fbpx
قمة اللامبالاة العربية

بقلم الشيخ عبدالرب السلامي

ثلث البلدان العربية تعيش أوضاعا ملتهبة، والثلث الآخر يعاني من عدم الاستقرار، والمنطقة برمتها مرشحة للفوضى والتمزيق، والأوضاع في دول الجوار إيران وتركيا وإسرائيل وافريقيا تنخر بشكل مباشر في الأمن القومي العربي، إضافة إلى المتغيرات الدولية وانعكاساتها على المنطقة..

في ظل هذه الظروف مجتمعة يفترض أن يكون العرب أكثر حرصا على الاجتماع وتوحيد الصف وبلورة رؤى ومواقف ترتقي إلى مستوى التحديات.

لكن للأسف.. خيب الزعماء العرب -كعادتهم- تطلعات شعوبهم، فكانت المفاجأة عندما أعلنت المملكة المغربية اعتذارها عن استضافة القمة، وبررت الاعتذار بحجة أن الظروف الموضوعية غير متوفرة لعقد قمة ناجحة!

ثم انتقلت استضافة القمة إلى موريتانيا، وهناك شاهدنا التمثيل الهزيل حيث غاب ثلثي الزعماء العرب، وأرسل نصفهم ممثلين عنهم من الدرجة الثالثة والرابعة، في مشهد مقزز يسفر عن حالة اللامبالاة تجاه قضايا الأمة!

فإذا كانت الظروف التي تمر بها الأمة العربية ظروفا غير موضوعية تستحق عقد قمة تليق برئاسة جلالة الملك المغربي، فلا أدري ما هي الظروف الموضوعية التي تستحق عقد قمة لائقة!.

وإذا كانت قضايا اليمن وسوريا والعراق وليبيا ولبنان فضلا عن قضية فلسطين والقضايا القومية الأخرى، لا تستحق أن يجتمع لأجلها القادة العرب، فلا أدري ما هي القضايا الأكبر التي يمكن أن يتواضع الزعماء لحضور اجتماع قمة لأجلها