fbpx
جعولة ليست الأخيرة!

بقلم/د. عيدروس نصر ناصر

شيئا فشيئا تتمكن الأجهزة الأمنية في عدن، بجهود أبطالها وحنكة جنودها وقادتها وبدعم ومساندة الأشقاء، من الإمساك ببعض أطراف خيوط المؤامرة الدنيئة التي تستهدف عدن، المدينة والثقافة والتاريخ والتعايش والأرض والإنسان، فكان ضبط السيارة المفخخة في طريق التسعين، ثم اكتشاف مستودع المتفجرات في جعوله، وقبلها بأيام القبض على منفذي جريمة دار العجزة، بداية لسلسلة طويلة ربما قد يستغرق كشفها شهورا وسنين.

كلما حققت الأجهزة الأمنية والدفاعية نجاحا في جبهة ما كلما غير المجرمون تكتيكاتهم لينتقموا من هزائمهم عبر استهداف الآمنين من المدنيين ومن القيادات والكوادر الأمنية والقضائية وأئمة المساجد والمواطنين العاديين، لكن كل هذا ينبغي أن لا يفت في عضد الأجهزة الأمنية، بل ينبغي أن يكون سببا لرفع يقظتها وجاهزيتها لملاحقة أوكار الإرهاب والإمساك بمفاتيحه، وملاحقة الخيوط التي تربط بين أطرافه.

لست خبيرا أمنيا، لكن معلوماتي البسيطة تقول لي أن الإمساك بمجرم واحد يكفي للوصول إلى عشرات المجرمين من نفس الشبكة والتنظيم، وإذا ما علمنا أن الجماعات الإرهابية (حوافش ودواعش) ومن في حكمهم يجمعهم مركز واحد ويتلقون تعليماتهم من نقطة واحدة ويشرف عليهم فريق واحد ويسعون لتنفيذ نفس الأهداف، فإنه يمكننا القول أن هذه البدايات الأولى لنجاحات أجهزة الأمن في عدن يمكن أن تخدم كأساس لتكوين قاعدة بيانات ثرية عن الشبكات الإجرامية في البلد ومن ثم سهولة وضع الخطط والبرامج التكتيكية والاستراتيجية  للإجهاز على هذه الجماعات الإجرامية وكشف وكشف من يمولها ويمونها ويديرها ويوجهها.

لن تكون جعولة هي الأخيرة فغيرها الكثير والكثير مما سيتم الكشف عنه خلال الأيام القادمة، فالجميع يعلم أن تلاميذ عفاش وأتباعه قد ملأوا عدن ومدن الجنوب بالمخربين والمرتزقة والقتلة المأجورين، وهناك عدد من المتخصصين الذين تتلمذوا في مدرسة عفاش وحصلوا على خبرات عالية في التخريب والقتل والتدمير، لكن الأيام كفيلة بالأتيان بهم من أين ما كانوا لينالوا جزاءهم العادل على الدماء التي اراقوها والأرواح التي أزهقوها والخيرات التي خربوها والمنشآت التي دمروها.

المهم هو كيف تستطيع أجهزة الأمن في عدن ومدن الجنوب جمع الأدلة ورصد المعطيات وتكوين دائرة واسعة من المعلومات التي تجعل ضبط هؤلاء قضية وقت ليس إلا.

“وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون”  (صدق الله العظيم).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*   من صفجة الكاتب على شبكة التواصل الاجتماعي، فيس بوك.