fbpx
إعلامي سعودي ورئيس تحرير صحيفة دولية: حل الازمة باليمن هو عودتها إلى يمنين (جنوب وشمال) والاجدى التحرك لإعلان دولة اليمن الجنوبي
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعة:

قال اعلامي وكاتب سعودي أن الخيار الراهن لحل الازمة في اليمن هو عودة اليمن إلى يمنان جنوب وشمال يمن مستقر٬ في الجنوب٬ يستحق الدعم٬ والتطوير والبناء و التحرك لإعلان دولتة لتكون دولة حليفة٬ لا تابعة٬وعضًوا في مجلس التعاون الخليجي٬ ويمن الشمال الذي عليه أن يواجه مصيره المشؤوم على يد إيران.

وأكد الاعلامي والكاتب السعودي ورئيس تحرير سابق لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية ” طرق الحميد” في مقال له  في صحيفة الشرق الاوسط بعنوان” صالح والحوثيون يرسخون التقسيم” : أنه لا أحد يسعى للتقسيم٬ لكن اليمن نفسه مقسم٬ وعلى يد الحوثيين وصالح٬ وبقيادة إيران٬ وبالسلاح٬ والإقصاء والانقلاب حتى على قرارات مجلس الأمن الملزمة.

 

واضاف، ” ولذا فإن الأجدى الآن هو التحرك لإعلان دولة اليمن الجنوبي لتكون دولة حليفة٬ لا تابعة٬ وعضًوا في مجلس التعاون الخليجي٬ وتؤطر كل الاتفاقيات معه من باب المساهمة في إعادة الإعمار٬ ومكافحة الإرهاب٬ حيث توفر له الحماية من التنظيمات الإرهابية٬ ومن أجل تمكينه لمواجهة شرور الحوثيين وصالح في الشمال٬ ويبنى على أساس دولة حديثة٬ لا مجتمع عشائر، يبقى اليمن الشمالي ليواجه مصيره٬فإذا اهتدوا فأهلاً وسهلاً٬ وتكون المصالحة٬ أو ليواجهوا مصيرهم المعلوم.

واشار، تلك الخطوة٬ أي يمن جنوبي ويمن شمالي٬ تعني حقن الدماء٬ وتقليل الضرر٬ والتفرغ للعمل الإيجابي٬ بدلاً من الرقص على إيقاعات قوى الجهل والتخلف الإيرانية٬ والحوثية٬ أو منطق قّطاع الطرق الذي يمارسه صالح “.

 

نص المقال:

صالح والحوثيون يرسخون التقسيم

الأحد ­ 4 ذو القعدة 1437 هـ ­ 07 أغسطس 2016 مـ رقم العدد [13767]طارق الحميد

 

أعلن الحوثيون٬ والمخلوع علي عبد الله صالح٬ أمس السبت رسمًيا عن تشكيل مجلس حاكم مؤلف من عشرة أعضاء لحكم اليمن بـ«التناوب»٬ حيث يتبادل

الطرفان منصب الرئيس٬ ونائب الرئيس٬ بصورة دورية. فما معنى هذه الخطوة الانقلابية الجديدة؟

المؤكد هو أن الحوثيين وصالح قد اختاروا قرار تقسيم اليمن٬ بين يمن منقاد لإيران٬ والانقلابيين٬ ويمن رافض للانقلابيين٬ والتبعية لإيران. هذه الخطوة الانقلابية تعني هدم اليمن ككل٬ وتحويله إلى خراب٬ وعامل استنزاف لكل دول الخليج٬ وعلى رأسها السعودية٬ وبالطبع التحالف العربي الذي يخوض حرًبا هناك منذ 16 شهًرا٬ وبالتالي فإن السؤال المطروح الآن٬ وبشكل ملح٬ هو: ما الحل في اليمن؟ الانسحاب٬ وترك اليمن فريسة سهلة بيد الإيرانيين٬ والحوثيين٬وصالح٬ وبالتالي استنزاف دول الخليج حيث يصبح اليمن ككل مرتًعا للإيرانيين٬ و«القاعدة»٬ و«داعش»؟ أم مواصلة الحرب كما هي الآن؟ أم وضع استراتيجية جديدة تضمن الحد من خسائر الحرب٬ عموًما٬ ووفق منهج أقل الضرر؟

أميل للنقطة الأخيرة٬ وهي أقل الضرر٬ والحل هو أن يكون هناك يمنان؛ يمن مستقر٬ في الجنوب٬ يستحق الدعم٬ والتطوير والبناء٬ ويمن الشمال الذي عليه أن يواجه مصيره المشؤوم على يد إيران٬ والحوثيين٬ وصالح.

ولا يمكن أن يقال: إن هذه دعوة للتقسيم٬ فالتقسيم حاصل أصلاً٬ واليمن ككل مهدد بالانهيار٬ على يد الحوثيين وصالح٬ الذي يعتقد أن بمقدوره خداع كل الناس٬ كل الوقت. ولذا فإن الأجدى الآن هو التحرك لإعلان دولة اليمن الجنوبي لتكون دولة حليفة٬ لا تابعة٬ وعضًوا في مجلس التعاون الخليجي٬ وتؤطر كل الاتفاقيات معه من باب المساهمة في إعادة الإعمار٬ ومكافحة الإرهاب٬ حيث توفر له الحماية من التنظيمات الإرهابية٬ ومن أجل تمكينه لمواجهة شرور الحوثيين وصالح في الشمال٬ ويبنى على أساس دولة حديثة٬ لا مجتمع عشائر. ويبقى اليمن الشمالي ليواجه مصيره٬ فإذا اهتدوا فأهلاً وسهلاً٬ وتكون المصالحة٬ أو ليواجهوا مصيرهم المعلوم. وتلك الخطوة٬ أي يمن جنوبي ويمن شمالي٬ تعني حقن الدماء٬ وتقليل الضرر٬ والتفرغ للعمل الإيجابي٬ بدلاً من الرقص على إيقاعات قوى الجهل والتخلف الإيرانية٬ والحوثية٬ أو منطق قّطاع الطرق الذي يمارسه صالح.

وبالتأكيد أنه لا أحد يسعى للتقسيم٬ لكن اليمن نفسه مقسم٬ وعلى يد الحوثيين وصالح٬ وبقيادة إيران٬ وبالسلاح٬ والإقصاء والانقلاب حتى على قرارات مجلس الأمن الملزمة٬ وعكس ما يحدث في العراق٬ مثلاً٬ والذي طالب فيه الأكراد باستفتاء للتقسيم٬ وليس بانقلاب مسلح.

وحتى في سوريا٬ ورغم كل القتل والدمار٬ فإن المعارضة ترفض التقسيم٬ ولا يجرؤ الأسد على التلويح بذلك لأنها ستكون نهايته الحتمية٬ بينما في اليمن يكرس الحوثيون وصالح التقسيم كل يوم٬ وبدعم إيراني٬ وآخر خطوات التقسيم هذا الإعلان عن مجلس حكم بـ«التناوب»٬ فلماذا التردد حيال أمر واقع أصلاً؟ التقسيم هو الحل المنطقي لليمن٬ بل ومن أجلحمايته من الانهيار الكامل.

 

طارق الحميد

إعلامي و كاتب سعودي ورئيس تحرير سابق لصحيفة “الّشرق الأوسط”

أخبار ذات صله