fbpx
لماذا السلفيين!

ماحدث مؤخرا من القتل و الفتك غدرًا برجال الدين من السلفين هي محاولة يائسة تعكس حالة الحمى و هلوسة الرعب و الهلع و الجنون الذي أصيبت به عقول تلك القوى الظلامية و خوفها الشديد و هم يشهدون قوتنا و وحدتنا حين استعدنا الثقة و المحبة مع اخواننا السلفيين،

أرهبهتهم تلك الصور لمطلقي اللحى مع حليقيها المنبعثة من خندق واحد..
ارعبهم حين امتزجت دمائنا لتشكل تجبهة صلبة قوية، التي كللت صلابة تماسكها بدحر مليشيات الحشد الحوثوعفاشي بعيداً عن الجنوب!
لقد أصابنا حزن شديد و ألم كبير و تملكنا الشعور بخسارة كبيرة، ندرك عظمتها، عندما نبحث في السيير الزاخرة بالعطاء ل إخواننا السلفيين..
عطاء سخي لكنوز لا تقدر بثمن منحه لنا هولاء الرجال، الذين منهم من إرتقى شهيداً بإذن الله، بعد إن طالتهم أيدي الغدر الأثمة..
فنالت من أجسادهم لتخفيهم عن دنيانا و لكنها لم تنل من آثارهم الطيبة التي حفروها في قلوبنا..
فقط تمعنوا في تلك الأسماء لنجوم تلألأت في سمائنا، تم الترصد لها و اغتيالها مؤخرا
الراوي، العدني، وهاد، مروان، يعقوب، الحمومي، علي باوزير، الضبياني الزهري و غيرهم ممن سبقوهم اثناء المواجهات المباشرة..
رجال بحجم أمة أفلت أجسادهم..توقف إنتاج عقولهم بغيابهم الأبدي عنا، و نحن بأشد العوز و الطلب لنصحهم و نور كلماتهم المستوحاة من نور من كتاب الله الكريم و من سنة رسوله..
بينما لا يزال ذلك القطيع من الحثالة التي غدرت بهم تتنفس حية تعد خططها الشيطانية لاغتيال باقي اسماء القائمة..

و يبقى السؤال المهم لماذا يتم استهداف السلفيين؟!

أثناء التصدي للعدوان الأخير، برز بشكل ملفت و مثير للدهشة و الإعجاب فصيلين متميزين ضمن المقاومة البطلة.. فئيتان لم يكن يدور في خلدنا، أن تظهرا بهذا الزخم و العنفوان و القوة..
أول الفصيلين هم الشباب من أبناء عدن بمعية ابائهم، حيث لم يتوقع أكثر المتفائلون إن معظم هولاء الأطفال هم من سيتحمل على عاتقه مسؤلية الدفاع عن كرامة الجميع…فكذبوا كل التوقعات فقدموا أجمل مافيهم، في إختبار حي في معركة جعلناها مصيرية نكون او لا نكون…
اما الفصيل الثاني و هم من خصصت هذا الحيز للكتابة عنهم..
اخواننا السلفيون!
الذين قدموا انفسهم لنا بشكل رائع أذاب معه كل المكايدات و التلفيقات و الفتن التي غرسها المغرضون و لوثوا بها عقولنا ضدهم ..
السلفيون تمييزوا بتلبيتهم الصادقة المخلصة لنداء الوطن طاعة لله تعالى..
يتبعون غريزة الأيمان الضاربة جذورها في كل خلايا أجسادهم…
يميزهم الحب المتأصل في قلوبهم نحو أرضهم..
تتلبسهم الحمية و الغيرة على عرضهم..
يقبض على نياط قلوبهم حرصهم الشديد على علو كلمة دينهم..
تستعر في أبدأنهم نار الشوق و الرغبة في إستغلال فرصة ذهبية أزلفت حتى اصبحت قاب قوسين من أيديهم..
فرصة ليست لمثلها كل الفرص..
فرصة كبيرة بحجم نيل الشهادة في سبيل الله!

تلكم المشاعر المقدسة التي لايفهمها أولئك الهلعون خلف المصالح الشخصية الدنيوية لاولياءهم، إلا حين ذاقوا من بأسها المتأجج في صدورنا..
حين لقنوا أبلغ الدروس من شبابنا، الذين لطالما سخروا منهم..
فتفاجأوا..توسعت أعينهم دهشة ثم زاغت و أصفرت وجوههم فأرتجفت اوصالهم رعباً ،
ثم خاضوا القتال بشك كبير، يجرون اقدامهم، يكاد يغشى عليهم، من شدة الخوف..
لم تنفعهم أعدادهم و لا أسلحتهم التي أصبحت هباء منثورا امام الإرادة الصلبة ل أبطالنا..

السلفيون حينما احسوا بالخطر يتعدى الخطوط الحمراء و يمد مخالبه ليعبث بالدين و الأرض و العرض، تركوا سلميتهم و كل مايميزهم من أعمال الخير..
أمتزجت تلك السحنات الطيبة التي تمييز وجوههم مع سحنات جادة عكست تحملهم المسؤلية الجسيمة.. نفروا خفافا و ثقالا..بذلوا أموالهم و أرواحهم في سبيل الله !
سطروا بدمائهم و زينوا بأرواحهم أروع و أشجع و أخلص سطور الملاحم..
دخلوا المعارك و ليس في الآفاق امامهم منصب و لا جاه و لا مال…
ليس سوى لقاء ربنا الأعلى و النظر الى وجهه الكريم!
استنشقوا ذرات الغبار المتصاعدة من التربة المتعفرة بفعل نشاط حركة أقدامهم في رحى المعارك، فتسللت إلى رئاتهم نفحات من نسائم الجنة..
و حين يحين موعد اللقاء بربهم، يغمضون أعينهم يستنشقون عطر الفردوس بتلذذ واضح تشرحها إبتسامة الشوق العريضة الواضحة التي ترتسم على وجه احدهم حين الإرتقاء.. بعد كفاح طويل و مرير في مقاومة لشهوات الدنيا..
و بسبب هذا الدور الإيجابي الكبير في دحر العدوان و تحقيق النصر بتوفيق من الله بعد ان قدموا مخلصين خيرة الرجال
و بعد إن القت الحرب أوزارها و عادوا الى اعمالهم السلمية، و كأن شئيا لم يكن بعد ان تركوا كل ذلك الأثر الإيجابي و الحب في عميق قلوبنا..
و لكن ذلك الأمر الذي لم يرتاح له العدو الحاقد.. و واضح انهم استفادوا جيداً من الدرس،
لذلك أبرموا مع المرتزقة و الفاسدين و المجرمين و تجار الحروب إتفاق غير معلن في إزاحة هذا الخصم العنيد عن طريقهم تحسبا لجولة أخرى…
عقول شيطانية أعدت القائمة و مرتزقتهم بدأوا التنفيذ…

وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ

نبيل محمد العموديَ