fbpx
إستعادة مدنية عدن مرهون في اعادة تشغيل المصانع و تأهيل الشباب!

من الخطاء إلى درجة العيب و القصور في الفهم أن نفكر في حلول المعضلات و المشاكل التي تواجهنا في عدن بعين  القبيلة و بمفهوم القرية ذات الفرع الواحد، التي يكاد فيها أن يعرف كل شخص أصل و فصل الأخر…
فالحبيبة عدن مدينة لها تأريخ عريق و كأنت و لازالت محل جاذبية و إغراء لمختلف الأعراق و الجنسيات و الطائفات، التي زارتها، و التي كأن منها أقوام استطابت العيش الدائم فيها، لتتعاقب أجيالها فأصبحت تشكل حجر أساس و جزء لا يتجزأ من بنيان النسيح العدني المميز!
هذه المميزات و أكثر تفرض علينا جميعاً إحترام خصوصية و نمط الحياة و التعائش فيها..
فإذا كانت الحبيبة عدن حقا حية في وجداننا و ضميرنا و قلوبنا فلا يكفي التصريح بذلك و التباهي به..
و لا يكفي أن نضع صور جبالها و بحرها و عماراتها و آثارها كخلفيات تزين صفحاتنا الإلكترونية…
بل المطلوب أكثر من ذلك بكثير و إثبات ذلك في سلوكنا نحوها و نحو أهلها الذين هم أصل المدنيية و إن حاول البعض جاهدا ليثبت غير ذلك، على طريقة حب الحبيب القاتل الذي يخنق بالعناق!
علينا ان نتفهم أن عدن غير مطالبة لكي تتغيير لأجلنا و حسب مواصفاتنا،  بل نحن من يجب أن يتغير في سلوكه و يبرمج عقليته، إن أراد فعلا الإندماج ليكون فرداً إيجابياً ضمن مجتمعها و ليستحق بعدها التفاخر بأنه فردا ينتمي إليها..و إنه محباً و مخلصاً و عاشقا لها!
و في هذا السياق، و مباشرة بعد عودته من الرياض، ذكر  محافظ عدن  نقطة مهمة بل و ضرورية إن كنا فعلاً جادين لتستعيد عدن حيويتها و يستعيد أبناؤها أمجادهم و ثقافتهم و تفوقهم العلمي الفطري و حسن إدارتهم و تمييزهم بحسن السلوك بعيداً عن الفساد..
فمن ينكر كيف كان كادر عدن، الطيار و الطبيب و المهندس  في جميع مجالات الهندسة و حتى الإداري و المحاسب مرغوب و بشدة في دول  الخليج بل و في العالم لكفاءته و أيضاً و هذا الأهم بسبب حسن اخﻻقه..
فحقيقة أنه بالإمكان تعليم الشخص العمل و لكن لا يمكن أن تجد الكثير ممن تثق بأخلاقهم!
النقطة المهمة التي ذكرها المحافظ هي أن هناك توجه في إستعادة تشغيل مصانع عدن التي أهملت عن سبق إصرار و تعمد من قبل نظام عفاش البائد الشديد الفساد..
و لماذا هذه النقطة ملحة و صمام امأن المدنيية و التحضر؟!
لأنه بوجود المصانع سيتم إنتشال الشباب العدني من ورديات التناوب في مجالس القات و الضياع و إهدار الوقت..
فساعات العمل في المصانع ستشغل الشباب و تسحبهم من تجمعاتهم الغير مفيدة، حين يتم إستيعابهم في تلك المصانع بعد تأهيلهم في دورات قصيرة…
و لأن الجهد الذي يتطلبه العمل في المصانع سيعطي للوقت قيمة و تلقائياً سيحتاج الشباب للراحة و النوم عند العودة الى المنازل بعد يوم عمل شاق..
الإنشغال في ورديات العمل في المصانع تلقائيا سيعطي الشباب روح و أمل في مستقبل واعد بالخير
و سيكسبهم نمط حياة جديدة تجنبهم السقوط في بدائل الضياع و الإحباط و فقدان الأمل…
حقاً ادعو الله ان يعطى الإهتمام بتأهيل المصانع اولوية قصوى الى جانب الإهتمام بالتعليم و العمل على إستئصال الظواهر الدخيلة على مدارسنا و إعادة غرس القييم و الأخلاق النجيبة و لذلك وقفة أخرى تستحق الإهتمام!
الله يوفق كل رجل ينشد الخير و يجتهد في طريق إعادة إعمار عدن أرض و إنسان!

نبيل محمد العمودي