مايا الحديبي
اجريت مراسيم ” تناول ” السلطة بين كل من مديرية مران ومديرية سحار التابعتان لمحافظة صعده .
بتقليدية العقلية العربية وارث المسوخ ، ظهر من لا يملك مسلما العلم الجمهوري لمن لا يستحق في محاولة سمجة لاظهار الولاء الوطني وتقليدا للكبار ، طريقة طالما جلبت لنا الغثيان خاصة في المناطق الساخنة من جغرافيتنا العربية ، التي يطغى على مساحتها لون الدم وادخنة الخراب وكم الاعلام.
كان مشهدا هزليا بحق ، ممثل مران ” محمد الحوثي” القادم من بين زنابيل القطل واغصان البقمة ، المسلح بكل انواع الجهل والحقد الطائفي والمذهبي ، المسكون بوهم الاصطفاء والحق الالهي في الحكم ، بهذه المؤهلات بدا مبتسما وسعيدا بمراسيم تتجاوز بملايين السنين الضوئية مبلغ حلمه والذي لم يكن يتعدى اخذ صورة في باحة القصر الجمهوري ، او حضور مأدبة افطار رمضانية .
فيما ظهر ممثل مديرية سحار ” صالح الصماد” الذي وصفه احد الصحفيين المبتذلين وصاحب البلاد، بانه اعظم هدايا السيد لليمنيين ، ظهر لكأنه يتسلم “مقطب لحجي” مهدى له بمناسبة الانتهاء من مخيم صيفي خصص لتدريس ملازم تهريج سيده حسين .
الاستحضار العام للحوثي والصماد وقبلهما المخلوع ، يؤكد على حقيقة ان المسؤولية في هذا البلد هي ارزاق قبل كل شيء ولا تحتاج لأي مؤهلات ، بما في ذلك منصب رئاسة الجمهورية ، ولو على هذا الجزء المتبقي لهم من مساحة البلاد . بل وان صعود امثال هؤلاء المسوخ الى كرسي الرئاسة يعد في اعتقادي واحدة من العلامات الكبرى لقيام الساعة .
ماذا يمكن لنا ان نقول او نصدر من التعليقات ، واي ابتسامات وحركات يدين ساخرة يمكن التعبير من خلالها عن مجمل مانشاهد من مهازل محيطة بالمشهد العام ، خاصة وهي تأتي عقب ثورة شبابية شعبية ، كان شهداءها وملايينها لايطمحون بأكثر من دولة مدنية ومواطنة.
بهذه المهزلة يكون الحكم قد انتقل وحصر بمحافظة صعده ، ولا استبعد وجود جدول زمني يتصدر مكتب ” عبدو خامنئي ” يحدد فترات ” التناول ” السلمي للحكم بين مديرياتها ، باءشراف كامل ومباشر من الرئيس المخلوع والاستفادة من تجربته.
سيكتمل المشهد خلال الايام القادمة ، بتشكيل ماسيطلق عليه حكومة وحدة او ماشابه من المصطلحات التي يمتلئ بها الاصطبل السياسي العربي .
ولن يجد هؤلاء صعوبة في تسمية اعضاءها ، من اولئك اللذين لايتجاوز مؤهلاتهم ” بغل الدين” و “الشامي ” و “عجل الدين ” ، اما رئيسها فسيكون احد مسوخ تعز او الجنوب من باب التمثيل الشكلي كما جرت العادة منذ تولي ” رجمة الغيب ” رئاسة البلاد .
امام كل هذه ” المجهاله “وعقلية الغلبة التي لم تستفد من كم التحولات وبندقية المقاومة ، فاءن على تعز اكثر من اي وقت مضى ان تشحذ الهمم وتقاوم ولو بالسكاكين واظافر واسنان ابناءها فيما لو انعدم السلاح ، من اجل الانتصار لمخرجات الحوار وتحديدا تلك المتعلقة بالحكم المحلي وبناء جيش وطني استنادا الى التعداد السكاني لكل محافظه ، مالم ستذهب تضحياتها سدى وتعود مرة اخرى الى بيت طاعة الهضبه .
اي مهزلة ترتبط بقصر رئاسي كان في يوم من الايام يشغله رجل بحجم وحضور وعظمة الشهيد ابراهيم الحمدي ، وقبله الرئيس عبد الله السلال ، ليتحول ببساطه الى مسرح لتقديم العروض الساخرة يؤديها مجموعة من ” تناجر ” الهضبة ، وعدد من كومبارس محافظات الشقاة .