fbpx
شعلة البريقة لا يجب ان تنطفي!

في زمن ليس ببعيد كان الزوار بسياراتهم و الراجلين الداخلين الى مدينة البريقةكانوا يقومون في أول عمل يقومون به قبل الإرتماء على رمال شواطئ الغدير و كود النمر و الإستمتاع بالسباحة في دفئ مياهها الزرقاء، هو ان تشرئب الأعناق و تتجول الأعين بحثاً عن تلك الاعمدة الطويلة الرابضة في قلب مدينة البريقة و بالذات نحو الشعلة التي لا تنطفئ…
الشعلة التي تمييز مدينة البريقة و التي هي محل فخرنا جميعا..
إنها شعلة مصافي عدن!
قديما كنت أسمع هتافات يقشعر لها بدني تلذذا يلهب بها حناجر مشجعي فريق الشعلة الحماسية الناس في الملاعب حتى تمنيت و انا مشجع وحدة عدن أن أكون مشجعا للشعلة…
فقط ليتسنى لي أن أهتف هذا الهتاف الذي يحمسني ويشعرني بروح الإنتماء لهذه التربة الطيبة..
الله اكبر يا بلادي كبري شعلة عدن ابداً لا تنطفي..
و عندما عملت في صنعاء كنت أحب الذهاب لمشاهدة مباراة الشعلة ضد أحد فرق صنعاء..
كنت أنضم إلى حيث يجلس مشجعوا الشعلة و في واقع الأمر كانوا خليط من مشجعي مختلف الفرق في عدن يجمعنا حب الحبيبة عدن و الوفاء لها..
و لأننا نستغل أبسط الفرص لنري حكام صنعاء تضامننا و إخلاصنا لأرضنا، كان لهذا الهتاف قيمة عظيمة و كان الحماس كبير..
كنا نصرخ به بقوة كالأطفال.. و كاننا نعاند، ننتفض به ضد الإضطهاد و التعسف..كانت مظاهرة من نوع أخر…
حتى يخيل لي أن لا صوت يسمع في أرجاء صنعاء في تلك اللحظات إلا دوي صوتنا..
الله اكبر يا بلادي كبري شعلة عدن أبدأ لا تنطفي..
اليوم كم هو حزين أن نجد هذا الصرح التأريخي و المعلم الذي يمييز فترتنا الذهبية التي تخرس كل الألسن التي تثرثر و تتجرأ دون الإعتراف بما كانت عليه عدن و بأنا كنا طفرة صناعية متقدمة في بلاد العرب، هذا الصرح يبدو اليوم صامتا حزيناً دون هدير المضخات..
تشاطره حزنة شعلة عدن الغائبة عن اعيننا بدون وهج..
لا نعلم ماهي خفايا عدم تشغيل المصافي و ﻻ نعلم اي خبث لا يريد لنا ان نتعافى و ننعم بمكتسباتنا…
و لكنا نعلم ان تشغيلها سيعيد مئات العمال للنشاط و الإنتاج…
نعلم ان المردود المادي لتكرير النفط كبير و سيترتب على ذلك حل الكثير من المشاكل المادية و ابرزها رواتب آلاف العمال..
و نحن على يقبن إن سارت الأمور تحت رقابة الضمير و الخوف من الله فإن الفائدة ستعم الجميع في عدن..
و إن كل أزمات الكهرباء و الغاز و كافة المحروقات و حتى الماء، لإعتمادها على المضخات التي بدورها تشغل ب الديزل ستزول دون رجعة..
نحن بكل فخر نمتلك اول مصفاة تكرير نفط بين العرب..فعيب علينا ان نهدم ما خلفه اجدادنا..
علينا تعلم حب التضحية و البعد عن الهوس الشخصي بالاموال، حفاظاً على هذا الوسام على صدورنا..
فلنعمل بايدينا و ارجلنا و اسناننا و أظافرنا حتى تبقى مكنات هذه المصفاة متحركة ﻻ تتوقف..
و حتى تبقى شعلة البريقة مشتعلة دائماً ﻻ تنطفي!

نبيل محمد العمودي