fbpx
عن اسباب الفشل السياسي وانعقاد المؤتمر الجنوبي ..

 

علي بن شنظور
(ابوخالد)

دعوني أكون صريح مع اخواني الجميع في المكونات الجنوبية والنخب السياسية المستقلة ,وأزعم إنني واحدا من نخبة الجنوب المستقلين الذين لاينتمون لأي مكون أو حزب سياسي وناشطي قضية الجنوب التي أخذت من اوقاتنا أكثر من اي شي آخر ..
فأقول مع الاحترام والتقدير لمواقف القوى التي حملت على عاتقها قضية الجنوب منذ انطلاقتها وحتى اليوم وأثبتت جدارتها في الميدان في ظل الظروف التي ألمت بالجميع ومعاناة حرب 2015 على الجنوب..

اقول أن النجاح الذي تحقق في الميدان للأسف الشديد لم يصاحبه نجاح في العمل السياسي ,وفشلت النخب والمكونات الجنوبية السياسية ,في أن تخرج من مربع الخلاف والاختلاف علىتوصيفات ومسميات ومسائل سياسية وقانونية كان يمكن للجميع أن يتفقون حولها بسهولة, أذا وجدت النواياء الصادقة وخاصة من القيادات التي تتصدر المشهد الجنوبي عبر الإعلام أو يتم رفع صورهم في المنصات والاحتفالات, غير أن ذالك لم يتم حتى اليوم …

ويرجع أهم سبب في هذا الفشل السياسي وفي تعثر عقد المؤتمر الجنوبي, أو اختيار قيادة مشتركة تمثل قضية الجنوب, إلى تمترس البعض خلف قناعاتهم السياسية وتوصيفاتهم لقضية الجنوب وعدم الاستعداد للتنازل عن أي جزءً منها بداعي الحرص على الجنوب ومستقلبه, مما أدى إلى حدوث اختلاف وانقسام سياسي بين تيار قوى الاستقلال وبناء الدولة الجنوبية ,والذي يتمسك بالجنوب العربي كهوية وطنية وسياسية وإليه حل حالية لقضية الجنوب,وعدم الاعتراف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي حلت محل الجنوب العربي عام 1967…وتيار استعادة الدولة الجنوبية ومعه تيار الفدرالية المشروطة من اقليمين ,الذين يرؤن أن حل قضية الجنوب لن يتحقق إلا عبر الباب الذي دخل منه الجنوب في مشروع الوحدة السياسية اليمنية عام 1990( باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية), مع الطرف الآخر الجمهوريةالعربية الينمية, باعتبار مشروع الوحدة لم يتم باسم الجنوب العربي بل باسم ج .ي. د. ش. وهي الدولة التي كان معترف بها في الأمم المتحدة وبقية المنظمات الدولية, وأن ذابت شخصيتها مع دولة الشمال
ج .ع ي… إلا أن وثائق مشروع الوحدة ماتزال باسمها في الداخل والخارج..

بينما قوى الجنوب العربي ترى أن التمسك بمسمى الجنوب العربي هو الاسلم للخروج من اليمنية السياسية التي جلبت للجنوب المعاناة منذ استقلاله من بريطانيا عام 1967..

وبين هذا وذاك يقف مجموعة أو تيار تقرير المصير لشعب الجنوب ليختار مايراه مناسباً لحاضره ومستقبله,
دون وصاية من إي طرف..غير أن هذا التيار مشتت بين بين التيار الاول والتيار الثاني ومحاولة التوفيق بينهما..
كما أن من أسباب ذالك الإخفاق السياسي ,عدم رغبة أغلب القيادات التي تعرف بالتاريخية أو البارزة في المشهد السياسي الجنوبي ,الاستعداد للتخلي عن مواقعهم لصالح الجيل الثاني أو الثالث من الوجوه الشابة أو الجديدة التي تفضل عدم المزاحمة على المنصات, وترى أن الجنوب فيه مايكفيه إلى حد التخمة, من القيادات السياسية والميدانية , عكس الشمال أو الجمهوريه العربية اليمنية الذين يسيرون خلف قيادات محددة لهم, رغم اختلافهم مع بعضهم وصراعهم مع دول التحالف والشرعية اليمنية ..وعدم امتلاكهم قضية وطنية واضحة كقضية الجنوب , غير قضية الصراع على السلطة إلا أنهم أكثر توحد خلف قياداتهم ..

