fbpx
أمثال شعبية..تحاكي السلطة الشرعية !!

د.علي صالح الخلاقي:
من الأمثال الشعبية التي تنطبق تمام الانطباق على السلطة الشرعية القابعة في فنادق الرياض، بعيداً عن الأهل والأرض والمعارك والمشاكل والانقطاعات الكهربائية، المثل القائل (البُعْد دَحَّان) أي أن البعيد عن موقع الحدث لا يؤثر في مجريات الأمور، وهي كذلك بعيدة كل البعد، ليس فقط برموزها ولكن باهتمامها الذي لا نلمس له اثراً على الأرض، ويبدو أنها استحسنت الإقامة هناك، ولا تريد نهاية سريعة للأحداث حتى لا تنتهي إقامتها هناك فتكون مجبرة لا مخيرة على العودة فتتحرحر بالحرارة – على قول عادل إمام- وهي لا تريد إلا أن تتبربر بالبرودة.
وهناك مثل آخر يقول (صَوْبْ البُعد فَاتِر) أو (ضرب البُعد فاتر) والمقصود أن إصابة الهدف من مسافة بعيدة تكون ضعيفة (فاترة). ويضرب في الحث على النظر في الأمور عن قرب. وأظن أنه ينطبق على المذكورة أعلاه فأي جهود ستبذلها من مسافات بعيدة دونها الفيافي والقفار لا يمكن لها أن تؤتي أية ثمار.. واعتقد أن كل شخص في السلطة الشرعية يردد في نفسه القول الشعبي (أنَا مِنْ حَرَّهَا بَعِيْد) والضمير يعود على المشاكل, والمقصود إن لا صلة لهم بها وكأنهم غير معنيون بما يدور من أمور وما تعانيه المناطق المحررة من قصور.
وحتى لو أبدوا حسن نواياهم في أحاديثهم العابرة عبر الفضائيات فأنها لا تقدم ولا تؤخر وينطبق عليها المثل القائل (بعيد المُناولْ من أيدْ المِنْتَوِلْ).. أو كما يقول مثل آخر(بعيد بُعْد السَّماء) ويستشهد به لاستبعاد وقوع أمر أو لصعوبة حصوله. أو كما يقول المثل الشعبي (بَعِيْد وَا ذِيْ غارتك من نَعُوْمْ) ..ونعوم: قرية في مكتب السعدي-يافع في الطرف الآخر من حدوده مع مكتبي اليزيدي والكلدي وكان من يغير منها أثناء الحروب القبلية يأتي متأخراً. ويضرب المثل فيمن يأتي بعد فوات الأوان.
ولهذا فأن السلطة الشرعية تظل بالنسبة لنا كما يقول المثل الشعبي (لَهَبِةْ ليْل تبيِّن قريبه وهي بعيده) ويضرب المثل للشيء الذي يبدو قريباً لكن المسافة إليه طويلة، وهذا هو حالنا مع حكومتنا أو سلطتنا الشرعية، التي تركت أهلها وناسها في المناطق المحررة يواجهون مصيرهم بعيداً عنها وهذا يتناقض مع المثل الشعبي القائل(ما حَدْ بِيْخَلّي نفسه طارف).. يخلي: يجعل. أي لا يقبل أحد لنفسه أن يكون بعيداً عن قومة أو عرضة للخطر..إلا تلك السلطة الشرعية في الفنادق (الرياضية).
وختاماً نذكر بالمثل الشعبي القائل (العيد مُوَدِّي كل بعيد) أو قولهم(العِيْدْ يوَدِّيْ كُلْ غَايب) يودي: يعيد أو يوصل. والمعنى أن العيد مناسبة تعيد الغائب إلى أهله ليجتمع الشمل وتكتمل الفرحة.. فهل سيكون عيد الأضحى المبارك هذا العام آخر عيد وشرعيتنا عنا بَعِيْد؟!!
****************
الأمثال بتصرف من كتابي (الشائع من أمثال يافع) الطبعة الثالثة.