fbpx
آل مرفد وآل الحيد كنتم رجالا!

الأحداث الجسام والمواقف العصيبة وأوقات الشدائد والمحن، تبرز معادن الرجال الصادقين والمخلصين، معادن الناس تظهر وقت الفتن والأزمات، عندما يتعرضون لنار حارقة ومستعرة، فمنهم من يذوب وينصهر ويتوارى، ومنهم من يزيده الإحراق بريقا ولمعانا وجمالا، هناك ملازمة بين الرجال والمواقف، فقد يعرف الرجل بالمواقف والعكس الصحيح.
فأحداث يافع الأخيرة كانت عصفت بالجميع، وانقسم الناس حولها، وحاول البعض حرفها عن مسارها، وبرز طرف ثالث وهو المستفيد منها، فحاول جاهدا إن يؤجج الفتنة، ويشب نار الوقيعة، وينشر الأخبار الكاذبة حتى يوقر الصدور ويزرع الأحقاد، ولكن خاب ظنه وضل عمله وسعيه، فكان القوم كبارا وعظاما، لم يتركوا لهؤلاء أي فرصة كي يبثوا سمومهم وينشروا أحقادهم.
الصحافة الصفراء وكعادتها كانت تنقل الأخبار وتصور الأحداث بغير حقيقتها، بل من المضحك إن أحدى المواقع التابع لحزب الإصلاح عنون الخبر ( يافع تحت قبضة داعش)، ومواقع المؤتمر تنقل إن ( يافع كل ولاءها لحزب المؤتمر الشعبي)، ومواقع الحوثي (تدعو اللجان الشعبية والجيش الوطني للدخول الى يافع من أجل إصلاح الوضع والتوسط بين القبائل المتناحرة)، هكذا كان الإعلام المعادي يبث سمومه ويمني النفس بتحقيق ما بتمناه، وهناك اطراف في الداخل تساعد على ترويج مثل هذه الأخبار المرعبة وهدفها ممارسة الحرب النفسية .

آل مرفد وآل الحيد، برهنتما للعالم كله، إنكما رمز للوطنية المخلصة، مواقفكما الآخير رفعت من أسهمكما في عيون أبناء يافع والجنوب كاملا، كنتما رجالا في وقت حرج للغاية وبلغت معه القلوب الحناجر، اتخذتما القرار المناسب في الوقت المناسب، الذي جنب يافع فتنة كبرى كانت من الصعوبة إحتواءها أو إخمادها، كيف لا وأنتما من قدما خيرة شبابكم ورجالكم بين شهيد وجريح دفاعا عن العرض والأرض والدين.

الأخطاء التي وقعت مع دخول قوات الحزام الأمني وجب الإنتباه لها مستقبلا، مع مراعاة الخصوصية لكل منطقة في الجنوب عامة، يافع تكوينها قبلي حساس جدا، وهناك بعض الإشكالات والخلافات بين بعض القبائل، والتي يتم معالجتها عبر وسطاء نزيهيين من الداخل اليافعي، وهي في طريقها للحل، فأي تحرك عسكري أو أمني وجب التنسيق مع الجميع، وعدم إهمال أي طرف أو شخص وعدم القفز على جهود الآخرين التي بذلت من قبل في سبيل مواجهة الأوضاع ومحاربة الجريمة، وتفعيل الأمن بجهود شخصية كما حصل معنا في مديريات يافع، بل كان من المفترض إن تكون البداية لأي قوة أمنية جديدة من حيث انتهى القوم، وهذا قد يساعدهم كثيرا ويوفر عليهم الجهد والوقت.
إن الإنسان الجنوبي متعطش بطبعه للدولة المدنية، التي يتساوى فيها الجميع، دولة يكون الفصل فيها للقانون والقضاء وإرساء مبادئ العدل، دولة المؤسسات التي تقوم على المساواة في الحقوق والواجبات والتعايش بين أبناء الوطن الواحد والقبول ببعضنا وتطبيق القانون على الجميع وأولهم المسؤول والقائم على حقوق الناس، إذا سرنا في هذا الطريق فنحن اصبحنا قريبين من حلم استعادة الدولة، وإن سارت الأمور بعكس ما تشتهي سفننا وبرز الى السطح الصوت الواحد وانتهاك لحقوق المواطن وتقسيم المجتمع بين وطني شريف وغير وطني، فنحن نسير الى المجهول ولا ندري أين ترسو بنا أقدارنا.

محمد بن زايد الكلدي