fbpx
أبين .. ما المطلوب بعد التحرير ؟

فهد البرشا

لعله الشغل الشاغل, ولعله أكثر التساؤلات نهما في البحث عن إجابة شافية, كافية, صادقة لواقع المحافظة المرير والبائس, ولعله حلم المواطنين في أن يكون ما بعد التحرير هو الأكثر إشراقا وجمالا في تاريخ المحافظة وفي توجه الدولة التي تنكرت لأبين وأهلها ردحا من الزمن..

ما بعد تحرير أبين هو الأكثر صعوبة, وهو (هم) المواطنين الجاثم على صدروهم, وهو مايؤرق جفونهم ويقض مضاجعهم ويقلقهم كثيراً, فالسنوات العجاف التي مرت بها المحافظة وبعد حروب متتالية متعاقبة شهدتها جعل المواطن يفقد الثقة تماما في الدولة وأجهزتها الحكومية, فكل الحروب التي مرت بأبين وأهلها وأهلكت الحرث والنسل, وأحرقت الأخضر واليابس لم يعقبها غير الإهمال والتجاهل واللامبالاة ومزيداً من الفساد المالي والإداري وإنهيار متلاحق وسريع للبنية التحتية,وتدني مُخيف في الخدمات..
أبين لا يكفيها حملة أمنية فقط, بل هي بحاجة لثورة عارمة ضد الفساد والمفسدين لا تبقي ولا تذر منهم أحد, وتقتلع جذورهم وتجتث شأفتهم, وتجفف منابعه إينما وجدت وكانت, فالحلول الترقيعية وأنصفها لن يجدي مع هذا الواقع والمؤلم في المحافظة, وهذه الفوضى المتراكمة منذ سنوات طويلة..
يجب أن يرافق هذه الحملة حملة أخرى تهتم بإصلاح المرافق ومفاصل المحافظة وتنقيتها تماما من كل ما علق بها من الشوائب والميكروبات والفيروسات والآفات الضارة والقاتلة, والقضاء كليا على رؤوس الفساد وعتاولته وكل من يمارسونه, اكان ببيع الوظائف والإتجار بمصالح المواطنين أو بالتخاذل والتهاون في العمل وعدم الإخلاص والصدق فيه..
يجب أن تكون الدولة حاضرة وبقوة وتضرب بيد من حديد من تسول له نفسه المساس بأمن المحافظة ومصالحها وأهلها, وأن لا تترك الحبل على الغارب لكل العابثين والمستهترين والمخربين, وأن تنبذ سياسية التخريب والعبث والفوضى وأن تردم هوتها وتسد كل فجواتها, كي تنعم المحافظة وأهلها بالسكينة والراحة والطمأنينة..
لانريد ان يظل الفاسدون ورموزه في مواقعهم وأماكنهم, ولانريد أن يرقى المخربون والعابثون, ولانريد أن تُمنح (صكوك) البطولة والمسئولية لغير أهلها, ولا لأولئك الذين لاهم لهم سوى ملء (جيوبهم), وحشو كروشهم, نريد تغيير جذري وليس سطحي أو تغيير مواقع وسد فراغ, بل جذري لكل شيء في المحافظة ومحو آثار الماضي (وديناصوراته) التي عاثت فساداً..
إن أراد أبن أبين ورئيس دولتها أن تنعم محافظته بالخير والإزدهار والنماء فعليه أن لايحابي أو يداهن أو يجامل أو ينافق أو يرضي هذا وذاك, أو يلبي رغبات هؤلاء وأولئك, بل عليه أن يكون حازماً, صارماً, (صادقاً), ويضع حلول ومعالجات من شانها أن تخدم المحافظة وأهلها وليس أشخاص أو جماعات فقط, حلول أبدية وليس موسمية ترقيعية, فقد (شبعت) أبين وأصيبت (بالتخمة) من تلك الوعود المعالجات العقيمة..
إن لم تشمل الحملة جوانب الحياة في المحافظة ومفاصلها فلن تؤتي ثمارها على الإطلاق وستعود أبين لمربع الفوضى ونقطة الصفر, بل ربما ستزداد الأمور سوء وعبثية وتتدهور كليا, وحينها ستصبح أبين ساحة لكل الأعمال التخريبية والإرهابية والفوضوية, وستصبح مسرح لكل الجرائم وميدان لتصفية الحسابات..