fbpx
نداء إلى أبناء أبين.. السلطة المحلية وحدها لا تكفي!

د عيدروس نصر ناصر
يعرب الكثير من الناشطين السياسيين والمجتمعيين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن قلقهم من أن تتكرر في أبين التجربة المريرة لما بعد تحريرها 2012م و 2015م عندما تم دحر الجماعات الإرهابية ثم انسحبت طلائع التحرير دونما تأمين من يملأ الفراغ الذي تركه انسحاب الطرفين (القاعدة – وقوات الجيش والمقاومة) وهو الأمر الذي سمح بالعودة التدريجية لجماعات القاعدة (وأخواتها) حتى تمكنت من المدن الرئيسية للمحافظة بسبب الغياب شبه الكلي للسلطة المحلية وأجهزتها الأمنية والإدارية والخدمية عن المحافظة.
ما يشدد عليه الناشطون هذه الأيام هو ضرورة أخذ العبرة من هاتين التجربتين وعم السماح بتكراهما للمرة الثالث ولذلك يغدو مطلب إعادة بناء السلطة المحلية في أبين بناء متكاملا أمراً لا يقبل التأجيل أو الجدال.
ويمكنني (كأحد أبناء أبين) وباعتباتري متابع عن كثب لمجريات الأمور ومعاناة الناس في هذه المحافظة الجميلة والمعطاءة أن أتقدم بعدد من الأفكار التي من شأنها إسناد ومساعدة السلطة المحلية ومراقبة عملها وتقويم ما يعتري نشاطها من قصور أو أخطاء.
وهنا أتوجه إلى كل المكونات الاجتماعية والسياسية والنشطاء الميدانيين والمثقفين والأكاديميين والوجهاء الاجتماعيين من أبناء أبين بمديرياتها الإحدعشر لسرعة العمل على تكوين مجلس أهلي للمحافظة وفروع له في المديريات لتكون هذه المجالس سنداً فاعلاً للسلطة المحلية في مواجهة التحديات التي تنتصب أمامها ما بعد التحرير والاهتمام على وجه الخصوص بما يتعلق بفض المنازعات وتثبيت الأوضاع الأمنية ومواجهة أعمال التخريب على مستوى المدن والحارات والقرى إلى جانب التنسيق مع السلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة ومدراء المديريات بشأن متطلبات المناطق والعمل المشترك على التغلب على الصعاب الناتجة عن تراكمات المراحل السابقة.
إن قيام المجالس الأهلية سيمثل ضمانا أساسيا للحيلولة دون حصول انتكاسة جديدة في حياة أبناء أبين فمن ناحية سيمثل نوعاً من المشاركة الشعبية الواسعة في إعادة بناء السلطة ومواجهة التحديات الكبيرة التي تقف أمامها أبين والأبينيين ، وفي هذا السياق يمكن لأبين أن تقدم نموذجا يمكن استنساخه في بقية المحافظات المحررة تبعا لظروف كل محافظة، ومن ناحية أخرى سيحمي المحافظة من الوقوع مرة أخرة في مصيدة الإرهاب والفوضى والعشوائية وبجانب ذلك يمكن للمجالس الأهلية أن تشكل جهاز رقابة شعبية على أداء السلطة المحلية ومساعدتها على مداوات أدوائها ومراجعة مستوى أدائها دون أن تحتاج للتصادم معها أو الحلول محلها.
ويمكن لهذه المجالس أن تلعب دورا أمنيا مهما بالتعاون مع اللجنان الشعبية التي سأتوقف عندها في تناولة قادمة.