بعد إنجازه الأولمبي غير المسبوق وفوزه التاريخي بثالث ثلاثية من الميداليات الذهبية على التوالي أمس الجمعة، كشف العداء الجامايكي الأسطورة يوسين بولت بكل جلاء ووضوح أنها آخر مشاركة أولمبية له بعد أن شعر أنه حقق كل الإنجازات الممكنة.

ورفض بولت وهو أشهر جامايكي منذ المغني الراحل بوب مارلي دوما الكشف عن خططه بعد اعتزال منافسات ألعاب القوى. وبعكس المغني الراحل مارلي الذي توفي وعمره 36 عاما بسبب السرطان يملك بولت خيار التخطيط للمستقبل بعد الاعتزال.

وسيكمل بولت عامه 30 غدا الأحد، ويفترض أن يخوض غمار مجال أخر في الأعوام المقبلة بينما يسعى كثيرون وفي مجالات مختلفة ما بين شركة بوما للملابس والأدوات الرياضية التي ترعاه إلى رئيس وزراء جاميكا أندرو هولنيس ليكون لهم دور في مسيرة حياته المقبلة.

وخلال زيارة قصيرة إلى ريو الاثنين الماضي، قال هولنيس في تصريحات نقلتها عنه هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إنه “من المهم استغلال شهرة وانجازات يوسين بولت لفائدة جاميكا. فهي تفتح الأبواب”.

وقال رئيس الوزراء الجاميكي إنه مستعد لمنح بولت منصبا وزاريا في حكومته إذا ما وافق الرياضي الشهير فارع الطول (196 سنتيمترا) على العمل في المجال السياسي.

وأضاف هولنيس: “يمكن أن يصبح يوسين بولت على رأس أي وزارة يريدها”.

ولن يكون بولت أول رياضي أولمبي يتحول إلى السياسية بعد انتهاء المسيرة الرياضية.

فقد استمر الأمريكي بيل برادلي لاعب منتخب السلة الأمريكي في أولمبياد 1964 في عضوية مجلس الشيوخ 18 عاما بعد اعتزال منافسات اللعبة.

كما يشارك عضو البرلمان الكيني ويسلي كورير في سباق الماراثون في أولمبياد ريو غدا الأحد.

ولم يتطرق بولت إلى إمكانية قبول منصب وزاري وفي كل الأحوال فإنه سينافس في بطولة العالم في لندن في العام المقبل قبل أن يودع المنافسات فعليا.

وقال بولت للصحفيين صباح أمس الجمعة وقبل التتويج بذهبية سباق التتابع أربعة في 100 متر “لا أعرف ما الذي سأقوم به”.

لكن الأمر الوحيد الذي استبعده هو التدريب قائلا: “أريد الاستمرار في الرياضة. أريد الاستمرار بالقرب من الرياضية. سنرى ما سيحدث. لكن بالتأكيد لن أعمل مدربا على أي حال”.

وعبر كثير من المشجعين عن عدم اهتمامهم بالمجال الذي سيتحول إليه بولت طالما استمر كمصدر للإلهام لمواطني بلاده.

وقال تشارلز راسل (32 عاما) وهو من كينجستون عاصمة جاميكا “كان دوما مصدرا للإلهام للأطفال في جاميكا وأثبت لهم أن بوسعهم تحقيق وانجاز الكثير.. يحق له بعد كل هذا المجهود العمل في أي مجال يريده”.

وأكد جورج فريمان (54 عاما) الذي ولد في كينجستون ويقيم حاليا في ميامي بولاية فلوريدا الأمريكية أن بولت قام بالكثير من أجل تحسين صورة بلاده على الساحة الدولية.

وقال فريمان: “إنها دولة صغيرة محدودة الموارد.. أتمنى أن يواصل الحصول على الكثير من الأموال والقيام بأشياء مفيدة لجاميكا”.

وبالفعل أنشأ بولت مؤسسة رياضية في عاصمة بلاده.

كما ألمح دون إظهار الكثير من الجدية إلى إمكانية التحول إلى رياضة أخرى مثل الكريكيت أو كرة القدم.

وقال بيورن جولدن الرئيس التنفيذي لشركة بوما الألمانية التي ترعى بولت منذ مدة طويلة للصحفيين مباشرة قبل انطلاق ألعاب ريو إن الشركة تأمل في إقناعه بالعمل معها بعد الاعتزال.

وأضاف جولدن: “يوسين جزء من أسرة بوما.. وإذا ما قرر التوقف عن الركض فربما نعمل معه بصورة أكثر قربا”.

ومهما يكن القرار فإن بولت بالتأكيد كان يستمتع بسباقه الأولمبي الأخير أمس الجمعة وكان يبتسم في سعادة واضحة وهو يقترب من خط النهاية.

وقال: “أريد فقط أن أقول وداعا”.