fbpx
المتربص القاتل والمتربص المتكسب

لست مفتيا أمنيا، لكن تعدد الرؤوس يربك أي عمل مهما كانت طبيعته، وحين يكون الارباك متعلقا بعمل أمني فإن الخلل يصبح كارثيا، وواقعة السنافر أبلغ مثال إذ بينت الحادثة المؤلمة أن الاحتياطات الأمنية ليست احترافية بما يكفي ولهذا تم الاختراق بسهولة وهو إختراق لا يحسب للمنفذين ولكنه يرجع الى ضعف الاحتياطات الأمنية بسبب قلة الإمكانات والتجهيزات الفنية اللازمة لمثل هذا المكان.

لسنا هنا بصدد محاكمة أحد بقدر ما يهمنا معرفة مكمن الخلل لكي لا نلدغ من نفس الجحر مرة اخرى، ولسنا بصدد الإجتهاد في قراءة ما حدث، فهذا له رجاله من المختصين، لكن، كلنا يعرف ان تعدد الجهات العسكرية والأمنية في المنطقة الواحدة وغياب التنسيق فيما بينها أو وجود مركز عمليات مشترك ينسق حركتها ويبلغ عن أي تحرك أمني يجعل الصيد سهل لأي عابث بغض النظر عن الشعار الذي يحمله أو الهدف الذي يريد تحقيقه.

نحن أمام مشهد لم يعد يخفى على المواطن العادي ناهيك عن خصم محترف، يتمثل هذا المشهد في وجود جهود عسكرية وأمنية تبذل من قبل أكثر من طرف لسنا بصدد ذكرها أو حصرها فهذا ليس بيت القصيد، وهذه الجهود تهدف إلى تأمين عدن بدرجة أساسية والجنوب العربي بشكل عام وهي من الشجاعة والأقدام بحيث تستحق أن نرفع لهم القبعات، احتراما، لكن، وآه من لكن هذه، فكم ذهب بسببها ضحايا، لكن عدم وجود تنسيق من نوع ما يمكن أن يحدث خطأ قاتل، أما بنيران صديقة وأما باختراق كارثي كما حدث في السنافر.

المتربصون كثر، فهناك من يتربص ليقتل وهناك من يتربص ليستثمر القتل وبصورة أقل ما يقال عنها أنها حقيرة، فقد سمعنا أبواق مستأجرة تطالب بإقالة قادة في عدن، دون حتى أن تترحم على الشهداء أو تطالب بملاحقة من يقف خلف هذا الفعل من باب التمويه، وهذا عينة من حالة انتهازية مريضة تبحث عن التكسب حتى من دماء ضحايا ابرياء.

كل ذلك، التربص للقتل والتربص للتكسب، يجعل وضع الامور في نصابها مسالة تحمل صفة الاستعجال ونعلم يقينا أن حادث السنافر سيؤدي إلى مراجعات أمنية وستتباين وجهات النظر حول هذه المراجعات وسيتم الحديث عن دمج ومركزة العمل الأمني، أن لم يظهر من يدافع عن استقلالية جهته، لكن قبل الخوض في اي إجراءات تحتاج اطالة، يجب أن تنشأ، وبصورة عاجلة، مرجعية أمنية واحدة، في عدن اولا، تدار بمركز عمليات واحد واذا لم يتم ذلك فاعلموا أن المتربص القاتل والمتربص المتكسب لن يتوقف عن تكرار المحاولات.

أقول قولي هذا وأدعو المولى تعالى أن يحبط كيد من يكيد لعدن وللجنوب العربي من اعداءنا الذين يعيشون بين ظهرانينا أو في مواجهة أبناءنا في الجبهات.