لحج لم تعد لحج من ينقذها !!

ياسر اليافعي

لحج الحسيني ، لحج القمندان ، لحج الخضراء ، كانت مسميات وأوصاف توصف بها هذه المحافظة الرائعة التي تتمتع بتنوع جغرافي وسكاني قد لا يوجد في محافظة أخرى، اليوم محافظة لحج لم تعد بتلك الاوصاف بفضل الفساد والإهمال الشديد الذي تعاني منه طوال عشرون عاماً ، لقد دمُرت هذه المحافظة بشكل لا يمكن تصوره ..

كنت في زيارة الى عاصمة المحافظة قبل ايام لاستخلاص بعض المعاملات في الدوائر الرسمية هناك انذهلت من هول ما شهدته من تردي الخدمات والمعاملات في المرافق الحكومية ، وابدءا من مصلحة الاحوال الشخصية حيث كُنت هناك من ايام لاستخراج بطاقة شخصية ” بدل فاقد ” لقد هالني ما رأيته منذ بداية وصولي الى مبنى مصلحة الاحوال الشخصية مبنى عتيق وقديم جداً ، ممرات لا يتجاوز عرضها نص متر يختلط فيها الرجال والنساء وحر شديد جداً ، وغرف مكتظة بالمراجعين ، وأجهزة كمبيوتر عتيقة ، وموظفين او بالأحرى سماسرة كلاً يبحث عن زبون يطلع منه حلق القات !!   بداية المعاناة تبدءا بشراء ملف عادي لا يتجاوز قيمته 50 ريال يباع للمواطن هناك با 500 ريال ، فحص فصيلة الدم في الهواء الطلق وعدم توفر الحد الادنى من المتطلبات الصحية ، وبعد انتهاء المعاملة طلوع ونزول من مكتب الى آخر  تُخير بين استخراج البطاقة بشكل مستعجل وتدفع زيادة 2000 ريال او تنتظر اسبوع حتى تحصل عليها بشكل عادي

مكتب التربية والتعليم حكاية مأساة اخرى من مآآسي محافظة لحج أوصلني القدر الى مبنى يقال انه مبنى التربية والتعليم في مدينة الحوطة مبنى يفتقر الى ابسط المقومات عشرات الالاف من وثائق الطلاب مرمية بشكل مهين في غرف لا تتوفر فيها وسائل السلامة ولا سائل حفظ الوثائق المهمة ،غرف صغيرة وغير مرتبة وعتيقة لا تصلح أعزكم الله حتى ” للبهائم ” موظفون يائسون من الحياة يعاملون المواطن باستهتار ولا مبالاة ، غرفة صغيره لا تتجاوز نص متر فيها شاب ومعه ختم شغله فقط يختم الاوراق ، وبعد ان تنتهي من مكتب التربية في حوطة لحج ستذهب اجباراً الى مكتب مدير مكتب التربية بالمحافظة في منطقة صبر حتى يعمد لك الوثائق وهذه معاناة اخرى حيث وصلنا مجموعة من المراجعين بعد ” المرمطة ” في الحوطة   ذهبنا الى  مدينة صبر وعند وصولنا الى هناك ونحن منهكين بسبب الحر الشديد وزحمة المواصلات كانت الساعة 12 ظهراً  قالوا ( المدير ) روح البيت والختم معه تعالوا غداً !!

نتمنى للأخ والزميل هشام السقاف الذي تم تعيينه مؤخراً مدير لمكتب التربية في المحافظة ان يحدث تغيير فعلي في مكتب التربية بالمحافظة سواء في البنيه التحتية او الالتزام بالدوام وتحسين مخرجات التعليم

يكفي تعب ومرمطة لمواطني لحج الفقراء المساكين الطيبين ، يكفي الاستهتار  بالمواطن وتعذيبه وكأنهم يزيدونه على فقره معاناة وبؤس على قول المثل ”  فوق الي به زده “

لا يتقصر الحال على هذه المرافق هناك ما اهو ادهى وأمر من الخدمة المدنية الى المرور الى الشرطة وغيرها من المصالح التي ترتبط مباشرة بالمواطن .

ان  وضع عاصمة المحافظة مزري على كافة الاصعدة والمواطن يدفع الثمن، اين المحافظ مما يجري فيها هل يقوم بزيارات الى هذه المرافق والإطلاع على ما يحدث  فيها من فساد ومخالفات وعدم توفر بنى تحتيه لخدمة المواطنين ، ام انه فقط يتجول بسيارته آخر موديل ويستعرض حراسته ومرافقيه المسلحين في شوارع الحوطة ومصدق انه محافظ لكن للأسف  بدون محافظة !!

واخيراً أتمنى ان يصحا ضمير المسئولين في لحج من المحافظ الى الامين العام للمجلس المحلي الى اصغر مسئول ويجعلوا المواطن وخدمته اولاً …  انقذوا لحج وأعيدوا لها مكانتها فأنتم ابنائها ولا تنتظروا احد يصلحها من خارجها .