فيها المنطقة الأهم، العاصمة صنعاء.

وفيما يحكم المناطق المحررة، حكومة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، يحكم الحوثيون مناطقهم عبر ما يسمى بـ”المجلس السياسي الأعلى” المشكل بالمناصفة بينهم وبين الرئيس السابق صالح، ويلوحون بتشكيل حكومة في الأيام القادمة.

وكما انقسمت البلد إلى نصفين عسكريًا بمناطق عسكرية وجيشين موال للحكومة وآخر للحوثيين وصالح، انقسمت الوظيفة العامة، حيث أصدر الحوثيون قرارات بتعيين محافظين لجميع المحافظات اليمنية حتى غير الخاضعة لهم، باستثناء حضرموت والمهرة، كما أصدر الرئيس هادي، قرارات بتعيين محافظين للمحافظات حتى الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وفي بعض المحافظات التي مازال الصراع فيها قائمًا بين طرفي الحرب ولم تحسم كليًا لطرف واحد، مثل تعز، وسط البلاد، يتواجد محافظان أحدهما موال للحكومة والآخر للحوثيين، ويلجأ مسؤولون أمميون للالتقاء بالرجلين من أجل بحث تقديم المعونات لكافة المناطق.

مؤسسات حكومية مستنسخة

عقب اجتياح صنعاء، سيطر الحوثيون على المؤسسات السيادية ومنها مقر التلفزيون الحكومي( تلفزيون اليمن)، ووكالة الأنباء اليمنية سبأ وصحيفة الثورة الرسمية وإذاعة صنعاء، وقامت بتحويلها إلى ناطق بلسانها وأنشطتها الخاصة ضد الحكومة الرسمية.

لكن الحكومة عند انتقالها إلى الرياض قامت بإطلاق موقع جديد لوكالة “سبأ” الرسمية يحمل نفس شعار وكالة صنعاء الخاضعة للحوثيين ولكن الفرق بينهما حرف واحد، وكذلك الحال بالنسبة للتلفزيون الحكومي، الذي يتواجد منه على قمر نايلسات نسختان بنفس الشعار، أحدهما حكومية والأخرى تابعة للحوثيين.

التعليم

لم يُدخل الحوثيون تعديلات جوهرية في الكتاب المدرسي، وخلال العامين الماضيين، لم تطبع مطابع الكتاب المدرسي أي نُسخ جديدة من المناهج الدراسية، لكن الجماعة لجأت إلى تغيير التقويم المدرسي في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها عن تلك الخاضعة لسيطرة الحكومة.

وسيبدأ العام الدراسي في مناطق الحوثيين يوم 1 أكتوبر القادم، فيما سيبدأ في مناطق الحكومة الشرعية يوم 25 سبتمبر الجاري .

وعقب اجتياح صنعاء وسيطرتهم على مؤسسات الدولة، ألغى الحوثيون الإجازة الرسمية التي أقرتها حكومة محمد سالم باسندوة يوم السبت من كل أسبوع بدلا عن الخميس التي كانت معتمدة منذ عقود، وقاموا بإعادة الخميس إجازة رسمية.

وأصدرت وزارة التربية الخاضعة لهم، تعليمات لمدارس الجمهورية باعتماد السبت يوم دراسي، لكن القرار لم يطبق سوى في مناطق سيطرتهم، ومنذ عام، يدرس الطلاب السبت في صنعاء، ويكون إجازة في المحافظات الجنوبية الخاضغة للحكومة.

التقويم الهجري

خلافا لما كان معمول به في السابق، أقر الحوثيون التقويم الهجري على المعاملات والقرارات الصادرة من الوزارات الخاضعة لسيطرتهم، والتي دائما ما يتم تذييلها بالتاريخ الخاص بالسنة الهجرية 1437 ومن بعدها السنة الميلادية.

صنعاء بلون واحد

كانت عاصمة لكل اليمنيين قبل سبتمبر/ أيلول 2014، لكن صنعاء باتت الآن بلون واحد فقط، ولا صوت يعلو على صوت الحوثيين.

وخلافًا للوظائف السيادية والتحكم بمصادر القرار في الوزارات والمقار الحكومية، أغلق الحوثيون كافة المؤسسات الإعلامية المناهضة لهم، كما نزح كافة معارضيهم من السياسيين عن صنعاء إلى خارج البلاد أو المحافظات المحررة، وأصبح من المستحيل إقامة أي فعالية مناوئة لهم، سوى وقفات احتجاجية تنظمها مجموعة من النساء أمام معتقلاتهم للمطالبة بالإفراج عن أبنائها الصحفيين.

وباتت اللوحات الإعلانية في الجزر الواقعة بشوارع صنعاء لا ترفع سوى صور زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، وشقيقه مؤسس الجماعة، حسين الحوثي، أو اللافتات الخاصة بفعالياتهم الدينية مثل المولد النبوي، ويوم الغدير( ولاية علي بن أبي طالب)، وشعارات الصرخة المنادية بالموت لأمريكا وإسرائيل.

مشاهد متعددة من التفتت السياسي تنذر بانقسام اليمن مجددًا.

 

 

أخبار ذات صله