fbpx
إخماد الفتنة في تعز

 

أمقت الفتن ما ظهر منها وما بطن، وألعن من يشعلها في توقيت يستوجب تكاتف أبناء تعز لمواجهة مليشيات الإمامة.

عبرت يوم أمس عن موقفي ضد نسف ما تبقى لتعز من رمزية الدولة (اللواء 35 مدرع) بتوقيف قائدة، وهذا ما استفز كثيرين، واعلنوا رفضهم لأي توجيه يطيح باللواء عدنان الحمادي.

شرحت تبعات توقيف أو إقالة لقائد محل ثقة اغلب مكونات المقاومة وإجماع أبناء المحافظة، واكتفيت بذلك، ولفت نظري وحدة موقف ناشطي تعز بمواقع التواصل الإجتماعي، و رسالة سخطهم كانت قوية.

ذلك الموقف لا يعني تقديس شخص اللواء عدنان الحمادي، بل نؤكد حرصنا على منع كوارث تترتب عن الإطاحة به على المسار العسكري وتزيد حجم التخندق المناطقي، والفرز الحزبي المقيت.

وبلا شك كان للضغط الإعلامي المتضامن والساخط والمنكر دوراً حاسماً بإنهاء الخلاف وإيقاف توجيهات نائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر باعتبارها سبب أول في الفتنة.

من جهة أخرى، تعد المشكلة بين مسلحي ابو العباس والإصلاح كارثة كبرى، ولا يجب التعامل معها كبقية القضايا الخلافية كونها مؤشر بدايات فتنة ستعصف بقوة مقاومة تعز إلى الحضيض.

تجنب الكثير من ناشطي تعز الحديث عنها لأسباب مختلفة منها انشغالهم بالنقاش والسخط على ذمة توجيهات الأحمر بإيقاف الحمادي، ورب ضارة هنا تنفع في إبعاد مشكلة أخرى عن نار التداول.

يهمنا إبقاء مواقفنا الشخصية بعيداً عن المد والجزر في علاقة القادة العسكريين وخلافات قادة المقاومة لأن تأجيجها يخدم الإنقلاب، و المخيف تمترس كل الأطراف على مكائن تسعير الفتن، ولم يدركوا كارثة أفعالهم.

ثمة أخطاء وكوارث كثيرة يتحملها القادة، وينبغي منع تكرارها احتراما لتضحيات الأحرار، من بينها، التخاذل في المواجهات، الانفلات الأمني، تنصيب أنفسهم بدلاً عن المؤسسات، التضييق الوقح على الحاضنة الشعبية.

كما يجب على عقلاء تعز إخماد أي فتن تندلع في صفوف المقاومة بسبب قيادات تخونهم حساباتهم بتقدير المخاطر والتحديات العاصفة بالمحافظة، ويتحمل الناس وزرها بصمت.

مكونات المقاومة الشعبية بتعز مطالبة الآن بتوحيد خطابها الإعلامي وإيقاف تجاوزات المحسوبين عليهم بما يخدم المصلحة العامة، ويعزز من ثبات الأبطال في الجبهات ومواصلة دحر المليشيات من المحافظة.

وبهذا أحببت التأكيد على ضرورة منع الفتن، وبذل مزيدا من الجهد الإعلامي المساند لقوات الشرعية، ولن يحدث هذا قبل تخلص الجميع من كل المواقف المسبقة، والابتعاد عن إذكاء احقاد الماضي اللعين.
* محمد سعيد الشرعبي