fbpx
الأخبار قلق أم ثقافة؟ الأخبار السيئة تؤثر سلبا على كيميائية عمل الدماغ
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعة خاصة:

مشاهدة الأخبار السيئة بشكل دائم ومستمر تؤثر سلبا على كيميائية عمل الدماغ، كما قالت لوريتا جي برينج، وتحث لوريتا على التوقف أو التقليل من مطالعة الأخبار اليومية الداخلية أو الخارجية، فالدمار والقتل حول العالم يزداد سوءا يوما بعد يوم، مما يسبب للشخص حالة من القلق العميق والتشتت الذهني.

فلا ننكر أن مثل هذه الأخبار قد تبعث في النفس الإحباط وفقدان الأمل، فهي تؤثر على الذهن بشكل سلبي وبالتالي على السلوك الإنساني.

الأرقام تزيد مساحة الذاكرة

ومن خلال موقع Psychology Today شرحت لوريتا، كيف تعمل هذه الكيميائية في الدماغ:


المادة الأولى
يطلق الدماغ البشري مادة الدوبامين وهي مادة كيميائية تتفاعل في الدماغ لتؤثر على كثير من الأحاسيس والسلوكيات بما في ذلك الانتباه، والتوجيه أو تحريك الجسم.

يؤدي الدوبامين دورا رئيسيا في الإحساس بالسعادة والمتعة، كما أن مستويات الدوبامين في الدماغ عالية في مراحل الطفولة الأولى وتنخفض بمرور الزمن وتقدم العمر.

وأشارت أيضا إلى أن زيادة أو نقصان مادة الدوبامين تتسبب في كثير من الأمراض البدنية أو العقلية، واختلال المادة يؤدي إلى الإصابة بأمراض عدة مثل:

فصام (الشيزوفرينيا)، قصور الانتباه، متلازمة توريت، وانعدام التلذذ، وكذلك عدم القدرة على الإحساس بالمتعة عند مزاولة نشاطات عادة ما تكون ممتعة عند الضحك أو غيرها.

يربط الدوبامين شبكة من الخلايا العصبية التي تجعل الشخص يتوقع مشاعر جيدة أكثر عند تكرار سلوك ما، وهذه المادة تساعد الشخص في البحث عن معلومات ذات صلة باحتياجاته ووسيلة تلبيتها.

المادة الثانية
هي مادة الأوكسيتوسين وتعني “الولادة السريعة”، وهذه المادة تفرز هرمونا بشكل جزئي من العصبونات جانب البطين، وينقل إلى الجزء الخلفي من الغدة النخامية عن طريق العصبونات، ويخزن هذا الهرمون في الفص الخلفي للغدة النخامية ويستخدمه الجسم عند حاجته، ويخلق الأوكسيتوسين الشعور بالأمان لدى الشخص في حضور من يثق بهم، فيسعى الدماغ خلف الأمن في عالم من التهديدات المحتملة.

والأخبار المتداولة هي تدفق مستمر من التحذيرات قد لا تساعدك في استعراض ما يهدد حياتك الخاصة، فهي مخصصة لجذب جمهور واسع، لكنها تحفز الأوكسيتوسين على الشعور بالحماية من ناحية القطيع.

فالقطيع يتوقع منك أن تبادلهم اليقظة، فتفقد الشعور بالانتماء إذا كنت تتجاهل الأخبار، وربما يتجنبك القطيع إذا توقفت عن التركيز في التهديد المشترك المحتمل.

وستنهار نسبة الأوكسيتوسين لديك، مما سيثير شعورا ملحا بالتهديد كالذي يصيب الشاة عند انفصالها عن القطيع، ومن المغري العودة إلى الحظيرة وتوجيه الانتباه مثل باقي القطيع، فالصحفيون يفعلون ذلك بسهولة عن طريق حثك باستمرار على أن تثق بهم.

المادة الثالثة
مادة السيروتونين وهي إحدى الناقلات العصبية، وتشكل هذه المادة دورا مهما في تنظيم مزاج الإنسان وتسمى أيضا بهرمون السعادة.

فالأخبار محفز يمكن الاعتماد عليه لمادة السيروتونين، لأنها تضعك دائما في قلب الحدث، ويطلق الدماغ السيروتونين عند رفعك لمستوى الهيمنة الاجتماعية.

فنظرتك لنفسك كشخص أكثر أخلاقية وذكاء، وتعظيم نفسك يعطيك دفعة إضافية والأخبار تفعل ذلك باستمرار.

فهذه الأخبار قد تطرق عقلك للحصول على المعلومات ذات الصلة بالبقاء على قيد الحياة، لكنها لا تلبي بالضرورة هذه الحاجة، فهي تبدد انتباهك على إشارات من التهديدات العامة التي لا تستطيع أن تتصرف حيالها.

فأنت تكون أفضل حالا عند جمع المعلومات الخاصة بتحديد العقبات التي تواجهك، فتعتقد أنه من الشهامة التركيز على آلام الآخرين عوضا عن التركيز على احتياجاتك الخاصة، ولكن العكس هو الصحيح.

ولحل هذه المشكلة يمكنك تحفيز المزيد من الدوبامين عن طريق اختيار معلوماتك الخاصة عوضا عن استيعاب تحذيرات منتجي الأخبار، كما يمكنك تحفيز المزيد من الأوكسيتوسين عبر تعزيز أواصر الثقة مع الناس في حياتك.

ويمكنك تحفيز المزيد من السيروتونين من خلال بناء الثقة في قدرتك على تجاوز العقبات، فيمكنك الآن تصميم طرق شخصية مختلفة لتشعر بشعور جيد ومناسب دون تأثيرات خارجية قصيرة المدى.

قد يتساءل البعض: لماذا نستنفذ الكثير من الأوقات على الأخبار؟

أولا، لأن هذه المعلومات متاحة بسهولة، ولا يكف الصحفيون في التأكيد على أن هذا هو ما تحتاجه.

ثانيا، أنت بنيت مسار للدوبامين من خلال متابعتك السابقة للأخبار، لذلك فأنت تتوقع أن تشعر بشعور جيد عند معرفة ما حدث بالضبط.

ثالثا، أنت تتوقع تلبية احتياجاتك الاجتماعية بمطالعة الأخبار، لذا فسواء تحققت احتياجاتك الاجتماعية أم لا، فسقف توقعاتك سيرتفع حينها، ولذلك عليك أن تواصل الاطلاع على الأخبار لتلبية الاحتياجات الاجتماعية بشكل عام.

أخبار ذات صله