fbpx
مرحلة القفز على حواجز الأعداء
شارك الخبر

بقلم : غسان العمودي

طالما وأن الجنوبيين أثبتوا فروسيتهم الوطنية في تجاوز سلبيات الماضي ، وأكدوا أنتمائهم العربي من خلال إيقافهم للمد الفارسي، ورسموا بأجسادهم الطاهرة لوحة عروبية كتبوا عليها بدمائهم الزكية : الجنوب حزام وصمام أمن وأستقرار الأمة العربية.

إن المرحلة التي يمر بها شعب الجنوب غاية في الخطورة، ولكنها ليست أخطر من ذي قبلها، بيد أن التخلص من التواجد الحوثي والعفاشي يعني زوال عناصر الأرهاب وأفول عناصر الغدر والخيانة وتجميد نشاط العملاء المأجورين، ولكن؛ لماذا لم يتم فرض هيبة الدولة؟ هل هناك خلل في المؤسسات العسكرية والأمنية والإدارية في الجنوب؟ وكم هي التكلفة التي يمكن ان يدفعها الجنوبيون كي يعيشوا بأمن واستقرار ونيل كامل حقوقهم المشروعة؟ ولماذا بدأت الأصوات المنتقدة لقوات التحالف العربي تعلو يوما بعد يوم؟؟!!

نعم… القيادات الجنوبية هي من تمثلنا بوجود وغياب الدولة على حد سواء، وأن الإنفلات الأمني في المحافظات المحررة لن يطول أمده بتعاون وتكاتف كل الشرفاء من أبناء الجنوب، فالتضحيات التي قدمها شعب الجنوب هي ثمن حريته وعزته وكرامته، ولن يكن شعب الجنوب بعد 26 من مارس 2015 الا شريكا صادقا وجارا وفيا لدول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ستصمت أصوات أولئك الذين يرون من التواجد العربي جرما وعدوانا بينما نجدهم يمجدون التدخل الإيراني ويهللون عند وصول شحنات أسلحة الموت التي تستهدف أجساد الأطفال والنساء اليمنيين وبيوت الله والمدارس والمستشفيات.
أعتقد أن شعب الجنوب بأمس الحاجة أن يقفز على حواجز الأعداء، وحتى يتمكن من ذلك فعليه مايلي:

_ إعلان تعبئة شعبية تطوعية لإعادة الحياة الى المحافظات المحررة ، ممارسة التجارة، تحفيز الخطاب الديني المعتدل، مزاولة العمل الحكومي والخاص، التفاعل الايجابي مع المدارس والمعاهد والجامعات، تنظيم النشاطات الرياضية والثقافية، تأمين الطرقات من والى العاصمة عدن، كل هذا يعد إيعاز شعبي للبدء بعملية الاعمار التي ستعمل على فتح مطارات وموانئ الجنوب.
_ خروج الغزاة يطلب تمشيط البلاد عملاءه شماليون كانوا أم جنوبيين، كل مؤسسة عسكرية أو أمنية أو إدارية هي المسؤولة أمام الشعب والوطن عن وجود العملاء بها، سنحاسبهم جميعا من منطق: الخير يخص والشر يعم.

_ لم تكن القبيلة في الجنوب تحظى بمكانة مرموقة لدى الدولة، وقد قدم الجميع أسفهم واعتذارهم للسلاطين والمشائخ والوجهاء في الجنوب، بكل فخر واعتزاز أجدهم اليوم أحد أهم العوامل التي ستساعد شعب الجنوب على تخطي حواجز الأعداء، مطالبا إياهم بالعمل على محاربة العناصر الإرهابية فأن لم يستطيعوا يجب الإبلاغ عنهم ومساندة الأجهزة الأمنية بالقاء القبض عليهم، فإن لم يستطيعوا يجب عدم ايواء أو التستر على إرهابي كان قريبا أو صديقا أو معروفا…وذلك أضعف الإيمان الوطني والإنساني.

_ الشعب هو أساس الدولة، القيادة من الشعب وليس العكس، لذا كان لشعب الجنوب أن يعيش ويناضل ويواجهة الغزاة دون قيادة دون حكومة دون سلطة، هو اليوم يستطيع أن يتفنن باجتياز حواجز الأعداء من خلال الدعوة الى تأسيس مجلس سياسي بالتوازي مع مجلس عسكري.

_ النظر للأهداف دون النظر الى الأشخاص لايوفر لشعب الجنوب الجهد والمال فحسب، بل سيوفر مئات الشهداء الذين سيقودون البلاد الى بر الأمان، فشل قائد ما لايعني أنه خائن، ولكن الإصرار على بقاءه في منصبه يعد خيانة شعب لوطن، تقييم أداء القيادات العسكرية والأمنية مرتبط بقوات التحالف، فلا تنشغلوا بهم على حساب تحقيق الأهداف.
_ دول التحالف العربي ساندتكم ضحت من أجلكم ، إصرارها على تخليص اليمن من الحوثي وعفاش وتأمين حدودها وحماية شعوبها ومواجهة الخصوم الدوليين والاقليميين يجبر شعب الجنوب على التمسك بنهج الأمن العام لجزيرة العرب، الجريمة ليس لها حدود، فلتكن مواجهتها خارج الحدود اذا تطلب الامر ذلك، وعلى شعب الجنوب التمسك بالنهج العام لدول التحالف الذي ليس له بديل غير الإرتماء في حظن صناع الحواجز أمام شعب الجنوب… فهل حان الوقت أمام شعب الجنوب أن يتجاوز حواجز الأعداء لتحقيق أهدافه العليا التي من شأنها أن تقتلع الحواجز من جذورها ؟

المستشار: غسان محسن العمودي

أخبار ذات صله