fbpx
هل يدرك هؤلاء معاني هذا المؤتمر العالمي

 

بقلم : علي بن شنظور أبوخالد

أيها الناس إنكم لآدم وآدم من تراب،أيها الناس لافرق بين عربي وﻻ أعجمي ولابين أحمر وأسود، إلا بالتقوى، الناس سواء سية كأسنان المشط، أيها الناس إن دماءكم وأموالكم
وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت،اللهم فاشهد، قالها نبي الإسلام وسيد البشرية وزعيم الأمة الإسلامية ثلاث مرات.

ذلكم هو أهم مرتكز في خطاب الرسول العظيم نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – في العام العاشر من الهجرة النبيوية.
في حجة الوداع ،
فلو توقف كل منا أمام هذا الأمر الرباني وتوقف حكام القصور وحكام الكهوف أو حكومات فنادق سبعة نجوم ، أو تجار الحروب وحاملو المتفجرات، لأدركوا مدى أهمية الحفاظ على الدماء وصونها ولما كان العالم الإسلامي يعيش في أتون حروب ودمار وانقسام لامثيل له..

وبالتالي ووفقاً لهذا التوجية العظيم ؛ فإن مايجري اليوم من صراعات وحروب في العديد من بلدان العالم الإسلامي هو بعيد عن منهج نبينا الكريم القائل..
” ﻻاترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض ” وإن كانت الحروب لصد المعتدي أو ردع الظالم ضرورة في بعض الحالات لكنها ليست الحل الدائم إن لم تحقق هدفها المطلوب ، فحفظ الدماء أهم من الوصول الى الكراسي والقصور . ومن كل شيء في الوجود، مصداقاً لحديث نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – “لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من سفك دم أمر مسلم بغير حق” الحديث

فأين نحن من هذه التوجيهات العظيمة ومن الأمر النبوي الهام في خطبة الوداع..إنها توجيهات وأوامر مولانا وقائدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – وليست أوامر من داخل قصور أو من داخل مجالس المخابئ والكهوف..

لقد كان ذلك الخطاب العظيم وخطبة الوداع في يوم عظيم يوم عرفةوفي أكبر مؤتمر إسلامي عالمي حضره أكثر من 100 ألف من حجاج بيت الله الحرام.تسابقوا على مناسك الحج وحضور خطبة الوداع، بعقولهم وأعمالهم الصالحة، والتزامهم بذلك التوجيه بعد انتهاء موسم الحج، وترسخ في وجدانهم ولم ينتهي مفعوله بمجرد الخروج من مكة كما هو حال بعض أبناء الإسلام في هذا الزمن. تجده ينسى معاني الحج والعمرة بعد تحلله من ثياب الإحرام..

إننا نقول أين أولئك الذين يرفعون شعارات الموت والدمار لأعداء الإسلام بينما يقتلون إخوانهم في الإسلام بسبب الخلاف معهم..ألم يقل نبينا الكريم بأمر رباني : إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم.. إلخ.. الحديث..
فكيف يستحلون الدماء وينتهكون الأعراض وينهبون الأموال بحجج ما أنزل الله بها من سلطان..؟
كما إن تلك الخطبة ،هي رسالة للحكام وحكومات العرب والإسلام في كل مكان، أين هم من الدماء التي تسفك والأعراض التي تنتهك والأموال العامة التي يتم العبث بها في بعض البلدان الفاشلة مثل اليمن السعيد، باسم حماية الشعوب والمصالح الوطنية العلياء للدولة وباسم القانون والدستور الذي أكلته الديدان وعبثت بصفحاته الأتربة والأوساخ بعد أن رموه خلف ظهورهم ولا يتذكرونه إلا حينما تأتي الانتخابات ويكون المرجعية لهم لتقاسم السلطة، بينما الكثير من الشعوب المسلمة، وأولها الشعب اليمني والشعب الجنوبي ، يبحثون عن أبسط الحقوق والعيش الكريم والخروج بأمن وأمان من دائرة الصراع المزمن ،الذي لم ينته منذ عقود طويلة.
فلا ثورات ستينات القرن الماضي نجحت وقطف ثمارها الشعب، ولا انتفاضة الربيع العربي حققت آمال الشباب وتطلعاتهم المشروعة، ولا ثورة التحرر وجدت من يدعم أهدافها ويحولها إلى واقع يحقق طموحات التواقين للحرية والاستقلال والبناء والاستقرار..كل شيء يسير للوراء كأننا نهرول من رأس جبل ولا نفكر إلى أين سنصل..

فهل ان الأوان أن يعي هؤلاء ونعي معهم الجميع، معاني حفظ الأنفس والأعراض والأموال وتحقيق العدل والسلام والاستقرار..والاتجاه للحوار لحل الخلافات الأخرى.
ويتذكروا معاني خطبة سيد الأنام نبينا محمد ،عليه أفضل الصلاة والسلام ،وهو يودع الأمة العربية والإسلامية، بعد انتصار رسالة التوحيد والإسلام، ويصدر من مكة قرار العفو الشامل والتسامح مع من أرادوا قتله وشردوه وشردوا أهله ومنعوه من الحج والعمرة وكفروا برسالته..قائلاًّ لهم ثلاث كلمات لاغير ، وبكل عزة وشموخ المنتصر والفاتح العظيم المتواضع مع ربه..قال لهم..
اذهبوا فانتم الطلقاء،،أي اخرجوا من بيوتكم ومارستم حياتكم وتجارتكم وأعمالكم بأمن وأمان فأنتم احرار في ظل شريعة الإسلام السمحاء. ..
فهل أدركنا معاني تلك الكلمات…؟ أو سيظل البعض يمارس ماهو خلاف شريعة سيد الأنام ويتظاهر بمحبة النبي الكريم ويعمل بخلاف منهجه العظيم..
أو يستمر البعض بحمل الحقد والكراهية لإخوانه بمجرد خلاف سياسي معهم أو بمجرد تباين على مصطلحات ومسميات يمكن تسويتها بالعقل والحوار لتسود المحبة في ربوع الوطن الجريح وتتحقق مقاصد الشريعة..

وكل عام وأنتم بألف خير..
والله من وراء القصد.