fbpx
وسواس قهري

بعض (المستكتبين) الذين يتحفونا بتهويلات هي أقرب إلى تقارير المخبرين السريين منها إلى الكتابة الصحفية، وتمتلي بها مواقع مجهولة الانتماء، حتى وإن أعلن البعض امتلاكهم لها صوريا، هذه التقارير السرية تتعامل مع الوهم أكثر من تعاملها مع الواقع، وتحديدا فيما يخص عدن والجنوب عموما لدرجة أن أصبح الجنوب لدى هؤلاء حالة متأخرة من (الوسواس القهري).

الوسواس القهري كما يعرفه الأطباء النفسيين هو عدم قدرة المريض على التحرر من أوهام وصور في الذهن صنعها من خياله لا تتناسب والواقع، وفي هذه المرحلة من المرض يتطلب الأمر التدخل الطبي للعلاج بالعقاقير ودخول المصحات النفسية، والحقيقة أن احدنا لا يدري هل يشفق على هؤلاء ويساعدهم على العلاج أو ينتقدهم (والضرب في المريض حرام)، فعدن والجنوب الذي رسموه في خيالاتهم، حيث يتسكعون، لا يمت بصلة لعدن والجنوب الذي نعيش فيه، ويهولون ما يحدث فيه من اقلاق للأمن معروف مصدره ومعروفين من يدخلون عدن بملابس النساء ومن يسهل لهم ويأويهم ولا يخفى ذلك على عامة الناس ناهيك عن رجال الامن.

كلفة انشاء وإدارة موقع إليكتروني ليست بالأمر اليسير، خصوصا على مجرد (مخبر) بدرجة صحافي، فهناك نفقات تشغيل واتصالات واستضافة موقع ورواتب مخبرين وغير ذلك وليس للمواقع موارد كالصحف السيارة من مبيعات واعلانات الأمر الذي يجعل احدنا يجزم أن هذه الوسائل ممولة من جهات ما لغرض استهداف الجنوب والجنوبيين من نفس المصادر التي تمول اقلاق الأمن في الجنوب بقصد إظهار فشل إدارة الجنوب، وهؤلاء الممولين يجدون فريستهم في مرضى الوسواس القهري أو من على شاكلتهم من البضاعة المعروضة للبيع في سوق النخاسة.

يكثر مرضى الوسواس القهري، هذه الايام، من العزف على وتر العمالة لإيران ليضعوا الجنوب العربي موضع الحوثي فيما يخص العلاقة بإيران رغم أن أبناء الجنوب هم من قاتل الحوثي وقدم الشهداء وحرر الأرض فيما الوضع مختلف تماما في اليمن (الشمال) فأين توجد العمالة لإيران يا ترى؟ من جانب آخر فلم يكن بين الجنوبيين والحوثيين عداء قبل غزوهم للجنوب حتى أن أكثر أبناء الجنوب كانوا يتعاطفون معهم كأصحاب حق، ولم يدمر هذا التعاطف إلا الاعتداء على الجنوب، والحال كذلك بالنسبة لإيران، ومهما آلة إليه الحرب فأن الحوثي سيبقى لاعبا سياسيا في اليمن كما ستبقى إيران جار لنا ولأشقائنا في الجزيرة، فنحن لا نؤمن بفكرة الاقتلاع ولكننا نرفض المساس بحقنا كما نرفض المساس بأمن اشقاءنا في الجزيرة.

أيها الإخوان المحترمون.. المعركة الآن في الشمال (اليمن)، وهناك يحتاجون طاقاتكم وامكانياتكم وعقولكم، أن كان لكم عقول، فالجنوب العربي قدم قوافل من الشهداء من أجل استقلاله، ولا زال، ولن يتجرأ جنوبي، أيا كان حجمه أو انتمائه أو لونه، علي خيانة الأمانة التي سقت هذه الدماء الزكية أرض الجنوب العربي إيمانا بها، فتحرروا من وسواسكم القهري لأن الجنوب الذي وقف في وجه غزو غاشم لن تهزه أقلام مخبرين مهما حيكت من دسائس ومهما خيل لكم من تباينات جنوبية جنوبية.

تحية اجلال واكبار لشهداء الجنوب العربي والشهداء الأشقاء من حلفاءنا في المملكة والامارات..