fbpx
لنضيء قنادي عدن

النور هام جدا في حياتنا في تنشئتنا , في تكوين شخصية المستقبل ,فالنور هو الصفاء ويعني الحب والتسامح والاستقرار , بل معبر للانفتاح والتطور والنهوض ,هو انطلاق إلى فضاء العصر الجديد , يقال نور الله وجهك دعوة حميدة , يرتبط النور بالملاك والطهارة , العلم نور يضئ طريق المستقبل , والجهل ظلام يجرك للتخلف ,والظلام هو السواد القاتم سواد الحياة والعيشة , يستثمره قوى العنف و اللصوص والعصابات ودعاة الرذيلة ليمارسون هويتهم وينجسون الوطن بقذارتهم .

منذ أن تفتحت أبصاري وأدركت ما يدور حولي في مدينتي ومسقط راسي عدن لم أرها غير مضيئة , و تسري فيك السعادة والبهجة وأنت تنظر لقناديل عدن المضيئة كحبات اللؤلؤ والمرجان تترابط خيوط أنوارها معا مشكلة منظر بديع يسر الناظرين ويسعد الزائرين هذه هي عدن التي عرفت النور والإضاءة قبل أن تعرفه دول الجوار كل احتفالاتنا الوطنية والشعبية في عدن بإضاءة قناديل الفرح والبهجة في كل شوارع عدن أتذكر ذلك اليوم المحفور في ذاكرتي منذ الصغر ورجل الخير احمد مرشد المعروف في منطقة المعلى الذي أضاء جبل شمسان بكشافات ضخمه أبان يوم الاستقلال العظيم في 30 من نوفمبر فرحه وابتهاج برحيل المستعمر الغاشم .

عدن كانت لا تعرف الظلام مضاءة بنور الله نهارا وبنور الكهرباء ليلا يحز في النفس عندما تراها مظلمة كمدينة أشباح عدن هذه المدينة العريقة التي يعتز بها كل من عاش ونما فيها كل من درس في مدارسها وشرب لبن الصباح الذي كان وجبه ملزمة في الطابور الصباحي بالزي الموحد “كاكي وابيض” واستلم كراسات وكتب وأقلام وصلصال وتلوين وكل أداوت التعليم بالمجان من أدارة المدرسة , دون أن تدفع فلس , المدرسة التي تعمق فيك حب الوطن والنظام والقانون وحرية التفكير والتعبير ,يعرف عدن كل من صام رمضان وفطر على صوت مدفعها وتسحر على طبلة المسحراتي الذي كان يجوب الشوارع للتذكير بالسحور كل من شارك في زيارة الهاشمي والعيد روس وأبو الوادي والشيخ إسحاق و لعب بمراجيح هذه الزيارات واستمتع بالخدع الحاوي في خيم هذه الزيارات عدن التي كانت تضحك وتبتسم , وفيها المسارح ودور السينما , والسيرك الفرق المتجولة التي تأتي من الشرق والغرب كنا نسميها (شركس ) ,كل من تجول في البجيشه واستمتع بضلال أشجارها وروائح أزهارها , عدن تاريخ وارث حضاري إيقونة التنوع الفكري والعرقي والعقائدي تعايش فيها الناس وتقبلوا بعض فانتعشت ونهضت وكانت مضيئة نورا ونور كهرباء وعقول دوما كل هذا انتهى وتلاشى في غمضة عين الضحك صار نادراً والتعليم صار مكلفا والزيارات حرام أي أن عدن ظلاما في ظلام وكهربائها تعبت وشاخت لأنها نفس تلك الكهرباء التي عرفناها في شبابنا لا جديد لم تلد المؤسسة شي يحل محل القديم لان الفساد كان لها بالمرصاد استلمها وهي تشع نور وأنوار ومصانع وكهرباء ومطار واليمداء والمملاح وشركة التجارة وجعلوها خراب ودمار صاروا أغنياء عمروا قصورهم وفنادقهم من عدن عرفوا الجديد والرقي والرخاء نهبوها وهي حاضنتهم دمروها وهي من استقبلتهم ها هي عدن تأن وتتألم خدماتها تنهار وتتدهور.

عدن أبيه وصعبة المنال وعصية على المتآمرين واللصوص عدن ستعود عدن بأذن الله بفضل رجالها الأوفياء وبفضل القيادة السياسية التي جعلت عدن خصوصية لتعود عدن مركزا تجاريا وميناء حر ومركز تنويري وثقافي لكل الوطن بأذن الله عدن ستستعيد مجدها وستجدد شبابها وستكشف وتحاكم كل اللصوص وناكري الجميل ممن يستمتعون بظلامها وظلمتها سيأتي من يضيء جبل شمسان كما أضاءه الحاج احمد مرشد يوم استقلالها سيأتون أبنائها من كل حدب وصوب لبناء عدن والمساهمة في استعادة روحها القديمة بحلتها الجديدة وستضيء كهرباء عدن الوطن بإذن الله بعد أن نطرد الفساد والمفسدين
إلى كل يمني غيور وعدني محب لوطنه عدن تستدعيكم وتمد لكم أيديها لتنهضوها من مستنقع الفساد والدمار والانهيار فلا تتوانون ولا تتأخروا