fbpx
لماذا يكرهون انفسهم ؟

وجدي صبيح
سؤال وجيه ممكن توجيهه مباشرة لكل اولئك المعاديين لقضية شعبهم في الجنوب , لماذا تكرهون انفسكم وتعادون جذوركم ؟

هم يكرهون انفسهم لجملة اسباب استماتوا في  دفنها وقبرها حتى لا تظهر للمبصرين وتنكشف للمتيقظين  ..

هم مع الوحدة و لا يعترفون باحتلال  , هم يرتكبون هذا الاثم ثاراً ونكالا وانتقاماً من هذا الشعب الذي اطاح بعروشهم المنصوبة ببرلمان الاحتلال وكراسيهم التي شيدوها في الوزارات والدواوين  .

هم يعدون من يدعو للتحرير والاستقلال واستعادة الوطن معادٍ لهم باستمرار , ولذلك فهو يستحق ان يناصبونه العدا وان كلف ذلك مستقبل هذا الوطن ومستقبل اجياله ,  لسان حالهم يبوح بان  لا يوجد لديهم ما يخسرونه فليخسر الجميع وليخسر هذا الوطن ايضا .

البعض منهم يشعر بأنه يجب ان يتبع لا ان يتبع , منهجهم قائمة على نظرية  ما اريكم الا ما ارى , حالهم لا يختلف كثيرا عن حال الذين كفروا بنوح لا لشيئ الا لان فئات اجتماعية معينة  هي من بادرت في اتباعه والتفت حوله , ليتهم يستمعون للمقولة التي تقول انه لا يوجد فكرة تستحق ان نستميت من اجلها فقد نكتشف يوما ما خطاءها .

لا يوجد لديهم مشروع  , سوى معادات الجنوب والحراك الجنوبي , هم جنوبيون نعم , لكن حقدهم وحنقهم جعل  منهم اوناس لا يطيقون ان يروا وطنهم بيد ابنائه يتنفس في احضانهم , مهما تعذروا باعذار اقبح منهم , جعلت منهم نائيحات على تاريخ هذا الوطن وجعلت من ذلك التاريخ مهما كان اسودا او ابيضا دليلا محقا من وجهة نظرهم لبيع هذا الوطن وتاجيره للغير بابخس الاثمان واحقرها , وكأنهم لم يعلموا ان الاوطان لا تباع ولا تشترى ولا تؤجر مهما كانت الظروف والاحوال , ولهذ فهم لن يكونوا محقين ابدا مهما بحثوا في رفوف الاعذار والذرائع عن تبريرات تسمح لهم بمعادات شعبهم وتهشيم طموحه وتطلعاته , فلا يمكن استبدال الاخ او الابن باخر عندما يكون ذلك الاخ او الابن لا يعجبنا توجهه ولا نتحمل العيش معه ولا نطيق النظر اليه  فهو في الاخير لا يستحق كل هذا الكره  والغدر .

الاصلاحي مثلا اصلاحي ويعشق الوحدة ويستميت لاجلها هو يفعل ذلك لسبب واحد فقط ,  لانه يكره الحراك الجنوبي هذا الحراك الذي اطاح بمشاريعه واحلامه المبنيه على  المقايضة الباطلة التي تمنحه الحكم والملك ان هو استطاع بعث الحياة في تلك الوحدة  , فجعل من حقده بوصلة يتحرك بها ويحدد بها مساره وبغيته مهما كانت موحشه ومليئه بالاشواك والحفر , وكان اجدر به ان يترك هذا الشعب ينضال ولا يعترض طريقة عالاقل .

تحملوا في سبيل هذه الوحدة المزعومه نبذ مجتمعهم , ولعنات الشهداء المتساقطة  , وانات الجرحى المتتابعة , واهات المعتقلين المتصاعدة , هم حقا قساه واشقياء , لا يومنون بالرحمة ولا يعترفون بالانسانية , تخمرت عقولهم وتشققت فطرتهم , وتجمدت انسانيتهم , لا يحبون المحبة ولا يكرهون الكره , انهم انانيون برغماتيون لا يعترفون الا بانفسهم ومصالحهم الضيقة .