fbpx
عن الجنوب ومقاطعة الانتخابات والحملة المسعورة !!

عن الجنوب ومقاطعة الانتخابات والحملة المسعورة !!

يافع نيوز / خـــــــــــــاص

تشهد اليمن بشمالها وجنوبها حراكاً غير مسبوقاً خصوصاً قبل سويعات على موعد الانتخابات الرئاسية التي ستجري يوم غداً بمرشح توافي وحيد، حيث تشهد الساحة في المحافظات الشمالية حركة مؤيدة ومساندة وداعمة للانتخابات، ويتجلى ذلك من خلال الحملات الإعلانية والملصقات الموجودة في شوارع المدن، ومن خلال الفعاليات الخطابية والمسيرات التي تنظمها القوى السلمية في المحافظات الشمالية، بينما نرى عكس ذلك في المحافظات الجنوبية، حيث لم نرى أي حملة انتخابية أو مهرجانات مساندة للانتخابات، بل على العكس من ذلك هناك حملة مقاطعة ومسيرات حاشدة تدعوا لمقاطعة الانتخابات ورفضها في الجنوب ، فقد شهدت العديد من المحافظات الجنوبية مسيرات حاشده على مستوى المديريات المراكز تدعوا لمقاطعة الانتخابات بشكل كامل، واستنفر الحراك الجنوبي كل قواه لا فشال هذه الانتخابات من خلال حشد أنصارة والخروج في مسيرات ومهرجانات وعصيان مدني في المناطق التي يسيطر عليها، والمناطق الأخرى التي له وجود وتأثير فيها، وهناك حالة رفض شعبي واسعة للانتخابات في الجنوب نلمسها عند المواطن العادي في معظم المناطق .

انتقادات واسعة تعرض لها مقاطعي الانتخابات في الجنوب خرجت عن المعقول خصوصاً أن الحملة المسعورة على مقاطعي الانتخابات تأتي من الفئة المثقفة وتحديداً صحفيي المحافظات الشمالية، ورغم إن المقاطعة حق كفلة الدستور اليمني إلا إن مقاطعة الجنوبيين للانتخابات وبحسب الكثير من المراقبين ستغير المشهد في الجنوب خاصة واليمن عامة، حيث يعتبر الجنوبيون الانتخابات استفتاء على الوحدة وليست انتخابات رئاسية لان المرشح وحيد وتوافقي لذلك يرون أن الانتخابات لا تعنيهم وتضر قضيتهم لهذا كانت المقاطعة قوية وفي معظم المحافظات .

وبحسب الكثير من المراقبين تأتي الحملة المسعورة على المقاطعة في هذا السياق وتخوفاً من الواقع الذي ستفرزه الانتخابات في الجنوب خاصة واليمن عامة، هذه الحملة زادت مع اقتراب موعد الانتخابات وازدياد حملة المقاطعة لها في الجنوب، وبداء ذلك جلياً من خلال المقالات الصحفية ومداخلاتهم في القنوات الفضائية و صفحاتهم على المواقع الاجتماعية على شبكة الانترنت، وهو ما جعل الكثير من أبناء الجنوب يستغرب لهذه اللغة والتصنيف المستخدم من قبل نخبة التي من المفروض تكون مطلعة على مجريات ألأمور في اليمن، وكون الانتخابات هي مجرد تحصيل حاصل فقط والمقاطعة حق كفلة الدستور، وعلى الرغم ايضاً من وجود مقاطعة قوية في الشمال من قبل الحوثيين وبعض قوى الثورة الشبابية لكن لم نرى نفس الحملة ولا نفس التصنيفات .

وعلى الرغم من كل هذا فإن الانتخابات وبكل تأكييد ستخلق واقعاً جديداً وستعطي القضية الجنوبية مزيداً من نقاط القوة خلال المرحلة قادمة، مهما حاول البعض حرفها عن مسارها وإيجاد مبررات وهمية وواهية والتقليل من حجم هذه المقاطعة، وننصح الأخوة في الشمال وخصوصاً الفئة المثقفة والمطلعة على مجريات الأمر أن تنظر إلى ما يجري في الجنوب بعين الواعي المدرك للإحداث لا بعين المصالح ألضيقه والسلطة المطلقة والسيطرة الأنانية تجربة الدروس المستفادة خلال عشرون عاماً يجب إن نأخذ منها العبر لا تكرروا أخطاء نظام علي صالح ..

وما نؤكد عليه أن الرفض العارم للانتخابات لا يعني رفض المشير عبدربه منصور هادي على الإطلاق، والرفض هو تسجيل موقف ضد الانتخابات حتى لا يأتي غداً من يُهكم أبناء الجنوب بشرعية انتخابات 2012 م كما كان يفعل علي صالح بحسب الكثير من المقاطعين للانتخابات في الجنوب .

واخيراً ندعوا الجميع إلى احترام حقوق الآخرين وتعبيرهم عن رفضهم للانتخابات، بدون تصنيفات أو إطلاق التهم جزافاً أو استخدام القوة لفرض الانتخابات،  كما ندعوا الرافضين للانتخابات برفضها بشكل سلمي بعيداً عن استخدام العنف الذي يحاول الكثير جرنا أليه، لأن أي عنف يحصل سندفع ثمنه نحن ويستفيد غيرنا ..