fbpx
كفاكم عبثاً بأبين !

سنوات والفاسدون يمتصون خيرات أبين, ويهبون ثرواتها, ويتقاسمون أموالها, سنوات والفساد (ينخر) في جسدها المنهك ويمتصها دمها ويغرز خناجر وأظافر اللؤم والجحود والنكران في جسدها المثحن بالجراح, سنوات وأبين تحاول أن تنهض وتستعيد قوتها وعافيتها المسلوبة, ولكن سرعان ماتتهاوى وتتداعى أركانها وتسقط على فراش الأمراض والأسقام والمعاناة, فأحالها إلى (رجل) مريض وأدخلوها في مرحلة الموت السريري..

لم يكتفوا بهذا وذاك بل جعلوا منها ساحة لتصفية حساباتهم, وميدان لممارسة (عهرهم) السياسي وأحقادهم وضغائنهم ونزاعاتهم, فغدت منبع إرهاب, ومستنقع فساد بفعل فاعل وقدرة قادر, وبفعل تلك السياسة الرعناء التي لم يدركها أبناء أبين بعد البسطاء, ليمضي العام تلو العام, وتأكل السنون بعضها وجراح أبين تنزف وأنينها وعويلها يزداد, معاناتها تكبر وتستفحل, حتى باتت المحافظة على شفا جرفٍ هار ربما ينهار بها إن لم يكن أنهار..

لا ندري ما الدافع في أن تغدوا أبين (كبش) المحرقة, وقربان تأكله نار السياسة وضغائن المتناحرون, هل لأن أبنها (رئيس) ؟ , هل لأن أبنها ( وزير ) ؟ , هل لأن أبنها فدائياً بطل ؟ , خذوا كل هذا ولكن أتركوا لنا ( محافظتنا) ! دعوها وشأنها فهي لا تحتمل (صب) الزيت على النار, أو ذر الرماد على العيون, دعوها وكفاكم عبثاً بها فقد أوجعتموها..

أما يكفيكم أن الموت يأتي أهلها من كل حدبٍ وصوب, من البر من البحر من السماء, وحتى من فوهات الإنتقام, وتجار الدماء, أما يكفيكم أنه ما من معركة أو ساحة نزال أو ميدان بطولة إلا وروى الدم (الأبيني) تربتها, وفاضت فيه أرواح أبنائها وتناثرت أجسادهم, أما يكفيكم أنها (مصنع) الرجال, (ونبع) الأبطال, وبوابة النصر, وخاصرة الوطن, أما يكفيكم أن (العشق) قد نسج حكايته على ساحلها, وأن (الحب) عزف سيمفونيات الغرام بين حدائقها, وأن البراءة والشجاعة هي (سمة) أبنائها..

كفاكم عبثاً بأبين فأطفالها ونسائها وشيوخها وكل أبنائها (يُقتلون) بدمٍ بارد وأعصاب (كالثلج), فلا يحرك الوطن ساكناً, ولا يرف له (جفن), وكأن أجساد أبنائها ودماؤهم هي (فاتورة) الكيد والكيد المضاد التي تجلى في أقبح صوره وأقبحها..
كفاكم عبثاً بأبين.. ودعوها تستعيد عافيتها ومجدها والقها وماضيها التليد, وليرحل الفاسدون والعابثون والحاقدون إلى (مزبلة) التاريخ, وستنهض أبين بسواعد الشرفاء من أبنائها وليس بأيدي الخونة والمرتزقة والعملاء والفاسدون, أرحلوا ودعوها تنام (قريرة) العين دون أنين أو أوجاع..