fbpx
طريق باتيس رصد بين الألم والأمل..!

في عام 89م وقع المهندس حيدر العطاس على طريق باتيس رصد بتمويل من الأصدقاء الروس أنذاك، وسط ترحيب كبير من أبناء يافع باعتبار هذا الطريق يربط يافع الحيد بالساحل، ويكون شريان الحياة للمواطنين يسهل تنقلهم بين الريف والمدن بكل سهولة ويسر وخاصة العاصمة عدن، ولكن كل الوعود والإتفاقيات ذهبت أدراج الرياح.

 

ظل الأمل قائما عند أبناء يافع في انجاز وانجاح هذه المهمة، حتى جاء عام 92م ليعلن وزير الإعلام في حكومة العطاس بعد الوحدة مباشرة ويعيد معه الأمل المفقود، ولكن هذا الوعد تبخر سريعا كغيره ولم يعد أحد يلتفت له، وبعد حرب صيف 94م عاد الحديث حول طريق باتيس رصد، حيث صرح السلطان فضل محمد بن عيدروس حين كان وزيرا للمغتربين البدء في العمل بدعم من إيطاليا! وكعادة المواطن البسيط يصدق مثل هذه الوعود وخاصة وهذه المرة جاءت من شخصية إعتبارية يألفها أبناء يافع وهو إبن آخر سلاطين يافع السلطان محمد عيدروس يرحمه الله، ولكن الحظ العاثر يلاحق هذا المشروع المحير حيث توقف العمل وصار من عالم النسيان.

 

ومع دخول عام 2000م وضع الرئيس هادي عندما كان نائبا للرئيس حجر الأساس لتدشين المشروع مجددا والإسراع في إنجازه، وبدعم من رجال أعمال من يافع وبتمويل حكومي، ولكن تبين إنها كانت مجرد وعود أو إغراءات إنتخابية كان يستخدمها عفاش ونظامه لكسب أصوات الناخبين من أبناء هذه المناطق التي يمر عبرها الطريق، ومع بداية عام 2002م وضع الرئيس المخلوع حجرة الأساس مجددا وأمر بسرعة تنفيذه، ولكن كان وعد عرقوب الكاذب، حتى وصل الإنسان اليافعي إلى مرحلة اليأس ولم يعد يصدق أي حديث أو تصريحات من هذا القبيل.

 

مرت الأيام وتناسى الجميع هذا الحلم الكبير، واعتمد الإنسان اليافعي على نفسه وإمكانياته وبدأوا بشق الطرقات بين محافظة أبين ولحج وربطها بيافع، وسارت الأمور على ما يرام حتى كان عام 2012م ليعود معه مشروع باتيس رصد مجددا وهذه المرة بتمويل من دولة قطر الشقيقة، وفعلا بدأ العمل بخطى متسارعة وقطعوا شوطا كبيرا، ولكن وبدون سابق إنذار توقف العمل وضاع الجهد وتعطلت الطريق بفعل الأمطار الجارفة وتم إهمال المعدات ووسائل الحفر والرصف، وضاعت فلوسك يا صابر، وما زال متوقف إلى هذه اللحظة.
وهنا يتسائل الكثير من أبناء يافع والجنوب بشكل عام ما هو السر الخفي الذي يقف خلف هذا المشروع ؟!
مرت حوالي 27عاما منذ أعلن عنه المهندس العطاس ولم تستطيع أي حكومة من إنجاحه! في الوقت الذي كانت تصل المشاريع الكبرى لكل مناطق اليمن الوعرة والصعبة والأكثر ارتفاعا وبعدا عن العواصم الرئيسية، هنا لا أستبعد عن وجود فيتو حكومي من المتنفذين في البلاد بمنع ربط يافع بالساحل، لأسباب قد لا يدع المجال لذكرها في الوقت الحاضر، ولكن نتركها للزمن فهو كفيل بإظهار الحقيقة كاملة.

 

واليوم تطالعنا الصحافة بعودة مشروع باتيس رصد إلى الواجهة من جديد، حيث طرح أحد رجال الأعمال الأستاذ عادل السنيدي فكرة تفعيل المشروع وإعادة العمل والأمل مجددا، وبدعم وجهود رجال الأعمال من يافع وغيرها، نحن منتظرين ومراقبين لهذا التطور الجديد، فهل فشلت روسيا وإيطاليا وقطر والحكومات المتعاقبة وينجح فيها رجال الأعمال من أبناء يافع؟؟!!
إن غدا لناظره قريب.