كما أن من الأسباب لهذا التعثر والفشل السياسي, اختفى دور بعض القيادات التي برزت اثنا حرب التحرير لعدن من المقاومة الجنوبية وانتظارهم لتشكيل قيادة جنوبية من القيادات السابقة التي كانت تقود الحراك السلمي الجنوبي ..

ومابين تيار استعادة الجنوب العربي وتيار استعادة دولة جمهودية اليمن الديمقراطية وهما أبرز من يحرك الشارع الجنوبي ..
وفيهم أبرز قيادات المقاومة الجنوبية والحراك السلمي..

يأتي تيار الفدرالية المركبة من ستة أقاليم الذي ظهر وتوسع بحكم التحالف مع الشرعية اليمنية بقيادة الرئيس هادي ويتبني مخرجات الحوار الوطني اليمني كالية حل لقضية الجنوب..وهذا التيار مع احترامنا لهم تأثيرهم قليل في الجنوب ..

من هذا المنطلق نرى أن الوقت قد حان للخروج من هذا الإخفاق إلى التفاعل مع المبادرات المطروحة في الجنوب…مبادرة الدكتور عبدالرحمن الوالي والسيد علي باهرون ومن معهم ,أو ما يعرف برئاسة البرلمان الاستشاري الجنوبي رغم أن البعض يعتبره مكون جنوبي وليس مجلس للجميع,
إلا أننا نتكلم عن مبادراته المهمة,وكذالك مبادرة اللجنه التنسيقية التي تشكلت من قبل الغرفة الثانية لنخبة الجنوب ومتطلبات المرحلة برئاسة العميد علي الشيبة , ومبادرة المهندس علي المصعبي لإعلان المجلس السياسي الجنوبي .

بحيث يتم تشكيل لجنة مشتركة من هولاء إلى جانب رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجامع الشيخ صالح بن فريد العولقي ورئيس اللجنة السياسية المحامي علي الغريب والناطق الرسمي الاخير للجنة التحضيرية الاستاذ عبدالكريم السعدي و الناطقة السابقة الأستاذة هدى العطاس.. ليلتقوا في اي مكان, ثم يقدموا آلية مقنعه ومرنة للجميع تتعلق بالمؤتمر الجنوبي واختيار القيادة الجنوبية التي تمثل الجنوب وقضيته في حال فشلت المحاولات الفردية الحالية… وبما يودي إلى الوصول للحل مع الشمال (اليمن) كاقليم مستقل أو العودة لعهد الدولتين مع حفظ المصالح المشتركة للشعبين بعيداً عن المزيد من الحروب والصراعات المزمنة التي انهكت المواطن المغلوب على امره, وقتلت أحلام الشباب في العيش الكريم وبناء المستقبل ..

وفيما يخص الاختلاف حول توصيفات القضية الجنوبية أو مسميات كل مرحلة..
فإن العقل والمنطق يتطلب عدم الاستمرار في ذالك الاختلاف, وأن يتم تسليم الرؤى المطروحة إلى لجنة من رجال القانون المستقلين ليحددوا أيهما أصلح للجنوب وحل قضيته وماهو الباب الأكثر امان للمستقبل ..
أو البحث عن مجموعة من خبرا القانون العربي المستقلين للاستعانة باستشارتهم وماسيقدمونه يتم الأخذ به وطرحه على المؤتمر الجنوبي لاقراره..

مع التأكيد على أن النجاح لأيمكن أن يتحقق بمعزل عن ما يجري في الإقليم والتنسيق مع دول الإقليم بهذا الأمر أصبح مهم للغاية , باعتبار الحل لقضية الجنوب بات يتشكل في الواقع من خلال ما يجري في صنعاء من تطورات مهمة للجميع..
وكانها تؤكد الاتجاه نحو خيار إقليم شمالي مقابل إقليم جنوبي وأن اختلفت إليه تشكيل كل إقليم وفق المصالح التي تربط أبنائه .

والخلاصة نقول …
من كان حريصاً على الجنوب وحل قضيته بعيداً عن التمسك بقناعاته سوف يقبل بدعم الجهود الحالية القائمة وبتسليم ملف رؤيته للجنة محايدة تفصل في الاختلاف والتباين,ومن كان يريد الانتصار لاجندته السياسية واسمه وشخصيته فلن يقبل بأي حلول ,حتى لو أنزل الله له ملك من السماء..

والله من ورا القصد