fbpx
خُذلت عدن وحُصن قاتل أبنائها

عدن الساحرة والوديعة , عدن المدينة المسالمة تسكنها ثقافة المدنية والحب والتسامح والتعايش , عدن اليوم حزينة ,هي دائما مسرحا لصراعاتهم العقيمة , هي دائما منبر لخطاباتهم التنافسية ,  رددوا فيها الشعارات , حشدوا واحتشدوا , وحول صور أوثانهم اختلفوا , واذا بعدن ضحيتهم , وفي الخير منسية , ومن إدارة شئونها مقصية , لابد لعدن أن تُحكم , ومتى عدن ستحكم , كلما قلنا تحررت وستأخذ نصيب من الحرية والإنصاف والعدل والشراكة , يخذلونها , يخذلون إحساسها الجميل ويكسرون أحلامها ,قهرت , وقهرها الزمن , وقهرها تعظم اليوم بقرارات الرئيس تحصين قاتل أبنائها , وعدن  استقبلتهم , وحضنتهم , كانت محطتهم ومنطلقهم لاستعادة شرعيتهم , من عدن بزغ شعاع الحرية والاستقلال ,من عدن أطلقت شرارة النصر ومرغت أنوف الانقلابين في الوحل ,

وأعطتهم درسا في الأخلاق , وقدموا أسطورة صمود ونضال توج بنصر عظيم أشاع الأمل في نفوس كل المناضلين على الأرض والعرض في الوطن , لولا عدن أخي الرئيس لما انتم على مشارف صنعاء , لولا عدن انتم اليوم منسيون ومطاردون في بلدان العالم تتسكعون ,لولا عدن لكانت هزيمتكم حتمية ومن بدري , هل عرفت أهمية عدن , التي دائما تخذلونها , ولا تهتمون لشعور أبنائها .

علي عبدربة القاضي قيادي في حزب الإصلاح قتل اثنان من أبناء عدن ومن اعرق أسرها خالد محمد الخطيب وحسن جعفر أمان ,قتل عمد مع الإصرار والترصد في وسط صنعاء وعلى الشارع العام ( شارع الخمسين ) وهم يسيرون بأمان الله في سيارتهم .

 والمعروف عن أبناء عدن لا يحملون السلاح سلاحهم فكرهم وعقولهم , والعنف أخر وسائلهم , وكان قد وعد الرئيس بإنصاف الضحايا وأدان الجريمة عدد من قيادات الدولة وفيهم من حزب الإصلاح وكانت وعود فصله من الحزب كل هذه الوعود تبخرت وأردوا للقضية أن تحل بالعرف القبلي , هزلت ورب الكعبة , يتحدثون عن دولة ويغيبونها عندما يريدون وفق مصالحهم , هل نركن على مثل هولا في إرساء دولة ضامنة للحريات والعدالة ,  كم طالبنا كثيرا إنصاف  الضحايا , والمطالبة بمحاكمة عادلة للقتلة , وأتانا إنصاف من نوعا أخر بتحصين القاتل في مجلس الشورى , أنها الإهانة لعدن وأبنائها , هل هذا هو رد الجميل لعدن , أين الوعود الكاذبة بإرساء دولة العدالة والأنصاف والحرية والمساواة , هذا هو مؤشر المستقبل الذي نرفضه , تتقاسمون البلد , ولا تعيرون أي اهتمام للبسطاء والمظلومين والمنتهكة حريتهم وكرامتهم , والشهداء والجرحى والذين قدموا دمائهم والغالي والنفيس من اجل هذا الوطن .

لن تسكت عدن عن حقها في مقاضاة هذا القاتل وأبنائه , الذين ساعدهم على ارتكاب جريمتهم ثم ساعدهم أيضا على الفرار من القانون واليوم تساعدونه على دفن القضية وإنهائها بتحصينه بمجلس الشورى , وهذا يدل دلالة كاملة أن لا شروط ولا مؤهلات ولا مواصفات عادلة وسليمة ونزيهة في اختياراتكم للوظيفة والترقية والمنصب والله المستعان .