fbpx
يريدون جر عدن إلى الفتنة!

 

لماذا عدن دون غيرها يتنافس ويتسابق فيها القوم ؟ ويشتد الصراع من حولها، وتزداد الأمور سوءا يوما بعد يوم ؟ خطابها السياسي مزدوج وبرأسين، أجهزتها الأمنية مقسمة وكل جماعة تتبع لجهاز معين لا يرتبط بالآخر!، إعتقالات بالجملة طالت الكثير من الأبرياء ورجال المقاومة والذين كان لهم شرف الصمود والقتال ضد المسوخ الحوثية العفاشية، ضخ إعلامي سطحي وغير مهني، لا يعرف من الإعلام إلا إسمه، جماعات العنف والإرهاب تركت البلاد بطولها وعرضها وجاءت إلى عدن تشارك وتقتسم في صنع الموت والقتل والدمار، كل الخدمات ومقومات الحياة كادت إن تختفي تماما لا كهرباء ولا ماء ولا بترول، الأمراض تفتك بأهلنا في عدن، حتى الموت فيها أصبح ينتظر صاحبه بجوار بيته كي يأخذ روحه!، الفقر دق أبواب الجميع والوضع المعيشي للمواطن في تراجع وتدهور.

هذه هي عدن بكل تفاصيلها وبكل آلامها وأوجاعها، عدن التي كانت تأسر الناظر إليها بجمالها الخلاب، كي تحكي لنا وتروي قصة حضارة وأصالة وفن عبر العصور، فيها توقف التاريخ في محرابها متعجبا من حالها المزري الذي تمر به، وهو الذي تركها وهي في قمة عطائها وبهائها وشبابها الناضر، كم كان يطيب العيش فيها للكثير منا، لم تعد كما عهدناها من قبل بل أصبح البعض يفكر بالرحيل والبحث عن أماكن أخرى أكثر أمنا وهدوءا وسكينة، بعيدا عن صوت التفجيرات والعبوات والحقد الأسود.

من يعيد البسمة لمدينة السلام من يضمد جراحها ويمسح دموع أطفالها، ويسمع أنات أبناءها، ويلملم أوجاعها، وينتشلها من وحل الفوضى والجريمة والفقر والعوز. ؟؟

كل الأطراف السياسية المختلفة والمتصارعة والجماعات المسلحة، والأحزاب المتعددة، اتفقت إن تجعل ساحة الصراع وحلبة الملاكمة مدينة عدن، لما لها من أهمية استراتيجية كبرى وبعد تاريخي وحضاري.
-فالحوثي وعفاش كلما قصفت صنعاء وصعدة ومعاقله الرئيسية يزداد ضراوة وقوة وزحفا صوب عدن! ويوحي إلى أتباعه وعصاباته عمل بلبلة وخلط الأوراق، -جماعات العنف والإرهاب كلما تلقت ضربات وفقدت الكثير من عناصرها في حضرموت أو البيضاء أو أي مكان، يكون ردهم قاسي ومؤلم في عدن! -التحالف ومعهم الشرعية أفرغوا عدن من كل شيء وقطعوا عنها كل الدعم والخدمات، فاغلقت الموانئ والأماكن الهامة والمطار المنفذ الجوي الوحيد لأهالي الجنوب العالقين في بلاد العالم، وانعدمت معها المشتقات النفطية والمازوت وكل مصادر الطاقة، -الحراك الجنوبي ظهر كعادته منقسما على بعضه لا يقدر على الحركة، ولا يدري كيف يتصرف سياسيا وثوريا بعد إن كانت العاصمة بيده، -التيار الإسلامي السلفي الجنوبي حاله لا يختلف عن حال المكونات الأخرى ودخل عالم السياسة وهو يفتقد لأبسط أدبيات السياسة، ويتلقى ضربات موجعة ومؤلمة من جماعات العنف والموت، حيث فقد الكثير من قياداته وعلماءه وشيوخه وسط إرتباك أمني وتشكيك من بعض الأجهزة في ولاءها واختراقها من مخابرات عفاش.
-القبائل الكببرة المحيطة والقريبة من عدن هي الأخرى تريد لها موطئ قدم ومكانه سياسية وحضور كبير يضمن لها تواجدها في صنع القرار الجنوبي الموعود، لذا نجد التوظيف والإنخراط في سلكي الجيش والأمن أغلبه ذات أبعاد قبلية، وتقسيم المواقع بشكل جهوي قد ينذر بإنفجار الوضع لا سمح الله.

إذا لم يكن للعقلاء والحكماء دور كبير وموقف وطني شجاع، وتنبيه الغافلين من بروز فتنة وبؤرة صراع داخل عدن وحوليها ظهرت معالمها وعلاماتها وبدأت تلوح في الأفق، فإن الوضع قابل للتصعيد والإحتقان، ولو شبت النار فليس بمقدور أحد من إخمادها أو إحتواءها، الا بعد خراب مالطا.

محمد بن زايد الكلدي