fbpx
المخطوفون..!

د عيدروس نصر ناصر
من متابعاتي لاجتماعات ما يسمى باللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام فرع صالح، تبين لي أن هذه الاجتماعات لم تكن سوى حفلة خطابية يكون فيها المتحدث الوحيد هو (صاحب الدكان) وإن الحاضرين هم كل من تبقى في نصيبه من زبائن الدكان بعد أن تفرقت السبل بكل شركاء الدكان الذين أدركوا أن التجارة فيه خاسرة وراحوا يبحثون عن دكان آخر ربما فيه من الربحية أفضل مما لدى صالح.
معرفتي بعدد من الذين يشاركون في هذه الاجتماعات تؤكد لي أن وجودهم في تلك الاجتماعات ليس إلا كوجود الكومبارس في فيلم البطل الواحد حينما يحتشد المئات من الأوجه في حضور البطل لكن دورهم يقتصر إما على التقاط الصورة أو التصفيق وفي أحسن الأحوال ترديد الهتاف والصراخ بالشعار ولا يتكرم المخرج حتى بذكر أسمائهم في قائمة الممثلين.
تساءلت مع نفسي ماذا تفعل أسماء عدد الزملاء الذين عرفتهم عن كثب وأزعم أنني أدرك مدى قدراتهم على اتخاذ موقف سياسي بناء وعن وعي وإدراك لتبعات هذا الموقف (دعك من القناعة والإيمان) أو ترجيح كفة ميزان قوى معين كالزملاء أحمد النويرة أو مهدي الجعدي أو محسن النقيب أو محمد العيدروس أو قاسم الكسادي أو ناصر با جيل أو محمد العيسأي وغيرهم ممن لا ناقة لهم ولا جمل بصراع الثنائية (الشرعية ـ الانقلاب) وكانوا أقوى موقف يتخذونه حتى وقت قريب هو الاكتفاء بلعن الحوثيين بتكرار القول “لعنة الله عليهم أحفاد المجوس”، فضلا عن رفع اليد لتأييد يد سلطان البركاني المرفوعة عند المصادقة على بعض القرارات ومشاريع القوانين، التي في الغالب لا يعلمون ما معاني مفرداتها، بالنسبة للبرلمانيين منهم.
راودني شعور أقرب إلى اليقين أن الكثير من هؤلاء هم أشبه بالمخطوفين الذين بشكل أو بآخر ولسبب أو لآخر لا يستطيعون الإفلات من يد الخاطف الذي أحكم عليهم وسائل اختطافه وكبلهم بمجموعة من الأغلال لا يستطيعون منها فكاكا فاستسلموا لهذا الخاطف وقبلوا بدور الكومبارس في فيلمه التراجيكوميدي الذي يمثله على عشرات الملايين من المشاهدين الضحايا.