fbpx
الجدل بالسيف.. !

رأيت بعض المنشورات الفيسبوكية التي تحلل تهديم قباب الأولياء في تعز!
ذهلتُ فعلا، لأنها أحيانا بأقلام من يقضون يومهم بالحديث عن “الدولة المدنية”!

ماذا تقول مبادئ هذه الدولة المدنية، عن هذا السلوك؟
١) حق ممارسة المعتقد الديني أو غير الديني أو الإلحادي (طقوس تعبد في ضريح ولي، عدم صيام رمضان…) حق مطلق لا يحق لأحد مسّه.

من حقك أن تنتقده، أن تسخر منه، لكن من واجبك أيضا الدفاع عن حق الإنسان بممارسته بحرية.
مثلا: من حقك أن تسخر مني إذا قبلتُ الحجر الأسود، وأن تعتبر سلوكي شبه وثني إذا أحببتَ، كما سخر من ذلك كبار فلاسفتنا وصوفيينا، لكن لا يحق لك تهديم الحجر الأسود أو منعي من تقبيله.
القانون يحرم عليك ذلك، ويضمن لي ممارسة عبادتي بحرية.

٢) نقد الفلسفات والأفكار والديانات و الأيديولوجيات الإلحادية والسخرية منها: حق مطلق لمن يريد، بل ضرورة لتطور الحياة والأفكار والحضارة، لكن منعها من التعبير محرم وممنوع قانونيا، وشتمها سلوك غير أخلاقي.

في أكثر من ٥١٨ آية سخر القرآن من المشركين و وعدهم بجهنم وسوء المصير (من حقه السخرية، كما من حق المشركين عمل مثل ذلك معه إذا أحبوا)، و شتَمهم (“هم كالأنعام بل هم أضل”…)، وشتموا النبي محمد: لم يعد ذلك (أي الشتم) مناسبا اليوم في عصر الأخلاق المدنية، والمساواة الكاملة بين المؤمن والمشرك.

المشكلة الوحيدة التي ندفع ثمنها حتى اليوم: في بعض هذه الآيات حلل قتلهم، و هدم أصنامهم؛ و مارس معهم حرب الردة.
لو تعايش معهم دون إراقة قطرة دم واحدة (كما فعلت المسيحية في أول ٨٢ سنة من دخولها الامبراطورية الرومانية في القرن الرابع، قبل أن تتحول لاحقا إلى منبع أسوأ الممارسات الاضطهادية، كمحاكم التفتيش)، و كسب صراعه الروحي معهم بالعلو الروحي والجدل، وليس بالسيف، لما برزت داعش واستمر طغاتنا حتى اليوم…
– من صفحة الكاتب على الفيس بوك