fbpx
ذكرى عيد الجيش الجنوبي والحاجة لإعادة بنائه

د.علي صالح الخلاقي:
اليوم ..الأول من سبتمبر 2016م تصادف الذكرى 45 لعيد الجيش الجنوبي..ويتجدد الاحتفاء بهذه المناسبة الخالدة التي ارتبطت في وعي وذاكرة جيلنا باليوم الوطني للقوات المسلحة الجنوبية التي نستحضر تاريخها المجيد ونستمد منه العزم والثبات لمواصلة نضالنا كتفاً لكتف مع كل القوى الحية حتى انتصار قضية شعبنا الجنوبي وتحقيق حريته واستقلاله وإعادة بناء جيشه الوطني بآفاق جديدة تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات التي تشهدها منطقتنا وبالتعاون مع الأشقاء الذين وقفوا معنا في وقت المحنة ولا نملك إلا أن نبادلهم الوفاء بالوفاء، وهو ما أثبتته الأحداث الأخيرة..
لقد عمل نظام المخلوع صالح منذ حرب اجتياح الجنوب عام 1994م التي قضت على الوحدة وحولتها إلى احتلال، عمل بشكل حثيث وسعى جاهداً للقضاء على هوية شعبنا الجنوبي وتدمير ونهب مؤسساته التي بناها طوال السنوات التي أعقبت الاستقلال الوطني، وقبل كل شيء تدمير وتفكيك مؤسسته العسكرية والأمنية، من خلال الاغتيالات لرموزها القيادية وتسريح القادة والضباط وإحالتهم قسرياٌ إلى التقاعد، حتى تحول معظم أفراد وضباط الجيش الجنوبي إلى ما عُرف بحزب (خليك بالبيت) وظن نظام الاحتلال أنه بذلك قد قضى على إرادة شعبنا وتوقه لحريته واستقلاله، لكنه فوجئ بانبعاث هذه الإرادة الحية حينما ظهرت إلى العلن جمعية المتقاعدين العسكريين والأمنيين في عدن بتاريخ 3/6/2006م ، وعلى إثرها تأسست الكثير من جمعيات المتقاعدين في عموم محافظات الجنوب وكان لهذه الجمعيات الدور البارز في ظهور الحراك السلمي الجنوبي ، فكان المتقاعدون من ضباطنا وجنودنا الأشاوس أول من كسر حاجز الخوف وتصدروا الصفوف الأمامية عند إقامة أول مهرجان حاشد في ساحة العروض(ساحة الحرية) بخورمكسر يوم 7/7/2007م وفتحت بذلك الطريق واسعاً أمام النضال الوطني السلمي الجنوبي الذي أعلن عن ولادته في ذلك اليوم ليجمع تحت مظلته كافة مكونات الجنوب الشعبية.
وفي العام الماضي 2015م كرر المخلوع وحلفاؤه الحوثيون احتلالهم للجنوب وألحقوا به الدمار والخراب فتحول شعبنا بشبابه ورجاله وفي مقدمتهم أبطال قواتنا المسلحة إلى مقاومة جنوبية تصدت للغزاة الجدد- القدامى ببطولاتها الأسطورية التي أذهلت العالم، ونصر الله الحق وأهله حينما وقف معنا الأشقاء في الوقت المناسب وفي اللحظات الفاصلة، ولا يسعنا هنا إلا أن نثمن ونحيي ذلك الموقف التاريخي والحاسم والحازم للأشقاء في دول التحالف العربي وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية والأمارات العربية المتحدة الذي جاء من خلال (عاصفة الحزم) التي عصفت بمليشيات الحوثي وقوات المخلوع، التي كادت أن تلتهم الشمال والجنوب وتهدد بأجندتها المشبوهة المرتبطة بنظام ولاية الفقيه في إيران النسيج الاجتماعي والديني لبلادنا، بل وتهدد الأمن والسلام في الجزيرة العربية بكاملها.
وقد بينت الأحداث من هم الأصدقاء ومن هم الأعداء، وأفرزت واقعاً جديداً لصالح انتصار قضية شعبنا الجنوبي لانتزاع دولته وهويته من براثن تحالف الاستبداد القبلي-الطائفي أو (المركز المقدس) لورثة الإمامة ولصالح الأمن والاستقرار في المنطقة بعد القضاء على ما تبقى من هذا الوباء السرطاني الخطير واستئصال شأفته لتجنب شرره نهائيا.
وفي هذه المناسبة العزيزة تتضح الحاجة الماسة لبناء قوات مسلحة جنوبية بدعم من الأشقاء في دول التحالف الذين امتزجت دماء شهداءنا وشهدائهم في تراب أرضنا أثناء مواجهة الخطر الحوثي بأجندته الخارجية، وندعوهم للاهتمام بالعمل المؤسسي في بناء قوات مسلحة وطنية جنوبية تستوعب شباب المقاومة وتدريبهم وإعدادهم ليكونوا نواة الجيش الجديد وفتح المجال لعودة كل من يستطيع مواصلة العمل من ضباط وأفراد الجيش والأمن ممن همشهم المخلوع وأبعدهم قسراً عن الخدمة فهؤلاء مع شباب المقاومة هم أمل الجنوب الجديد الذي لن يكون بعد اليوم إلاَّ ملكاً لكل ابنائه وجزءاً متجانساً ومتناغماً مع محيطه العربي، وهم من يركن عليهم في حماية الانتصارات المحققة، وفي تأمين وحماية مستقبل بلادنا والوقوف مع الأشقاء في خندق واحد لحماية الأمن القومي العربي من أية مخاطر وعلى الأشقاء في التحالف العربي الاطمئنان إلى هذه القوة الفاعلة التي أثبتت في أحلك الظروف أنها سنداً للأشقاء مثلما كانوا سنداً لشعبنا.
وختاماً يتوجب على كل القيادات العسكرية والأمنية وقادة المقاومة الجنوبية، وفاء لتضحيات الشهداء ومعاناة الجرحى والأسرى، ان يكونوا على مستوى المسئولية التاريخية وأن يضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وأن يلتقوا ويتوافقوا في توحيد الرؤى والجهود المخلصة لإدارة البلاد وإعادة الإعمار وبناء مؤسساتنا العسكرية والأمنية وكافة مؤسسات الدولة الأخرى على أساس مؤسسي ووطني لما لذلك من اهمية استراتيجية في ترسيخ الانتصار المحقق والنجاح تنفيذ المهام العسكرية والأمنية لحماية الوطن وحفظ أمنه الداخلي والمساهمة مع الأشقاء في حماية الأمن والسلام في منطقتنا.
المجد والخلود للشهداء والشفاء للجرحى .. وتحية لجيشنا الجنوبي في ذكرى عيده الخامس والأربعين..والنصر لقضية شعبنا الجنوبي..
عدن
1 سبتمبر2016م