fbpx
فوارق الكاتب الوطني وكاتب الشهرة السياسي (نصيحة عامة للجميع)

 

كثيرة هي الأقلام التي ظهرت في السنوات الأخيرة,
خاصة مع اشتداد الأزمة اليمنية والحرب الأخيرة ,
وسهولة استخدام شبكات التواصل للكتابة السريعة ,
واعتقاد البعض أن كل من يملك هاتف وقدرة على الكتابة, يمكن له أن يكون كاتب عبر أي وسيلة أو صحيفة , بل انك تستغرب من بعض الصحف والمواقع التي تنشر كلما يصل إليها, تحت مبدأ احترام حرية الصحافة ,رغم أن بعض
ما يكتب لايستحق النشر..

ولذالك انتشرت الأخبار الكاذبة والاشاعات المغرضة,
وقال وقيل, والقذف والتشهر,حتى دب الملل لدى القارئ الحصيف من كثرة
مايتم نشره ,واختلط عليه التفريق بين الكاتب الوطني والصحفي المهني
وصاحب الرؤية والقلم الحر,
والكاتب الباحث عن الشهرة,او اللكتابة لمجرد الكتابة..

وبات البعض حتى لايفرف بين الكاتب السياسي, والكاتب الصحفي, والكاتب الوطني ,والكاتب المختص, وكاتب القيل والقال, وكثرة الجدل ..كما بات البعض يعتبر كل كاتب هو صحفي أو كل صحفي هو كاتب او ما كاتب هو سياسي الخ…
مع أن الفرق واضح بين الصحفي المهني ,والكاتب السياسي الغير صحفي, وبين الكاتب الهاوي ,
والكاتب الموظف, أوالكاتب من حق ياله طلبناك …وهو كالفرق بين الموظف الرسمي والعامل الحر, والحزبي والمستقل..واهل الصحافة والعمل السياسي هم أخبر مني في هذا التعريف ..
من هذا المنطلق أضع لي ولك أخي القارئ بعض النصائح الأخوية.وهي ..

1/يحدد بعض الخبرا في الكتابة والسياسة ,ظوابط لمن يريد ممارسة العمل السياس والكتابة فيها , وهي كذالك للكاتب المثقف, منها قولهم بأن يكون المثقف والكاتب السياسي المرموق, صاحب قلم ثابت, ورؤية وطنية واضحة ,ومواقف عامة غير متقلبة ,وقلم حصيف غير مسموم ,قلم يكتب بحرية لله وحدة ثم للوطن وللشعب وقضاياه,
وليس للتعصب لأفراد واحزاب أوجماعات, أوللتشهيير أو الطعن والقذف في هذا او ذاك من الناس,
مع ممارسة النقد البناء المطلوب والمكفول تجاه أي شخصية قيادية في أي موقع كان, بعيداً عن الشخصنة والاساءات الخاصة البعيدة عن الحق….

2/أن لاتتبع التشدد المفرط في الكتابة والعبارات المليئة بالشتم ,فتقع في الخطاء بظلم الغير ,ولاتتبع التفريط المخل في التعبير فتقع في الخطاء بتجاهل حقوق الغير,
أي اتباع التوفيق بين الثبات على نصرة الحق, والكلمة الحرة المطلوبة ,وتجنب التفريط في الثوابت الدينية والوطنية بداعي الوسطية والمرونة…

3/على الكاتب أن يحسن اختيار العبارات والكلمات التي يكتبها ,فأنت تكتب والملائكة يكتبون معك ,فإن كان خيراً فهنينك لك,وأن كان شراً فقد خبت وخاب ظنك , وتجنب كلمات اللعن, والشتم, والتخوين ,والسب, والقذف للآخر, مهما كان خلافك معه, فخلافي مع الآخر لايبرر لي تحت مبداء الانتصار الشخصي أو لقضية ماء في وطني , أن أسب والعن واقذف من اريد لأني لااعرفه أو ليس لي مصلحه منه ,أو لااحب سلوكه, فمن حقنا أن نمارس الانتقاد ,بل والتبويخ والايضاح للحقائق والمواقف لوطنيه لهذا أو ذاك من الناس , ولكن دون تجريح أو طعن في انتمائهم للوطن ,بل ومن حقنا أن نطلب محاسبتهم , ولكن دون اساءة ,وستجد نفسك أيها الكاتب الحر للوطن حينها أن اتبعت الحق والكلمة العادلة, قوي بقيمك وحقك وقضيتك, أكثرمن قوتك بلسانك وكلامك وقلمك..
فالقلم سيكتب لك ماتريد,
واللسان ستنطق بما ترغب,
غير أن المعيار عند الله ,عن ماذا تكتب ولماذا تكتب؟ ..

4/من المهم التفريق بين ممارسة الكتابة والنقد البناء للتصحيح والتطوير ,
والكتابة من أجل التشهير والسب والقذف للآخر والتنفير , فالكاتب المثقف أو الحر المحب للتصحيح, لايمكن له أن يندفع لاستخدام الكلمات الجارحة
,والشتم والتخوين والطعن للآخرين, لمجرد أنهم ارتكبوا عملاً يخالف مانريدة نحن ,أو دافعوا عن قيم يقتنعون بها ولانفتنع بها نحن, او مارسوا النقد للاخطاء.. وكذالك على من هو في موقع ماء أن يتقبل الانتقاد وأن يرحب به, بعيدا عن التخوين لمن ينتقده طالما نقدهم له كان للتطوير ِوليس البحث عن التشهير..
5/لاتكتب وانت في ظرف نفسي لايسمح لك في الكتابة بسبب المعاناة. الخاصة, فإن كتابتك ستكون مليئة بالأخطاء أو العبارات التي تقولها تحت دافع المعاناة النفسية,وكذالك لا تكتب وأنت تعيش لحظة فرح وسرور مبالغ فيها, وموقف تأثرت به بعد حضورك مهرجان أو احتفال اولقاء وسماعك خطاب سياسي مثير,فقد تكون كتابتك نابعة من لحظة شعورية حماسية ليس لها علاقة بالواقع ومليئة بالأخطاء السياسية الغير موفقة…

أخيرا علينا أن نعلم جميعاً, أن كلما نكتبه سوف سيسألنا الله عنه,وأن نحذر من افة اللسان…فقد سأل معاذ بن جبل رضي الله عنه..هل اننا ماخذون بما نتكلم به…. فأجاب الذي لاينطق عن الهوى .. رسول الله صل الله عليه وسلم بالقول..
(ثكلتك امك يامعاذ,وهل يكب الناس على وجوههم أو قيل مناخرهم يوم القيامة إلا حصائد السنتهم).

والله من ورا القصد.
علي شنظور… ابوخالد