fbpx
منفذ الوديعة الحدودي.. منفذ جنوبي حيوي.. !

أصبح موضوع منفذ الوديعة الحدودي موضوع الساعة علی خلفية معاناة المسافرين التي لا تطاق وخاصة خلال الحرب الأخيرة حيث ظل المنفذ الأهم للنازحين والمسافرين واخرهم الحجاج .

 

سأحاول في السطور التالية تناول بعض أهم المعلومات المتوفرة لدي عن هذا المنفذ الميناء البري الاستراتيجي الهام .
وبعيدا عن الخوض في التفاصيل التاريخية سنكتفي بالإشارة الی انه ومنذ حرب 1994م قسمت مساحة الجمهورية اليمنية الی خمس مناطق عسكرية، حيث تم اعتبار حضرموت والمهرة المنطقة العسكرية الشرقية التي تولی قيادتها اللواء محمد إسماعيل ثم خلفه اللواء محمد علي محسن حتى عام 2011م .
وبعد إعادة هيكلة القوات المسلحة عام 2012 -2013 تم تقسيم حضرموت الی منطقتين عسكريتين علی أساس تقسيم حضرموت الساحل وحضرموت الداخل تقريبا ، وسميتا المنطقة العسكرية الاولی ومقرها سيئون (حضرموت الوادي أو الداخل) التي أوكلت الی اللواء محمد الصوملي ومن ثم القائد الحالي اللواء عبدالرحمن الحليلي، فيما تولى اللواء محسن ناصر قاسم مسؤولية قيادة المنطقة العسكرية الثانية ومقرها المكلا ، وحاليا يقودها اللواء فرج سالمين البحسني.
ووفقا لمعاهدة أو صفقة جدة الحدودية بين السعودية واليمن المبرمة عام 2000م أصبحت الوديعة جزء من الأراضي السعودية، وأصبح المنفذ الحدودي بين حضرموت وشرورة يسمی منفذ الوديعة من الجهتين الجنوبية والسعودية ويفصل بينهما حوالي 5 كم .

أقرب منطقة جنوبية للمنفذ هي العبر وتبعد عنه حوالي 100 كم تقريبا ، فيما يبعد المنفذ عن شرورة حوالي 50 كم ، علما بأن السعودية قد أقامت منطقة سكنية وخدمية وعسكرية وامنية متكاملة في الوديعة نفسها .
كان المنفذ الذي يتبع مديرية العبر إداريا يخضع لإدارة قوات يمنية مختلطة من المنطقة العسكرية الاولی( الحليلي) والأمن المركزي والقومي والاستخبارات العسكرية ويتم توريد ايراداته الضخمة المقدرة بمليارات الريالات الی صنعاء .
وفي شهر يونيو 2015م وصلت قوات يقودها العميد هاشم الأحمر للسيطرة الكاملة والمطلقة علی هذا المنفذ الاستراتيجي الهام وتم تبرير ذلك علی انه لحرمان قوات الحوثي وصالح من السيطرة علی هذا المنفذ من ناحية والقاعدة من ناحية أخرى .
ليست لدى معلومات مؤكدة عن إيرادات هذا المنفذ الحيوي لكن المرجح انها ظلت تصل الی صنعاء كما كانت في السنوات الماضية .
في ضوء ما تقدم وما يثار حول هذا الموقع الاستراتيجي الهام وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية ينبغي أن تتولى محافظة حضرموت والجهات المعنية في الشرعية اتخاذ قرارات مدروسة لادارة هذه المنفذ الحيوي الهام واستثماره بما يخدم مصالح حضرموت والجنوب أولا ويقدم خدمة إنسانية لائقة للمسافرين .