fbpx
اليمن بين السلام والحسم العسكري
شارك الخبر
اليمن بين السلام والحسم العسكري

يافع نيوز – البيان

من المقرر أن تنتهي بنهاية هذا الشهر الجولة الجديدة من مشاورات السلام اليمنية في الكويت وسط مؤشرات على استمرار رفض الانقلابيين خيار السلام، ودفعهم الحكومة الشرعية والتحالف العربي نحو الحسم العسكري وسط انهيار اقتصادي مريع وأزمة إنسانية خانقة.

ورغم الجهود التي بذلها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والمجتمع الدولي، من اجل الحل السياسي إلا أن الانقلابيين يستخدمون مشاورات السلام المتقطعة منذ اكثر من عام للمراوغة والكسب السياسي ومحاولة التقاط الأنفاس بعد الضربات التي تلقوها في مختلف الجبهات، وكانت اخر المحاولات في الكويت من خلال خارطة الطريق التي تبناها وزراء خارجية الإمارات العربية المتحدة والسعودية والولايات المتحدة وبريطانيا والتي تستند إلى قرار مجلس الأمن الداعي إلى انسحاب الانقلابيين من المدن وتسليم الأسلحة ومن ثم استئناف المسار السياسي.

انهيار اقتصادي

وفي ظل انهيار اقتصادي شامل بسبب الانقلاب واستنزاف المخزون الاحتياطي من العملة، أوقف البنك المركزي صرف كل أبواب موازنة الجهات الحكومية باستثناء الرواتب في خطوة ممهدة لعجز البنك عن دفع الرواتب خلال أغسطس أو سبتمبر المقبلين، في حين تعمل الحكومة الشرعية وبمساندة من التحالف العربي على التخفيف من وقع الأزمة الاقتصادية ومنع الانهيار من خلال السماح للبنوك التجارية بترحيل أرصدتها إلى الخارج حتى تتمكن من تغطية احتياجات استيراد المواد الغذائية، وتناقش ايضا أمر إعادة السماح بإيصال الجولات المالية إلى الداخل.

ولأن الطرف الانقلابي غير آبه بالمأساة التي يعيشها ملايين اليمنيين بسبب مغامرتهم، فإن الشرعية وقوات التحالف العربي أرجأت اللجوء للحسم العسكري والتقدم تحو صنعاء وتركت للمجموعة الدولية مهمة إقناع الانقلابيين بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي ينص على انسحاب الانقلابيين من المدن وتسليم الأسلحة للدولة حتى يمكن لمؤسسات الدولة العودة لممارسة مهامها في توفير الخدمات للسكان ومعالجة الوضع الاقتصادي المنهار واستئناف دورة الحياة.

استغلال ومراوغة

في المقابل فإن الانقلابيين الذين وضعوا ملايين المدنيين رهائن مغامراتهم يستمرون في التعنت ومحاولة الالتفاف على تنفيذ القرار الدولي وتشريع الانقلاب، بل واستغلوا هذا الحرص من قبل الشرعية اليمنية والتحالف العربي على تجنيب المدنيين المزيد من المآسي والخشية من أن يؤدي اقتحام العاصمة إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وتشريد ملايين اخرين، استغلوا ذلك للمراوغة دون أن يدركوا أن صبر التحالف والشرعية واليمنيين جميعا لن يطول وأن الحسم العسكري في حال افشل الانقلابيون مشاورات السلام في الكويت سيكون خياراً أساسياً لدى قطاع واسع من الشعب اليمني الذي دمرته الحرب ولم يعد قادراً على استمرار هذه الحالة.

وعبر جولات المحادثات اتضح أن الطرف الانقلابي يراهن على المسؤولية التي تتحملها الحكومة الشرعية والتحالف العربي امام الشعب اليمني والعالم، ولهذا تهرب من الالتزام بقرارات الشرعية الدولية وحاول القفز عليها عبر الحديث عن حكومة شراكة وتمادى في ذلك إلى رفض الاعتراف بشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مستنداً إلى التمويل الذي يحصل عليه من تجارة المشتقات النفطية ومصادرة أموال وممتلكات الدولة لصالح حشد القبائل والفقراء والأطفال والزج بهم في جبهات القتال سعياً وراء تحويل البلاد إلى كانتونات يتحكم بها أمراء الحروب.

وحيث إن الانقلابيين قد استنفدوا صبر المجتمع الدولي والإقليمي ويعملون على جعل ملايين اليمنيين رهائن لمغامرتهم فإن خيار الحسم العسكري سيعود بقوة مع الإعلان عن فشل هذه الجولة من المحادثات وسيكون آخر العلاج رغم قساوته لإنهاء محنة اليمن وشعبه مع الطغمة الانقلابية التي جعلته أسير نزوعها إلا وطني.

أخبار ذات صله